16‏/06‏/2012

البنتاغون يراقب سفينة عسكرية روسية إلى سوريا



أكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن الوزارة تراقب سفينة شحن عسكرية روسية، محملة بكميات من الأسلحة والذخائر، وعلى متنها عدد من القوات، في طريقها إلى سوريا.
وقال مسؤولو البنتاغون، مساء الجمعة، إن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتقد أن موسكو أرسلت بهذه السفينة، للمشاركة في حماية القاعدة البحرية الروسية في مدينة طرطوس الساحلية السورية، في الوقت الذي يتواصل فيه تدهور الأوضاع، وخروج الأمور عن السيطرة في سوريا، التي تشهد أسوأ اضطرابات، خلفت حتى الآن ما يقرب من 15 ألف قتيل.
السفينة نيكولاي فيلتشينكوف
وكانت شبكة NBC الإخبارية أول محطة تلفزيونية تكشف عن توجه السفينة إلى سوريا، كما أظهرت صورا سرّية التقطتها أجهزة الاستخبارات الأميركية، السفينة نيكولاي فيلتشينكوف، أثناء شحنها في ميناء سيفاستوبول في البحر الأسود، في 7 يونيو الجاري، قبل أن تبدأ رحلتها إلى ميناء طرطوس. وبموجب القواعد البحرية المعمول بها دوليا، ينبغي على السلطات الروسية أن تعلن عن معلومات بشأن شحنة السفينة، عند دخولها إلى البحر المتوسط، وفق ما أكد مسؤولو البنتاغون، الذين أفادوا، في تصريحات، بأنه من الصعب تحديد عدد القوات الموجودة على متن السفينة، إلا أنهم قالوا إنه ليس بالعدد الكبير.
كما أشار المسؤولون الأميركيون إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت مهام تلك القوات ستقتصر فقط على حماية شحنة الأسلحة والمعدات الأخرى على متن السفينة، أم أنهم سوف يتم الإبقاء عليهم في سوريا.
روسيا تؤكد
يأتي الكشف عن هذه السفينة، بعد قليل من تأكيد مصدر مسؤول في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أن بوارج البحرية الروسية تقف في «حالة الاستعداد التام» للتوجه نحو الشواطئ السورية.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن هذا المصدر الذي لم تكشف عن اسمه، أن «البحر الأبيض المتوسط يقع في منطقة المسؤوليات لأسطول البحر الأسود الروسي، ولذلك ليس من المستبعد أن تتوجه سفنه الحربية إلى هناك، لتنفيذ مهام تأمين قاعدة طرطوس، لإمداد الأسطول الروسي التي تستأجرها روسيا من سوريا».
وفي الوقت نفسه نقلت وسائل إعلام روسية عن نائب قائد القوات الجوية فلاديمير غرادوسوف، ردا على سؤال عما إذا كانت القوات جاهزة لتأمين الحماية الجوية لسفن روسية في حال إرسالها إلى سوريا من أجل إجلاء المواطنين الروس الموجودين هناك، قوله إن «سلاح الجو الروسي جاهز للقيام بأية مهمة يأمر بها القائد الأعلى للقوات المسلحة».
وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد رد على تقارير سابقة، أفادت بأن موسكو تواصل تزويد نظام الأسد بأسلحة لاستخدامها في الصراع الدائر في سوريا، بقوله إن بلاده «لا تورد الأسلحة التي يمكن استخدامها في الحروب الأهلية». إلا أن وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، اتهمت روسيا مجددا بإرسال مروحيات هجومية إلى سوريا، وقالت إن مزاعم روسيا بأن شحناتها من الأسلحة لسوريا لا ترتبط بالصراع الدموي هناك «غير حقيقية»، واعتبرت أن الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد سيؤدي إلى تصاعد الصراع بشدة.
الخلافات مستمرة
ومن المقرر أن يناقش بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما «خلافاتهما» بشأن النزاع في سوريا على هامش أعمال «قمة العشرين» في المكسيك هذا الأسبوع. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نفى الجمعة أن تكون موسكو بحثت في مسألة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد مع الدول الغربية.
وجاء ذلك ردا على تصريحات للمتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند (الخميس) قالت فيها إن هناك بعض الخلافات بين واشنطن وموسكو حول سوريا، لكن البلدين «يواصلان الحوار حول استراتيجية انتقالية لما بعد الأسد». لكنها عادت وقالت الجمعة إنها لا تعني في تصريحاتها «نسب أي مواقف إليهم (الروس)».
«لعبة جيوسياسية»
من جهة ثانية، وفي افتتاحية نشرتها صحيفة هافنغتن بوست الالكترونية، قال لافروف إن موسكو تعمل مع السلطات السورية بشكل شبه يومي، لدعوتها الى تطبيق خطة عنان «والتخلي بعزم عن وهم أن الأزمة السياسية الداخلية في سوريا ستزول بشكل ما».
ورفض لافروف الدعوات التي يطلقها معارضون سوريون الى تدخل أجنبي للإطاحة بالأسد، وقال «هذه المحاولات هي جزء من لعبة جيوسياسية أوسع في المنطقة تستهدف إيران. بينما دور اللاعبين الخارجيين يجب أن يكون مساعدة السوريين على تفادي حرب أهلية دامية».
وتابع «روسيا لا تعتبر نفسها جهة مدافعة عن نظام الأسد، ولا نحاول غض نظرنا عن المسؤولية الرئيسية التي تتحملها القيادة السورية عن الازمة، بسبب أنها لم تنفذ الإصلاحات»، مضيفا «بعبارة أخرى علينا أن نضغط من أجل التوصل الى وقف لاطلاق النار أولا، ثم التشجيع على والبدء بحوار شامل بين السوريين، ليتوصل السوريون بأنفسهم الى صيغة تفاوضية لحل الأزمة سلميا في بلدهم»، مشددا بذلك على أهمية عقد مؤتمر دولي حول سوريا دعت إليه موسكو «الذي ناقشناه وعنان».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق