هل تغير الموقف الامريكي من سورية، من الحل الدبلوماسي الى الحل العسكري او التدخل
الانساني؟
الرد على هذا السؤال يكمن في تحضيرات تقوم فيها وزارة الدفاع الامريكية حسب صحيفة 'الغارديان' التي قالت ان البنتاغون تقوم باعداد خطط للتدخل تتضمن عمليات عسكرية. وتعتبر هذه الخطط مواصلة للنقاشات داخل ادارة باراك اوباما في البحث عن حل للصراع في سورية ينهي اربعين عاما من حكم عائلة الاسد.
وقالت الصحيفة ان البنتاغون تقوم ومنذ عدة اسابيع بالتخطيط لعمليات تتراوح من مواجهة الوضع الانساني وتوفير الطعام والدواء للسوريين ومواجهة تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين على حدود سورية الشمالية والجنوبية الى تدخل عسكري مباشر.
كما وتتضمن الخطط تنسيقا للتدخل العسكري مع تركيا ودول اخرى اعضاء في حلف الناتو. وعلى الرغم من ان المبادرة والمراجعة الداخلية لقدرات امريكا العسكرية في المنطقة هي مبادرة من البنتاغون وليس من البيت الابيض الا ان هذا التطور يشير الى ان الادارة لا تستبعد اي خيار على الطاولة بما فيها التدخل العسكري وهو ما المح اليه الناطقون الرسميون باسم البيت الابيض والخارجية الامريكية.
وفي الوقت الحالي فان البيت الابيض يؤكد على انه لا يوجد اي تحول عن الخيار الدبلوماسي المتمثل بمجموعة اصدقاء سورية، ومحاولات بناء جبهة دولية للضغط على الاسد. ولكن الادارة تواجه ضغوطا لاتخاذ موقف صارم والاستجابة للدعوات المتزايدة لدعم الحل العسكري او العمل على اقامة مناطق آمنة تعمل منها المعارضة السورية وتوفر الملجأ الامن للاجئين من جحيم القصف السوري خاصة لمدينة حمص، في اشارة الى تصريحات كل من السناتور جون ماكين وجوي ليبرمان وليندزي غراهام.
وبناء على الصحيفة فقد رفضت وزارة الدفاع التعليق على التسريبات حيث قال الناطق باسم البنتاغون الرائد كريس بيرينيان ان الوزارة 'تعد خططا طارئة بشكل دائم والتركيز يظل على الحل الدبلوماسي'.
ونقلت 'ديلي تلغراف' عن مسؤولين في الخارجية الامريكية ان النقاش داخل الادارة قد انحرف من الدبلوماسية نحو البحث وسائل اكثر نجاعة، في اشارة الى التحضيرات التي تقوم بها البنتاغون من مراجعة لقدراتها العسكرية في المنطقة. ونقلت عن مسؤول بارز قوله ان الادارة مع كل هذا لم تتحدث عن بعد عن وصول الملف السوري لـ 'نقطة اللاعودة'، مضيفا انه لا تزال فرصة للحل ولكن 'النافذة تغلق شيئا فشيئا'. واضاف انه لا يعرف 'كم من الوقت سيمر قبل ان يبدأ المسؤولون بالبحث عن ما يمكن عمله من خيارات مطروحة على الطاولة'. واكد ان الادارة 'قطعا لا تريد عسكرة' الانتفاضة، فان كانت هناك امكانية لتجنبها 'فسنقوم بتجنبها'، ولكن كل الاشارات تقول انه لم يعد هناك مجال 'لتجنبها'. واضاف قائلا انه دائما يوجد امل لتجنب حرب اهلية شاملة وبدون استخدام القوة وكل هذا يعتمد على الاسد وان وصلت اليه 'الرسالة التي توقظه' من وهمه.
واشارت الصحيفة الى الدور التركي الذي عاد بعد صمت حيث نقلت عن السفير التركي في لندن اونال تشفيكوز انه لا يوجد اي تنسيق بين امريكا وتركيا للبحث في الخيارات العسكرية، ولكنه قال ان تقديم الدعم الانساني قد يطرح في اجتماع قريب لمجموعة اصدقاء سورية. واضاف ان الدعم الانساني قد يصبح ضرورة نظرا لقلة المواد الغذائية مما قد يؤدي الى مجاعة. واضاف ان 'هذه جريمة خطيرة ليس فقط القتل بل ان تقوم بخلق اوضاع لابادة مدينة وسكانها' في اشارة الى حمص. وقال ان الانتفاضة السورية دخلت منعطفا حرجا وعلى المجتمع الدولي القيام بمبادرة. ونقلت عن مسؤول اوروبي قوله 'نحاول تغيير الوضع، نواجه جدارا وعلينا ان نجد طرقا للصعود فوقه والتقدم اماما'.
ايران
ويعكس الجدل داخل الادارة الامريكية والعواصم الغربية التي تراقب الاحداث عن كثب التخبط وعدم القدرة على القيام باي تدخل اي كان خاصة بعد الفيتو الروسي ـ الصيني والمحاذير الجيوبوليتكية.
وفي الوقت الذي تتهم فيه روسيا بانها الطرف الذي يزود النظام بالاسلحة والذي يعطيه صماما للامان كي يواصل خياره الامني، فان نظرتها للوضع الحالي في سورية، يشير الى انه لا توجد قوة تعمل ضد او مع النظام سواء كانت روسيا او الصين، تركيا او السعودية ولكن القوة التي تقاتل لبقاء الاسد هي ايران التي تصب في هذا الاتجاه جهودها العسكرية وتوفر الدعم اللوجيستي المتمثل بارسال الحرس الثوري والتقنيين.
ويقول تحليل كتبه في 'الغارديان' سايمون تسيدال ان ايران تعتبر الداعم الرئيسي لسورية حيث توفر له النفط الرخيص وربما تتعاون معه نوويا. ويبني الكاتب تحليله على تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية ونظيرها البريطاني والفرنسي ومصدر اسرائيلي مجهول الذين يرون ان ايران هي المزود والممول الرئيسي للسلاح. ويرى مدير الموساد الاسرائيلي السابق افرايم هاليفي ان سورية تعتبر بالنسبة لايران 'كعب اخيل'. فايران اضافة لتزويد سورية بالسلاح توفر لها المدربين ورجال المخابرات الذين يجمعون المعلومات الاستخباراتية تماما كما فعلوا في العراق حيث زودوا الجماعات الشيعية بمعلومات عن تحركات الامريكيين. ويظل الدور الايراني في سورية لا يقارن بدورها في العراق، لكن سورية الاسد تعتبر بالنسبة لايران النقطة الرئيسية التي تنطلق منها لمد تأثيرها في المنطقة، فسورية جزء من معركة ايران الايديولوجية مع امريكا واسرائيل، كما انها الحاجز ضد الانظمة العربية المؤيدة لامريكا في المنطقة. ومن هنا فان ايران هي المصدر المهم من ناحية الحماية وتوفير الامن والتمويل ولهذا فالايرانيون الآن يستخدمون كل ما لديهم كي يحافظوا على وضع ما قبل الانتفاضة. وحتى هذه اللحظة فقد وجدت ايران من يقوم بالدور نيابة عنها وهي روسيا فلاديمير بوتين، تماما كما قامت امريكا بنفس الدور في العراق. وتنظر ايران لمعركتها من خلال استراتيجية بعيدة المدى، فهي تحاول الحفاظ على الاسد من جهة وان لم تستطع فتريد التأكد من ان من يأتي بعده لن يخرق الحلف معها من جهة اخرى. وبحسب هاليفي فان ايران تعمل كل جهدها على ابقاء تأثيرها في سورية بالاسد او بدونه ولهذا تقوم بصب كل ما لديها من موارد كافية لحماية النظام. وبالنسبة لاسرائيل التي تراقب الوضع السوري يرى هاليفي ان ما يهمها ليس الحفاظ على الاسد ولكن اخراج ايران من سورية. وفي هذا السياق فالمعارضة السورية لا تقاوم فقط الاسد بل ايران. وقد تكون الانتفاضة السورية الفرصة الذهبية لاسرائيل كي تهزم ايران وتقص اجنحتها.
الوضع الانساني
وعكست 'ديلي تلغراف' المخاوف من الوضع الانساني في حمص في افتتاحية 'آلام حمص'، بالقول ان الاسد مصمم على البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو ادى الى محو مدينة حمص. وترى انه في ظل الخلاف الدولي وبعد الفيتو الروسي ـ الصيني، فلم تعد هناك امكانية للتوصل لحل دبلوماسي، وتضيف ان بريطانيا قد تجد من الصعوبة الاتفاق مع روسيا حول سورية لكنها قد تتخذ معها ومع الصين موقفا موحدا للسماح لدخول الصليب الاحمر لحمص، فهذا لا علاقة له بالتدخل العسكري او تسليح المعارضة بل لغرض انساني. وتقول انه لو وجد الاسد نفسه في مواجهة جبهة موحدة تضم روسيا والصين والدول الغربية والجامعة العربية فلن يكون قادرا على المواجهة. ودعت صحيفة 'التايمز' في افتتاحيتها 'هجوم الاسد' العالم ان يقف مع المستضعفين ضد الظالم، وذكرت اوباما بما قاله اثناء الثورة الليبية ان العالم يجب ان لا يجلس مراقبا مذبحة المدنيين. وعلى الرغم من اتفاق الصحيفة على ان سورية ليست ليبيا وان هناك الكثير من المعوقات والنتائج التي ستنشأ حالة سقوط الاسد الذي سيسقط لا محالة فان الجرائم التي ارتكبها النظام وصلت الى مرحلة لم يعد فيها مستقبل سورية واضحا بل وبالتأكيد سيكون دمويا.
وعليه فان الكلام والشجب الغربي لم يعد نافعا نظرا لحجم الجرائم التي يقوم بها النظام ولهذا فان ساعة اتخاذ القرار حانت في اشارة الى التحالف الدولي الذي برز ولا يضم الجامعة العربية فقط بل الولايات المتحدة وغيرها وترى انه يجب اتخاذ قرارات حذرة وصائبة خاصة فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب المعارضة وتسليحها، لانه ان فعلت فستكون قد وقفت الى جانب طرف واحد. وفي النهاية دعت كل الاطراف المعنية بالوضع السوري في الغرب والجامعة العربية الى عقد قمة يتم فيها الاتفاق على خطة.
دمشق بدأت تحس بالازمة
وفي تقرير في صحيفة 'اندبندنت' ان الدمشقيين بدأوا يحسون بأثر الازمة على حياتهم. فعلى الرغم من تأكيد السكان على ان الوضع في العاصمة 'عادي' ولكن انقطاع التيار الكهربائي المستمر بدأ يترك اثره على وتيرة حياتهم، اضافة لنقص المواد الاساسية وزيت الطبخ. كما تعيش العاصمة حركة هجرة من داخل الاحياء التي حصلت فيها مواجهات بين المقاومة والجيش. وتشهد الاسواق ارتفاعا في اسعار المواد الاساسية، والتي ارتفعت بنسبة 25 بالمئة مع انخفاض في سعر العملة السورية. كما واثر انقطاع الكهرباء على تدفق المياه للبيوت. ومن هنا فان اكثر الطبقات معاناة من الوضع هم الفقراء الذين يكافحون للبقاء اما الاغنياء فلا يشعرون بثقل الازمة فيما يحاول ابناء الطبقة المتوسطة الحفاظ على ما لديهم وانتظار ما تؤول اليه الاحداث.
ويقول التقرير ان انخفاض سعر العملة دفع الكثيرين للاتجار بالعملات الذهبية، فيما تزدهر السوق السوداء. ويرى التقرير انه بسبب الازمة الاقتصادية والعقوبات فان رجال الاعمال يراقبون الوضع ليروا من المنتصر حتى يدعموه. ولاهمية العاصمة ومدينة حلب العاصمة الاقتصادية فالحكومة السورية تقوم بتشديد الرقابة عليهما لمنع اية تحركات ضد الحكومة. وهذا لا يمنع من حراك داخلي يعبر عن حيرة السكان واي طرف يجب ان يقفوا معه.
الرد على هذا السؤال يكمن في تحضيرات تقوم فيها وزارة الدفاع الامريكية حسب صحيفة 'الغارديان' التي قالت ان البنتاغون تقوم باعداد خطط للتدخل تتضمن عمليات عسكرية. وتعتبر هذه الخطط مواصلة للنقاشات داخل ادارة باراك اوباما في البحث عن حل للصراع في سورية ينهي اربعين عاما من حكم عائلة الاسد.
وقالت الصحيفة ان البنتاغون تقوم ومنذ عدة اسابيع بالتخطيط لعمليات تتراوح من مواجهة الوضع الانساني وتوفير الطعام والدواء للسوريين ومواجهة تدفق اعداد كبيرة من اللاجئين على حدود سورية الشمالية والجنوبية الى تدخل عسكري مباشر.
كما وتتضمن الخطط تنسيقا للتدخل العسكري مع تركيا ودول اخرى اعضاء في حلف الناتو. وعلى الرغم من ان المبادرة والمراجعة الداخلية لقدرات امريكا العسكرية في المنطقة هي مبادرة من البنتاغون وليس من البيت الابيض الا ان هذا التطور يشير الى ان الادارة لا تستبعد اي خيار على الطاولة بما فيها التدخل العسكري وهو ما المح اليه الناطقون الرسميون باسم البيت الابيض والخارجية الامريكية.
وفي الوقت الحالي فان البيت الابيض يؤكد على انه لا يوجد اي تحول عن الخيار الدبلوماسي المتمثل بمجموعة اصدقاء سورية، ومحاولات بناء جبهة دولية للضغط على الاسد. ولكن الادارة تواجه ضغوطا لاتخاذ موقف صارم والاستجابة للدعوات المتزايدة لدعم الحل العسكري او العمل على اقامة مناطق آمنة تعمل منها المعارضة السورية وتوفر الملجأ الامن للاجئين من جحيم القصف السوري خاصة لمدينة حمص، في اشارة الى تصريحات كل من السناتور جون ماكين وجوي ليبرمان وليندزي غراهام.
وبناء على الصحيفة فقد رفضت وزارة الدفاع التعليق على التسريبات حيث قال الناطق باسم البنتاغون الرائد كريس بيرينيان ان الوزارة 'تعد خططا طارئة بشكل دائم والتركيز يظل على الحل الدبلوماسي'.
ونقلت 'ديلي تلغراف' عن مسؤولين في الخارجية الامريكية ان النقاش داخل الادارة قد انحرف من الدبلوماسية نحو البحث وسائل اكثر نجاعة، في اشارة الى التحضيرات التي تقوم بها البنتاغون من مراجعة لقدراتها العسكرية في المنطقة. ونقلت عن مسؤول بارز قوله ان الادارة مع كل هذا لم تتحدث عن بعد عن وصول الملف السوري لـ 'نقطة اللاعودة'، مضيفا انه لا تزال فرصة للحل ولكن 'النافذة تغلق شيئا فشيئا'. واضاف انه لا يعرف 'كم من الوقت سيمر قبل ان يبدأ المسؤولون بالبحث عن ما يمكن عمله من خيارات مطروحة على الطاولة'. واكد ان الادارة 'قطعا لا تريد عسكرة' الانتفاضة، فان كانت هناك امكانية لتجنبها 'فسنقوم بتجنبها'، ولكن كل الاشارات تقول انه لم يعد هناك مجال 'لتجنبها'. واضاف قائلا انه دائما يوجد امل لتجنب حرب اهلية شاملة وبدون استخدام القوة وكل هذا يعتمد على الاسد وان وصلت اليه 'الرسالة التي توقظه' من وهمه.
واشارت الصحيفة الى الدور التركي الذي عاد بعد صمت حيث نقلت عن السفير التركي في لندن اونال تشفيكوز انه لا يوجد اي تنسيق بين امريكا وتركيا للبحث في الخيارات العسكرية، ولكنه قال ان تقديم الدعم الانساني قد يطرح في اجتماع قريب لمجموعة اصدقاء سورية. واضاف ان الدعم الانساني قد يصبح ضرورة نظرا لقلة المواد الغذائية مما قد يؤدي الى مجاعة. واضاف ان 'هذه جريمة خطيرة ليس فقط القتل بل ان تقوم بخلق اوضاع لابادة مدينة وسكانها' في اشارة الى حمص. وقال ان الانتفاضة السورية دخلت منعطفا حرجا وعلى المجتمع الدولي القيام بمبادرة. ونقلت عن مسؤول اوروبي قوله 'نحاول تغيير الوضع، نواجه جدارا وعلينا ان نجد طرقا للصعود فوقه والتقدم اماما'.
ايران
ويعكس الجدل داخل الادارة الامريكية والعواصم الغربية التي تراقب الاحداث عن كثب التخبط وعدم القدرة على القيام باي تدخل اي كان خاصة بعد الفيتو الروسي ـ الصيني والمحاذير الجيوبوليتكية.
وفي الوقت الذي تتهم فيه روسيا بانها الطرف الذي يزود النظام بالاسلحة والذي يعطيه صماما للامان كي يواصل خياره الامني، فان نظرتها للوضع الحالي في سورية، يشير الى انه لا توجد قوة تعمل ضد او مع النظام سواء كانت روسيا او الصين، تركيا او السعودية ولكن القوة التي تقاتل لبقاء الاسد هي ايران التي تصب في هذا الاتجاه جهودها العسكرية وتوفر الدعم اللوجيستي المتمثل بارسال الحرس الثوري والتقنيين.
ويقول تحليل كتبه في 'الغارديان' سايمون تسيدال ان ايران تعتبر الداعم الرئيسي لسورية حيث توفر له النفط الرخيص وربما تتعاون معه نوويا. ويبني الكاتب تحليله على تصريحات لوزيرة الخارجية الامريكية ونظيرها البريطاني والفرنسي ومصدر اسرائيلي مجهول الذين يرون ان ايران هي المزود والممول الرئيسي للسلاح. ويرى مدير الموساد الاسرائيلي السابق افرايم هاليفي ان سورية تعتبر بالنسبة لايران 'كعب اخيل'. فايران اضافة لتزويد سورية بالسلاح توفر لها المدربين ورجال المخابرات الذين يجمعون المعلومات الاستخباراتية تماما كما فعلوا في العراق حيث زودوا الجماعات الشيعية بمعلومات عن تحركات الامريكيين. ويظل الدور الايراني في سورية لا يقارن بدورها في العراق، لكن سورية الاسد تعتبر بالنسبة لايران النقطة الرئيسية التي تنطلق منها لمد تأثيرها في المنطقة، فسورية جزء من معركة ايران الايديولوجية مع امريكا واسرائيل، كما انها الحاجز ضد الانظمة العربية المؤيدة لامريكا في المنطقة. ومن هنا فان ايران هي المصدر المهم من ناحية الحماية وتوفير الامن والتمويل ولهذا فالايرانيون الآن يستخدمون كل ما لديهم كي يحافظوا على وضع ما قبل الانتفاضة. وحتى هذه اللحظة فقد وجدت ايران من يقوم بالدور نيابة عنها وهي روسيا فلاديمير بوتين، تماما كما قامت امريكا بنفس الدور في العراق. وتنظر ايران لمعركتها من خلال استراتيجية بعيدة المدى، فهي تحاول الحفاظ على الاسد من جهة وان لم تستطع فتريد التأكد من ان من يأتي بعده لن يخرق الحلف معها من جهة اخرى. وبحسب هاليفي فان ايران تعمل كل جهدها على ابقاء تأثيرها في سورية بالاسد او بدونه ولهذا تقوم بصب كل ما لديها من موارد كافية لحماية النظام. وبالنسبة لاسرائيل التي تراقب الوضع السوري يرى هاليفي ان ما يهمها ليس الحفاظ على الاسد ولكن اخراج ايران من سورية. وفي هذا السياق فالمعارضة السورية لا تقاوم فقط الاسد بل ايران. وقد تكون الانتفاضة السورية الفرصة الذهبية لاسرائيل كي تهزم ايران وتقص اجنحتها.
الوضع الانساني
وعكست 'ديلي تلغراف' المخاوف من الوضع الانساني في حمص في افتتاحية 'آلام حمص'، بالقول ان الاسد مصمم على البقاء في السلطة بأي ثمن حتى لو ادى الى محو مدينة حمص. وترى انه في ظل الخلاف الدولي وبعد الفيتو الروسي ـ الصيني، فلم تعد هناك امكانية للتوصل لحل دبلوماسي، وتضيف ان بريطانيا قد تجد من الصعوبة الاتفاق مع روسيا حول سورية لكنها قد تتخذ معها ومع الصين موقفا موحدا للسماح لدخول الصليب الاحمر لحمص، فهذا لا علاقة له بالتدخل العسكري او تسليح المعارضة بل لغرض انساني. وتقول انه لو وجد الاسد نفسه في مواجهة جبهة موحدة تضم روسيا والصين والدول الغربية والجامعة العربية فلن يكون قادرا على المواجهة. ودعت صحيفة 'التايمز' في افتتاحيتها 'هجوم الاسد' العالم ان يقف مع المستضعفين ضد الظالم، وذكرت اوباما بما قاله اثناء الثورة الليبية ان العالم يجب ان لا يجلس مراقبا مذبحة المدنيين. وعلى الرغم من اتفاق الصحيفة على ان سورية ليست ليبيا وان هناك الكثير من المعوقات والنتائج التي ستنشأ حالة سقوط الاسد الذي سيسقط لا محالة فان الجرائم التي ارتكبها النظام وصلت الى مرحلة لم يعد فيها مستقبل سورية واضحا بل وبالتأكيد سيكون دمويا.
وعليه فان الكلام والشجب الغربي لم يعد نافعا نظرا لحجم الجرائم التي يقوم بها النظام ولهذا فان ساعة اتخاذ القرار حانت في اشارة الى التحالف الدولي الذي برز ولا يضم الجامعة العربية فقط بل الولايات المتحدة وغيرها وترى انه يجب اتخاذ قرارات حذرة وصائبة خاصة فيما يتعلق بالاستجابة لمطالب المعارضة وتسليحها، لانه ان فعلت فستكون قد وقفت الى جانب طرف واحد. وفي النهاية دعت كل الاطراف المعنية بالوضع السوري في الغرب والجامعة العربية الى عقد قمة يتم فيها الاتفاق على خطة.
دمشق بدأت تحس بالازمة
وفي تقرير في صحيفة 'اندبندنت' ان الدمشقيين بدأوا يحسون بأثر الازمة على حياتهم. فعلى الرغم من تأكيد السكان على ان الوضع في العاصمة 'عادي' ولكن انقطاع التيار الكهربائي المستمر بدأ يترك اثره على وتيرة حياتهم، اضافة لنقص المواد الاساسية وزيت الطبخ. كما تعيش العاصمة حركة هجرة من داخل الاحياء التي حصلت فيها مواجهات بين المقاومة والجيش. وتشهد الاسواق ارتفاعا في اسعار المواد الاساسية، والتي ارتفعت بنسبة 25 بالمئة مع انخفاض في سعر العملة السورية. كما واثر انقطاع الكهرباء على تدفق المياه للبيوت. ومن هنا فان اكثر الطبقات معاناة من الوضع هم الفقراء الذين يكافحون للبقاء اما الاغنياء فلا يشعرون بثقل الازمة فيما يحاول ابناء الطبقة المتوسطة الحفاظ على ما لديهم وانتظار ما تؤول اليه الاحداث.
ويقول التقرير ان انخفاض سعر العملة دفع الكثيرين للاتجار بالعملات الذهبية، فيما تزدهر السوق السوداء. ويرى التقرير انه بسبب الازمة الاقتصادية والعقوبات فان رجال الاعمال يراقبون الوضع ليروا من المنتصر حتى يدعموه. ولاهمية العاصمة ومدينة حلب العاصمة الاقتصادية فالحكومة السورية تقوم بتشديد الرقابة عليهما لمنع اية تحركات ضد الحكومة. وهذا لا يمنع من حراك داخلي يعبر عن حيرة السكان واي طرف يجب ان يقفوا معه.
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق