يقولون لا يمسح دمعتك إلا يديك يبدو أن دول الخليج قد أدركت حكمة هذه المقولة جيدا وقد بدأت بالفعل بالعمل بها, دول الخليج الكبيرة بمجموعها بمالها ونفطها وثرواتها الأخرى حري بها أن تكون وبحق قوة ضاربة لكل طامع أو معربد في المنطقة.
لقد تغافلت دول الخليج كثيرا عن قوتها الحقيقة واعتقد البعض فيها أن الحماية ربما تصلح أن تكون أمريكية أو فرنسية أو بريطانية أو حتى عراقية.
بيد أن دول الخليج اتخذت في الفترة الأخيرة المسلك الصحيح والذي كان لا يصح غيره وقد جربته بالفعل وكان له أكبر الأثر على أمنها واستقرارها.
درع الجزيرة. لقد بدا توفيق دول الخليج في هذا المشروع منذ اختيار الاسم وعُزز هذا التوفيق بأول مهمة له, وهو الدخول للبحرين لحمايتها من المتمردين الشيعة مما وفر على الخليج الاستعانة بالقوات الأجنبية كما حدث في الكويت والكثير من الأموال المدفوعة بلا شك والأهم من ذلك الرسالة التي وصلت لإيران أن دول الخليج أصبح لها أنياب تعض بها من يتعرض لأمنها واستقرارها.
توعدت إيران دول الخليج على هذا العمل الذي أحرجها ولم تكن تتوقعه وجاء تحقيق الوعيد في صورة زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للجزر الإماراتية والحديث عن نشر منظومة صاروخية عليها.
فكان الرد من دول الخليج أعلى وفي الوقت المناسب أيضا, لقد أحسنت دول الخليج في وقت الإعلان عن مناوراتها العسكرية الموسومة "بجزر الوفاء" وفي الاسم والمكان أيضا.فللكل دلالات ورسائل قوية لإيران. أولها أن التصعيد سوف يواجه بالتصعيد ولكن الجديد والأهم أنه خليجي وليس غير ذلك.
جاء الإعلان عن المناورات أفضل بكثير من تصريحات الشجب والاستنكار الذي اعتقدت إيران أنه سيكون كبير الرد من دول الخليج, كما جاء الاسم موفقا تذكيرا لإيران أن الخليج لا يزال وفيا للجزر المغتصبة ولم ينسها.
كما جاء المكان وطبيعة العمليات العسكرية كمحاكاة للدفاع وصد الهجوم البحري البري وهو يتناسب مع المتوقع لطبيعة المعركة لو قامت بالجزر.
نستطيع أن نقول بحق أن هذه المناورات ردت الاعتبار للعسكرية والهيبة الخليجية والأهم من ذلك هو التحول الرائع في طريقة تفكير العقل الخليجي مع الاستفزازات الإيرانية وأنها لا تفهم سوى لغة القوة ويجب أن تكون هذه القوة خليجية.
إن تصريحات إيران عن ضعف المناورات له دلالة كبيرة على متابعتها الدقيقة لها وخوفها منها وإذا علمنا أن المملكة والإمارات هم أكبر منفقين على ميزانيات التسليح في الشرق الأوسط حاليا لعلمنا سبب قلق إيران الكبير.
بيد أننا نعتقد أنه على دول الخليج أن تطور هذه المناورات وتكون على أعلى مستوى من الدقة والتنسيق والدورية ويستخدم فيها أكبر الأسلحة فدول الخليج لا ينقصها لا مال ولا عقول وهي مجتمعة تعوض النقص العددي في أفرادها.
ويجب أن تفهم إيران أن الخليج في مواجهتها دولة واحدة وجيش واحد فلن تسكت دولة على تعدي إيران على جارتها, لقد أحسنت المملكة عندما كان لها قدم السبق ورفضت تدخل الدول الغربية بالبحرين وبادرت هي بالدخول بدرع الجزيرة وكان ذلك إعلانا ببدء عمله وتفعيله على أرض الواقع مما طمأن كثيرا الشعوب الخليجية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق