نشرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية مقالا اليوم لمراسلتها شيرا فرنكل تناول حيل التستر التي تستخدمها المخابرات الاسرائيلية الخارجية الـ"موساد" في تنفيذ عملياتها السرية الخاصة خارج اسرائيل، واشارت بشكل خاص الى استخدام جوازات السفر البريطانية في هذه المهام. وفيما يلي نص المقال:
لا يزال جواسيس الـ"موساد" الاسرائيلي يستخدمون جوازات سفر اجنبية، بما فيها جوازات سفر مواطنين بريطانيين، في تنفيذ عمليات استخباراتية سرية في الخارج، وذلك وفق شهادات حصلت عليها الصحيفة البريطانية.
والمرة الاخيرة التي طفا فيها على السطح استخدام اسرائيل لجوازات سفر اجنبية بصورة غير مشروعة لمساعدة عملاء اسرائيل في سفرياتهم التجسسية كان في كانون الثاني (يناير) 2010 عندما كشفت الشرطة في دبي عن ان قتلة محمد المبحوح، احد قادة "حماس"، استخدموا جوازات سفر بريطانية وفرنسية والمانية واسترالية في تنقلاتهم.
وقد رفضت اسرائيل في ذلك الوقت ان تؤكد او تنفي الاعتقاد الذي كان سائدا على نطاق واسع ان عملاء الـ"موساد" كانوا وراء العملية، وان كانت قد ردت على فورة الغضب الدبلوماسية بتأكيدات على ان ذلك التصرف لن يتكرر.
الا ان هنا ادلة جديدة تشير الى مواطنين اجانب داخل اسرائيل يسمحون لشبكة التجسس باستخدام جوازات سفرهم – وفي كثير من الحالات عن طيب خاطر. وقد قبل اثنان من الشبان اجراء مقابلات معهما بشرط عدم الكشف عن هوياتهما، ولم يفعلا ذلك الا بعد ان اعيد اليهما جوازا سفرهما. بينما امتنع ثالث شارك في عملية مماثلة ولا يزال يخدم في صفوف الجيش الاسرائيلي عن اللقاء معه.
كان "ماثيو" قد هاجر الى اسرائيل لاول مرة بعد ان غادر منزل والديه في لندن في العام 2009، وتطوع بعد فترة قصيرة للخدمة في الجيش الاسرائيلي. وفي الاسبوع الاول لانضمامه للجيش اتصلت به فتاة من الـ"موساد" وسألته عما اذا كان "ملتزما بدولة اسرائيل". وقال "كانت الفتاة ودية حقا. وقالت انها توصي بزيارة مقصف جيد في تل ابيب، كما ذكرت لي عن مكانها المفضل لتناول طبق الحمص".
وعندما سألت ماثيو اذا كان على استعداد للقيام "بعمل بسيط للمساعدة" مثل اعارة جواز سفره، فلم يمانع.
واضاف: "قالت لي انني لن اكون بحاجة اليه على مدى عام او ما يقرب من ذلك. كما انني ساقوم بتدريبات اساسية وامور اخرى للجيش. قلت "نعم" – فقد كنت تحت شعور قوي يغمرني بالالتزام بالصهيونية".
استعاد ماثيو جواز سفره بعد خدمة دامت 18 شهرا في الجيش، وفوجئ بوجود اختام عليه من تركيا واذربيجان، وهما دولتان لم يقم بزيارتهما قط من قبل. "قالت لي ان من الافضل الا اذهب الى هاتين الدولتين..في الوقت الحالي"، حسب قوله.
وفي شهادة اخرى ادلى بها "بيتر" للـ"تايمز"، وهو فرنسي هاجر الى اسرائيل العام الماضي، كشف عن حكاية مماثلة. فبعد وصوله الى اسرائيل ببضعة اشهر وتطوعه للعمل في الجيش، بدأ في لقاء "فتاة جميل سألته عما اذا كان يريد ان يساعدها". وقال ان جواز سفره اخذ منه ايضا واعيد بعد عام باختام من روسيا وعدد من الدول الاخرى. واضاف "لم استطع قراءة شيء، ولكني فجأة احسست بشعور غريب. وان كنت اعتقد انه كان عملا مهما".
لم يعلق مسؤولون اسرائيليون على استخدام جوازات السفر الاجنبية ولا هم نفوا القيام بمثل هذه الاعمال. غير ان احد المسؤولين الذي عمل ضمن بعثة دبلوماسية اسرائيلية الى استراليا خلال الجدال في شأن مقتل المبحوح، قال "ان هذا سيكون بمثابة كابوس بالنسبة لاسرائيل، لكنهم لا يستطيعون القول ان دولا اخرى لا تدري بما يجري. فالعديد من الدول تفعل الشيء ذاته".
كانت هناك تكهنات ان استخدام جوازات سفر مواطنين بريطانيين في حادثة اغتيال المبحوح جرى من دون علم اصحاب تلك الجوازات. واشار تحقيق رسمي بريطاني صدر العام 2010 الى احتمال ان تكون اسرائيل مسؤولة عن تزوير جوازات السفر البريطانية لاستخدامها بصورة غير مشروعة.
وابلغ وزير الخارجية البريطانية انذاك ديفيد ميليباند مجلس النواب البريطاني ان دبلوماسيا اسرائيل طرد من البلاد بسبب جوازات السفر البريطانية. وقال ميليباند ان الاجراءات الاسرائيلية عرضت مواطنين بريطانيين للخطر وكشف عن "استخفاف عميق" بسيادة بريطانيا.
وفيما ظهر استخدام الـ"موساد" لجوازات سفر اجنبية بصورة غير مشروعة في العام 2010، فان هناك شكوكا بأن اسرائيل متورطة في هذه الممارسات منذ عقود.
لا يزال جواسيس الـ"موساد" الاسرائيلي يستخدمون جوازات سفر اجنبية، بما فيها جوازات سفر مواطنين بريطانيين، في تنفيذ عمليات استخباراتية سرية في الخارج، وذلك وفق شهادات حصلت عليها الصحيفة البريطانية.
والمرة الاخيرة التي طفا فيها على السطح استخدام اسرائيل لجوازات سفر اجنبية بصورة غير مشروعة لمساعدة عملاء اسرائيل في سفرياتهم التجسسية كان في كانون الثاني (يناير) 2010 عندما كشفت الشرطة في دبي عن ان قتلة محمد المبحوح، احد قادة "حماس"، استخدموا جوازات سفر بريطانية وفرنسية والمانية واسترالية في تنقلاتهم.
وقد رفضت اسرائيل في ذلك الوقت ان تؤكد او تنفي الاعتقاد الذي كان سائدا على نطاق واسع ان عملاء الـ"موساد" كانوا وراء العملية، وان كانت قد ردت على فورة الغضب الدبلوماسية بتأكيدات على ان ذلك التصرف لن يتكرر.
الا ان هنا ادلة جديدة تشير الى مواطنين اجانب داخل اسرائيل يسمحون لشبكة التجسس باستخدام جوازات سفرهم – وفي كثير من الحالات عن طيب خاطر. وقد قبل اثنان من الشبان اجراء مقابلات معهما بشرط عدم الكشف عن هوياتهما، ولم يفعلا ذلك الا بعد ان اعيد اليهما جوازا سفرهما. بينما امتنع ثالث شارك في عملية مماثلة ولا يزال يخدم في صفوف الجيش الاسرائيلي عن اللقاء معه.
كان "ماثيو" قد هاجر الى اسرائيل لاول مرة بعد ان غادر منزل والديه في لندن في العام 2009، وتطوع بعد فترة قصيرة للخدمة في الجيش الاسرائيلي. وفي الاسبوع الاول لانضمامه للجيش اتصلت به فتاة من الـ"موساد" وسألته عما اذا كان "ملتزما بدولة اسرائيل". وقال "كانت الفتاة ودية حقا. وقالت انها توصي بزيارة مقصف جيد في تل ابيب، كما ذكرت لي عن مكانها المفضل لتناول طبق الحمص".
وعندما سألت ماثيو اذا كان على استعداد للقيام "بعمل بسيط للمساعدة" مثل اعارة جواز سفره، فلم يمانع.
واضاف: "قالت لي انني لن اكون بحاجة اليه على مدى عام او ما يقرب من ذلك. كما انني ساقوم بتدريبات اساسية وامور اخرى للجيش. قلت "نعم" – فقد كنت تحت شعور قوي يغمرني بالالتزام بالصهيونية".
استعاد ماثيو جواز سفره بعد خدمة دامت 18 شهرا في الجيش، وفوجئ بوجود اختام عليه من تركيا واذربيجان، وهما دولتان لم يقم بزيارتهما قط من قبل. "قالت لي ان من الافضل الا اذهب الى هاتين الدولتين..في الوقت الحالي"، حسب قوله.
وفي شهادة اخرى ادلى بها "بيتر" للـ"تايمز"، وهو فرنسي هاجر الى اسرائيل العام الماضي، كشف عن حكاية مماثلة. فبعد وصوله الى اسرائيل ببضعة اشهر وتطوعه للعمل في الجيش، بدأ في لقاء "فتاة جميل سألته عما اذا كان يريد ان يساعدها". وقال ان جواز سفره اخذ منه ايضا واعيد بعد عام باختام من روسيا وعدد من الدول الاخرى. واضاف "لم استطع قراءة شيء، ولكني فجأة احسست بشعور غريب. وان كنت اعتقد انه كان عملا مهما".
لم يعلق مسؤولون اسرائيليون على استخدام جوازات السفر الاجنبية ولا هم نفوا القيام بمثل هذه الاعمال. غير ان احد المسؤولين الذي عمل ضمن بعثة دبلوماسية اسرائيلية الى استراليا خلال الجدال في شأن مقتل المبحوح، قال "ان هذا سيكون بمثابة كابوس بالنسبة لاسرائيل، لكنهم لا يستطيعون القول ان دولا اخرى لا تدري بما يجري. فالعديد من الدول تفعل الشيء ذاته".
كانت هناك تكهنات ان استخدام جوازات سفر مواطنين بريطانيين في حادثة اغتيال المبحوح جرى من دون علم اصحاب تلك الجوازات. واشار تحقيق رسمي بريطاني صدر العام 2010 الى احتمال ان تكون اسرائيل مسؤولة عن تزوير جوازات السفر البريطانية لاستخدامها بصورة غير مشروعة.
وابلغ وزير الخارجية البريطانية انذاك ديفيد ميليباند مجلس النواب البريطاني ان دبلوماسيا اسرائيل طرد من البلاد بسبب جوازات السفر البريطانية. وقال ميليباند ان الاجراءات الاسرائيلية عرضت مواطنين بريطانيين للخطر وكشف عن "استخفاف عميق" بسيادة بريطانيا.
وفيما ظهر استخدام الـ"موساد" لجوازات سفر اجنبية بصورة غير مشروعة في العام 2010، فان هناك شكوكا بأن اسرائيل متورطة في هذه الممارسات منذ عقود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق