02‏/05‏/2012

رئيس هيئة الأركان الأميركية: «الناتو» لا يضع خططاً عسكرية في شأن سورية حالياً


في تصريحات تعكس الحذر الأميركي الشديد في التعامل مع الأزمة في سورية ومدى أهمية الأفق السياسي في أي مقاربة في شأن التدخل العسكري، أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي أن «حلف الشمال الأطلسي لا يضع خططا» حول سورية في الوقت الحالي، وأن دول المنطقة التي زارها أخيرا «تريد أن تعرف ما سيأتي لاحقاً قبل اتخاذ أي خطوة عسكرية أخيرة».
وقال ديمبسي في محاضرة في معهد كارنيغي للسلام الدولي ليلة أول من امس أن الولايات المتحدة يمكن «أن تفعل الكثير في سورية» إنما «لا يمكن أن نفعل كل شيء». وتطرق إلى التعقيدات السورية السياسية وقال أنه «من بين الأشياء التي لا يمكن أن نفعلها هو أن نكفل واقعاً سياسياً لاحقاً أفضل من الموجود اليوم».
وأضاف ديمبسي العائد لتوه من جولة في المنطقة ومن اجتماعات مع حلف «الناتو» أنه لمس خلال جولاته إلى المنطقة «وجود قلق كبير في شأن التسرع. وكان هناك إصرار على أن المجتمع الدولي يجب أن يكون أكثر تماسكاً» حول الوضع في سورية.
ولفت ديمبسي إلى أن «الدول في المنطقة تريد أن تعرف ما سيأتي لاحقاً قبل اتخاذ خطوة عسكرية أخيرة» وأضاف «هذه هي الرسالة التي عدت بها من المنطقة». وشدد على أن «الناتو» الذي اجتمع بأركانه خلال جولته «لا يضع خططاً (حول سورية) في الوقت الحالي»، وأردف «إذا تم ذلك (وضع خطط) فسنكون جزءاً منها. إنما الآلة العسكرية لا يمكن أن تسير وحدها».
إلى ذلك جاء تشديد وزارة الخزانة لاستراتيجية العقوبات على سورية لتطال شركات وجهات أجنبية، مع تسريب تقارير إعلامية أميركية عن احتمال استهداف العقوبات شركة «أم.تي.أن»، عملاقة الاتصالات في أفريقيا على لائحة العقوبات ولتعاملاتها مع كل من سورية وإيران.
وتتعرض الإدارة لانتقادات كبيرة من الكونغرس بسبب تحركها البطيء حول سورية، وهو ما كان سبباً أساسياً لتأجيل زيارة وفد «المجلس الوطني السوري» إلى واشنطن منذ أسبوعين، إذ تخوفت الإدارة من استقبال المعارضة الجمهورية وتحديداً السناتورين جون ماكين وجوزيف ليبرمان لرئيس «المجلس الوطني السوري» برهان غليون وزملائه وما سينعكس سلباً على صورة أوباما في الداخل، كما أكدت مصادر متطابقة لـ «الحياة».
ومن جهة أخرى ألغى منسق الشأن السوري في الخارجية الأميركية فريديريك هوف محاضرة له في مؤتمر «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى « نهاية الأسبوع. ويبدو أن الإدارة تعيد مراجعة خطابها واستراتيجيتها حيال سورية بعد تعيين ديريك شالوت من مجلس الأمن القومي للإشراف على الاستراتيجية الجديدة. كما يحظى السفير روبرت فورد بدور قيادي في إدارة هذا الملف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق