طرحت صحيفة "الغارديان" البريطانية تساؤلاً حول مدى فعالية العقوبات التي اتخذها كل من الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي ضد ايران خصوصاً أن الأخيرة تستغل قربها من العراق للتملص من هذه العقوبات، بما في ذلك عمليات التهريب عبر اقليم كردستان.
وبعدما اشارت الصحيفة الى ان الصين والهند وروسيا وتركيا واليابان وكوريا الجنوبية، رفضت الالتزام بهذه العقوبات، لفتت الصحيفة البريطانية الى أن "ايران كانت اول المستفيدين من الغزو الأميركي للعراق كما كانت أكبر مهدد للإستقرار في مرحلة ما بعد صدام خصوصا مع دعمها المتواصل لميليشيات عراقية".
واشارت الصحيفة الى المصلحة الإقتصادية التي تربط ايران بالعراق الذي يعتبر من اهم شركائها الاقتصاديين حيث بلغ حجم التبادل التجاري السنوي ما بين 8 مليارات الى 10 مليارات دولار"،مضيفة ان" الحدود بين البلدين باتت مركزا لتهريب البضائع المحظورة، وهذا الامر يشكل اهمية كبيرة لايران في الوقت الحالي".
واضافت قائلة أن "ايران تدعم مثل هذه الأعمال من خلال فتح مصارف خاصة داخل العراق بالاضافة الى شركات وهمية في العراق والامارات العربية يملكها افراد لبنانيون وعراقيون وسوريون".
ولفتت الصحيفة الى أن "التجارة غير المشروعة مع ايران تجلب منافع مالية كبيرة وفوائد سياسية ايضاً كما في اقليم كردستان"، موضحة ان "غالبية عمليات التهريب تتم عبر المناطق الجبلية في اقليم كردستان"، مشيرة الى ان "ما تعادل قيمته مئات الملايين من الدولارات من النفط الخام ومشتقاته، جرى تهريبها من كركوك وبيجي الى ايران".
والاهم من ذلك بحسب الصحيفة هو إن" القوات المسلحة العراقية عاجزة عن حماية حدود العراق، ولذلك فإن الفساد في موانئ ومعابر الدخول ينتشر بشكل كبير، في وقت تعاني فيه القوات العراقية من سوء التدريب والتجهيز، وسوء القيادة في حين تسيطر القوات الايرانية سيطرة فعلية على كلا الجانبين".
واعتبرت الصحيفة انه "من غير المبالغ فيه القول بأن ايران تستفيد من الحال الراهن في العراق، لانها بذلك تستطيع تحقيق المكاسب"، قائلة ان "الفوضى في العراق ستتيح لايران أن تستخدم هذه الدولة لمصلحتها وتجعلها خاضعة لنفوذها ويمكن أن تستخدمها كوسيلة للضغط على الولايات المتحدة".
وشددت الصحيفة أن "على الدول التي تفرض عقوبات على ايران، اقناع الحكومة العراقية التعاون وتعزيز قواتها الامنية على الحدود كي تصبح هذه العقوبات فعالة، مع العلم بأن حكومة نوري المالكي لن تظهر اي مساعدة في هذا المجال"
. وختمت الصحيفة قولها أنه" في سياق الخطة الغربية في المواجهة، فإن الحرب أو العقوبات ليس بامكانها ايقاف البرنامج النووي الايراني، فيما يمكن للمفاوضات المباشرة أن تشجع ايران على تقديم التنازلات شرط أن تكون الدول الغربية مستعدة لطمأنة مخاوفها الاستراتيجية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق