13‏/07‏/2012

قلق في بغداد من ان يكون السفير السوري المنشق حمل ملفات سرية عن اتصالات المالكي مع طهران ودمشق بشأن سوريا


ساد جو من القلق في بغداد، اثر انشقاق السفير السوري نواف الشيخ الفارس وانضمامه الى المعارضة الواسعة لنظام الاسد.
ومبعث القلق هو ان يكون السفير السوري المنشق حمل ملفات سرية عن اتصالات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع طهران ودمشق بشأن سوريا، لا سيما مع الاتهامات الموجهة اليه من كونه وقف الى جانب نظام الاسد ودعمه اقتصاديا وامنيا وسياسيا.
واوردت صحف ووكالات انباء ان الانشقاق هو أول صفعة أمنية ـ ديبلوماسية يتلقاها نظام الرئيس السوري بشار الأسد بعد انشقاق ابن المؤسسة العسكرية العميد في الحرس الجمهوري مناف مصطفى طلاس، انشق أمس السفير السوري في بغداد نواف الشيخ الفارس من عشيرة العقيدات الواسعة الانتشار على طرفي الحدود بين العراق وسوريا، حاملاً معه كنزاً من الملفات السرية الفائقة الأهمية بالنسبة إلى نظام دمشق باعتباره أحد كبار المسؤولين في حزب البعث.
فبعد أقل من 24 ساعة على مباحثات كوفي أنان مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي للبحث عن مخارج للأزمة السورية المستعرة منذ أكثر من 17 شهراً، أعلن السفير السوري في العراق نواف الشيخ الفارس انشقاقه عن نظام بشار الأسد ليكون أول سفير سوري في الدول العربية يعلن انحيازه للثورة السورية في معركتها لإطاحة الأسد.
ومن المعلوم أن السفراء السوريين إلى الخارج مرتبطون ارتباطاً عضوياً بالاستخبارات السورية، إلا أن السفيرين السوريين في بغداد وبيروت هما تحديداً الأكثر تبعية وارتباطاً بالنظام الأمني الاستخباراتي للحكم في دمشق.
فقد أعلنت مصادر سياسية مطلعة انشقاق السفير السوري في بغداد عن نظام الأسد وطلبه اللجوء السياسي في العراق. وأضافت المصادر في تصريح لـ"المستقبل" أن "الحكومة العراقية فوجئت بخطوة السفير السوري، لكنها تدرس حالياً طلب اللجوء الذي قدمه"، مشيرة الى أن "الفارس يقيم الآن بمكان آمن خارج السفارة السورية التي غادرها بعد أن حمل معه كنزاً من الملفات والوثائق المهمة والسرية التي تتعلق بمراسلات الخارجية السورية وأجهزة المخابرات مع السفارة في بغداد في ما يتعلق بالأوضاع في سوريا وطبيعة التحركات من أجل إسناد النظام السوري وخطط التحايل على العقوبات المفروضة على دمشق والتجسس على بعض المعارضين السوريين المقيمين في العراق".
وأوضحت المصادر أن "السفير السوري سيغادر العراق الى دولة أخرى في حال لم توافق حكومة بغداد على طلب اللجوء السياسي"، مؤكدة أن "الفارس يتمتع بعلاقات وثيقة مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد تدفع بالوزير العراقي الى الضغط على حكومة بلاده لمنحه اللجوء والإقامة في كردستان العراق".
وأعلنت مصادر نيابية عراقية لصحيفة "المستقبل" أن "لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي تعتزم عقد اجتماع طارئ لها اليوم لمناقشة الموقف من انشقاق السفير السوري في بغداد نواف الفارس"، مبينة أن "موقف اللجنة لن يختلف عن موقف وزارة الخارجية العراقية بالإضافة الى وجود تعاطف من قبل عدد من أعضاء اللجنة من أجل منح اللجوء السياسي للسفير الفارس".
وقال ديبلوماسي في العاصمة العراقية طالباً عدم ذكر اسمه إن السفير السوري نواف الشيخ فارس "بعث رسالة الى وزارة الخارجية العراقية" يبلغها فيها انشقاقه ليصبح بذلك السفير السوري الأول الذي ينشق عن نظام الأسد.
وأضاف المصدر أن المسؤولين العراقيين "سيجتمعون غداً (اليوم) للبحث في سبل إرساله الى بلد ثالث".
وإذا تأكد النبأ، فسيكون الفارس المقرب من المؤسسة الأمنية، أول ديبلوماسي سوري رفيع ينشق، وهو ينتمي الى دير الزور التي شهدت أخيراً حملة عسكرية شرسة من جانب قوات الأسد.
وكان الفارس مسؤولاً كبيراً في حزب البعث الحاكم في سوريا حيث تولى مناصب قيادية عدة محافظاً للاذقية ثم إدلب ثم القنيطرة قبل أن يعيّن سفيراً لسوريا في العراق في العام 2008.
وأفادت مصادر أن السفير السوري المنشق في بغداد اتجه إلى أربيل قبل يومين.
وقال محمد سرميني عضو المجلس الوطني السوري، إن انشقاق الفارس ما هو إلا بداية لسلسلة من الانشقاقات على المستوى الديبلوماسي، مشيراً إلى أن المعارضة على اتصال بعدة سفراء.
وجاء انشقاق الفارس بعد انشقاق العميد مناف طلاس القريب من عائلة الأسد وخروجه مع أفراد عائلته من سوريا.
وفي تعليق لواشنطن أكد البيت الأبيض أمس، أن الأيام والأسابيع الأخيرة شهدت العديد من الانشقاقات من جانب مسؤولين سوريين رفيعي المستوى، مشيراً إلى أنه كانت هناك انشقاقات عديدة داخل القيادة العسكرية ومن داخل الحكومة.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني خلال المرتمر الصحافي للبيت الأبيض "أعتقد أن هذا يمثل مؤشراً على تداعي الدعم للأسد داخلياً ودولياً.. وهذا تطور جدير بالترحيب".

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق