03‏/05‏/2012

ائتلاف علاوي حذر من تحول العراق عمقاً جغرافياً واقتصادياً وعسكرياً لإيران


نظام طهران أبلغ المالكي أن ملف الجزر "خط أحمر"
اجتماعات بين "الحرس الثوري" و"حزب الدعوة" لصياغة مسودة شراكة أمنية

أكدت مصادر قريبة من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لـ"السياسة" أنه غير متحمس لطرح أي مبادرة تسوية, في إطار رئاسة العراق القمة العربية, بهدف حل الأزمة بين إيران والإمارات, على خلفية نشر قوات إيرانية في الجزر المحتلة أبوموسى وطنب الصغرى وطنب الكبرى.
وكشفت المصادر أن طهران أبلغت المالكي ان ملف الجزر الإماراتية المحتلة "خط أحمر", وأن على الحكومة العراقية أن تنأى بنفسها عن الدخول في وساطات أو تسويات ربما تسمح باعتماد التحكيم الدولي لتحديد موضوع السيادة على الجزر.
وبحسب بعض التسريبات من داخل "التحالف الوطني" الشيعي الذي يقود الحكومة العراقية, فإن بعض الأطراف في "حزب الدعوة" برئاسة المالكي ذهبت إلى حد القول ان على العراق التحول الى عمق جغرافي وسياسي واقتصادي وعسكري لإيران, اذا ما نشب نزاع مسلح بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي بسبب أزمة الجزر الإماراتية المحتلة.
وذكرت بعض المعلومات ان قيادات في "الحرس الثوري" الإيراني وقيادات في "حزب الدعوة" العراقي التقت لصياغة مسودة شراكة أمنية وعسكرية في الأيام الماضية, في ضوء قناعة الطرفين ان المحور التركي - السعودي - القطري هدفه الإطاحة بالنظام الإيراني وحكم "حزب الدعوة" في العراق, ولذلك عليهما (الحرس الثوري وحزب الدعوة) أن يتحدا وينسقان المواقف لمواجهة هذا "الخطر المشترك".
ورشحت عن هذه التسريبات ان المالكي اصر على ان سياسة العراق ستكون بعيدة عن التورط في تقديم اي تسهيلات عسكرية, وان العراق سيحاول بشتى الطرق الدبلوماسية والسياسية منع حدوث اي حرب إيرانية - خليجية في المنطقة.
في سياق متصل, قال النائب عن ائتلاف "دولة القانون" سلمان محسن سلمان لـ"السياسة" ان رئاسة بلاده القمة العربية تفرض عليها لعب أدوار إقليمية متعددة لحل الأزمات بين الدول, مشيراً إلى أنه ليس من حق إيران رفض اي وساطة عراقية في ازمة الجزر المحتلة.
وأضاف ان التقارب السياسي المتين بين دولة الكويت والعراق ربما يسمح بوجود وساطة مشتركة بقيادة البلدين او تنسيق بمستويات عالية وفعالة لتطويق تداعيات الأزمة, مشيراً إلى أن نشر إيران قوات عسكرية في الجزر المحتلة هو عمل استفزازي هدفه تخفيف الضغط عنها بسبب ملفها النووي والعقوبات الاقتصادية الدولية التي يبدو انها أثرت بشكل كبير أوضاعها الداخلية.
وحذر من ان تطور المواجهة بين الإمارات وإيران وان ذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على أمن المنطقة.
من جهته, قال النائب عن ائتلاف "العراقية" محمد اقبال "إن التقارب السياسي الوثيق بين المالكي وطهران, وكلام المسؤولين الإيرانيين عن اتحاد محتمل بين العراق وإيران يعطي إشارات قوية الى ان الأراضي العراقية والسياسة العراقية ستشكلان عمقاً جغرافياً واقتصادياً وعسكرياً للنظام الإيراني في حال اندلعت حرب إيرانية مع دول مجلس التعاون الخليجي, مضيفاً ان نشر قوات إيرانية في الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة جاء بعد اقل من أسبوعين على زيارة المالكي طهران.
واعتبر النائب إقبال ان التصرف العسكري الإيراني في الجزر المحتلة مرده الى تزايد المخاوف الإيرانية من تدهور الأوضاع في سورية وسقوط حليفها نظام بشار الأسد, وهي تريد من وراء ذلك استعراض قوتها وتخويف دول الخليج العربي التي وقفت إلى جانب ثورة الشعب السوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق