19‏/07‏/2012

إسرائيل أقرب إلى حرب خفية لتصفية حساباتها مع ايران وحزب الله


أشارت إسرائيل الخميس إلى أنها لن تتعجل خوض أي صراع مفتوح مع إيران أو حزب الله اللبناني الذي تدعمه رغم اتهامهما بأنهما وراء هجوم أسفر عن سقوط قتلى من مواطنيها في بلغاريا.
وقتل انتحاري ثمانية أشخاص في حافلة تقل سائحين اسرائيليين في مطار بورجاس البلغاري مما جعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتوعد بأن اسرائيل "سترد بقوة" على ما قال إنه "الإرهاب الإيراني".
ولم يتهم مسؤولو صوفيا صراحة أي جهة في التفجير كما نفت إيران اتهامات اسرائيل لها بالتورط في الهجوم.
وقالت السفارة الإيرانية في بلغاريا في بيان "البيانات التي لا اساس لها التي صدرت من جانب عدد من المسؤولين في النظام الصهيوني فيما يتعلق بالاتهامات ضد ايران عن مشاركتها المحتملة في الحادث الخاص بتفجير حافلة بها سياح اسرائيليون في بورجاس هي اسلوب معتاد من النظام الصهيوني له هدف سياسي وهو دليل على ضعف... من يوجهون تلك الاتهامات".
ولم يعقب حزب الله بعد على التفجير.
وأثارت تصريحات نتنياهو تكهنات في وسائل إعلام محلية بأن حكومته ربما تشن ضربة الآن وذلك استنادا إلى ريبة اسرائيل منذ وقت طويل في أن عملاء إيرانيين ومن حزب الله يشنون حملة سرية على مصالحها في الخارج.
وتهدد اسرائيل منذ فترة باللجوء للقوة العسكرية لكبح البرنامج النووي الإيراني لكن وزير الدفاع إيهود باراك بدا أكثر حذرا يوم الخميس بشأن الرد على هجوم بلغاريا.
وقال متحدثا لراديو اسرائيل إن البلاد تبذل "قصارى جهدها للتوصل إلى المسؤولين ومن أرسلوهم.. ومعاقبتهم" وهي لهجة تشير فيما يبدو إلى عمل سري يستهدف هؤلاء الأفراد.
وقال الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس في صفحته على الفيسبوك إن اسرائيل "ستتحرك ضد كل خلية إرهاب في العالم كله. لديها سبل القيام بهذا لذلك فإننا مصرون على التحرك بهذه الروح".
وربما تكون اسرائيل عازفة عن تجاهل الشركاء الغربيين من خلال التسرع في خوض حرب طويلة الأجل من الممكن أن تزيد من الضغط على قدراتها العسكرية وربما ينتج عنها رد من إيران ضد المصالح الأميركية وتعطيل إمدادات النفط العالمية.
وربما يؤدي الاشتباك مع حزب الله الذي يقول الجيش الاسرائيلي إنه خزن ما يصل إلى 80 ألف صاروخ في لبنان المجاور إلى إشعال الحدود الشمالية لاسرائيل في الوقت الذي تراقب فيه بقلق الاضطرابات في سوريا المجاورة.
وقلل جيورا ايلاند وهو جنرال متقاعد في الجيش الاسرائيلي عمل مستشارا للأمن القومي من 2003 إلى 2006 من شأن احتمال أن يدفع تفجير بلغاريا نتنياهو إلى خوض حرب اخرى.
وقال ايلاند لراديو اسرائيل في مقابلة منفصلة "أعتقد أن أي رد أيا كان لن يكون ردا فوريا".
ومضى يقول "أي رد أيا كان لن يكون في صورة عملية للقوات الجوية أو ضربة.. وليس بالطبع في إيران فيما يتعلق بهذه المسألة ولا في لبنان".
ووصف باراك الذي ركز على الدور المزعوم لحزب الله في تفجير بلغاريا العملية بأنها الأعنف في سلسلة من المؤامرات التي حيكت مؤخرا ضد الاسرائيليين وشملت دبلوماسيين في الخارج.
ورغم نفي ايران ضلوعها في تلك الهجمات الا ان بعض المحللين يرون ان طهران تسعى للانتقام من مقتل عدد من علمائها العاملين في برنامجها النووي. وتلقي ايران بالمسؤولية عن مقتل علمائها على اسرائيل وحلفائها الغربيين. وتقول إيران إن طموحاتها النووية سلمية وتنفي مزاعم أجنبية بوجود نوايا عسكرية سرية.
وهناك حسابات يرغب حزب الله في تسويتها مع اسرائيل. فبعد عامين من حرب الحدود بينهما عام 2006 فقدت الجماعة قائدها عماد مغنية في تفجير سيارة ملغومة بدمشق قالت إن جواسيس اسرائيليين هم الذين نفذوه وتوعدت بالانتقام.
وأكد عوزي اراد الذي عمل مستشارا للأمن القومي من 2009 إلى 2011 في مقابلة أخرى أن اسرائيل قتلت مغنية لكن اسرائيل لم تعلن قط مسؤوليتها رسميا.
ووصف اراد تفجير بلغاريا بأنه جزء من "التصعيد" لكنه نصح اسرائيل بأن تستثمر اموالا اكثر في المخابرات والأمن.
وأضاف أن "إدارة المخاطر" مطلوبة وإن حادث الاربعاء ربما يكون "ثمنا محتوما" للضغط الداخلي والدولي المفروض على إيران وحلفائها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق