كشفت معلومات استخبارية أوروبية، ان "ضباطا من القوات الخاصة في الجيش التركي يشاركون منذ منتصف مايو الماضي الجيش السوري الحر في معظم انحاء المحافظات التي يقاتل فيها قوات نظام بشار الأسد وعصاباته، وان هؤلاء الضباط نقلوا معهم الى مواقعهم في حمص وادلب وحماة واللاذقية ودمشق ودير الزور أسلحة متطورة مضادة للدبابات وللدروع ولمقاتلات الهيلكوبتر التي دخلت المعارك ضد المواطنين العزل ومدنهم وقراهم ومنازلهم وأطفالهم بشكل فاعل وواسع خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
ووصف تقرير امني "اطلسي" ارتفاع حمى المعارك وتصعيد النظام لها الى اعلى ذراها بانها "حرب اهلية مذهبية بكل ما للكلمة من معنى، اذ بات تبادل الهجمات وارتكاب المجازر بين قرى سنية وعلوية بحق سكانها من الطرفين، ظاهرة شبه عادية بقيام "الشبيحة" العلويين والتابعين للحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" و"حركة أمل" الشيعيين اللبنانيين، باقتحام القرى السنية وقتل وتهجير كل من فيها، وفقا للسياسة الكويتية.
واماط التقرير اللثام عن ان "ما لا يقل عن 800 ضابط وجندي من القوات الخاصة السورية العلوية، وعدد مماثل من عصابات "حزب الله" و"حركة امل" انتشروا في منطقة جبل محسن العلوية في ضواحي طرابلس منذ أواخر مارس الماضي، وان السلطات العسكرية والأمنية اللبنانية تعلم بوجودهم هناك، لكنها تنأى بنفسها عن التدخل في تلك المنطقة التي من شأنها ان تفجر شمال لبنان برمته اذ قرر بشار الأسد فتح جبهة لبنان العسكرية استنادا إلى حليفه حسن نصرالله وضباط فيلق القدس الإيراني المنتشرين في إنحاء مختلفة من لبنان".
ولم يستبعد التقرير الاستخباري أن يكون رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي المتحالف مع "حزب الله" وحلفاء سورية في لبنان مطلعا بدقة على وجود الـ800 عسكري سوري في جبل محسن، وان يكون مهد للطريق امام دخولهم بواسطة حلفاء حزب الله وأمل والتيار العوني، داخل قيادات المناطق الشمالية العسكرية اللبنانية، فيما هو يعلن "النأي بالنفس" عن أحداث سورية ولكن من مفهوم خاص يجعل لبنان واللبنانيين مستهدفين بالاعتداءات السورية من دون ان يحرك هو وحكومته وقائد جيشه جان قهوجي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان ساكنا للدفاع عن الكرامة والأراضي اللبنانية وهيبة الجيش التي باتت على المحك ومدعاة للتندر.
ووصف التقرير في شقه اللبناني ما يحدث داخل مدينة طرابلس عاصمة شمال لبنان بـ"الحرب المذهبية المعتمدة على التطهير العرقي، اذ تجري عمليات منظمة لانهاء الوجود العلوي في هذه المدينة السنية الأكثر سلفية في لبنان، تماما كما يفعل نظام الأسد ضد المدن الشمالية والمناطق السنية عن طريق افراغها بعد تدميرها من سكانها السنة".
وذكر التقرير ان عناصر من القوات الخاصة الأوروبية (بريطانية وفرنسية وايطالية) انشأت مع الجيش السوري الحر وعناصر إسلامية لبنانية من شمال البلاد، مجربين في قتال الشوارع، شبه مناطق عازلة صغيرة في نقاط متعددة من الحدود بين البلدين، حيث باتت قوات الكوماندوس الاوروبية قادرة على الوصول الى ريفي حمص وحماة وصولا الى محافظة ادلب والاراضي التركية.
وأشار التقرير إلى أن طرقات تهريب "حزب الله" على الحدود الشمالية اللبنانية، سدت بكاملها في وجه مقاتليه الذين يحاولون الانتقال الى المناطق الشمالية السورية، كما لم يعد بوسع هذا الحزب تهريب اسلحته من سورية الى قواعده في لبنان من تلك المناطق، ولم تعد له منافذ تهريب إلا إلى البقاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق