أثارت تصريحات قائد القوة الجوية العراقية الفريق الركن الطيار أنور حمه
سعيد بإرسال عدد من الفنيين العراقيين إلى التدريب في إحدى دول الجوار حول صيانة
طائرات الـإف 16 الأميركية، من دون أن يكشف عنها، شكوكا لدى الأوساط السياسية
العراقية أن تكون إيران التي سبق وأن دخلت حربا مع العراق دامت ثماني
سنوات
وأعلنت قيادة القوة الجوية
العراقية عن إكمالها الفحوصات الطبية لـ350 فنيا ممن سيتعاملون مع طائرات
F-16
الأميركية المقرر وصولها إلى العراق في أيلول العام
2014.
ويضاف هذا العدد من الفنيين
إلى خمسة عشر طيارا عراقيا شرعوا منذ أشهر في التدرب في الولايات المتحدة، إلى حين
استلام العراق للطائرات.
وقال قائد القوة الجوية
العراقية الفريق الطيّار الركن أنور حمه أمين للمركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي
الحكومي الأربعاء، إن نحو 350 شخصا أكملوا الفحوصات الطبيّة الخاصة بهم وسيتم خلال
الأيام القليلة القادمة إرسالهم الى إحدى دول الجوار، في دورة لمدة عامين ونصف
العام لتعلم اللغة الإنكليزية.
وأضاف أن المرحلة الثانية
ستبدأ وبعد حصولهم على شهادة اللغة الإنكليزية قراءة وكتابة ونطقا بإرسالهم الى
الولايات المتحدة للتدريب على الجوانب الفنية للطائرات المقاتلة F-16.
ويشكك غالبية العراقيين من أن
عمليات الاغتيال التي طالت الطيارين العراقيين بعد احتلال بغداد عام 2003 من قبل
القوات الأميركية أدارتها ميليشيات طائفية مرتبطة بإيران انتقاما منهم، لتفوقهم
الجوي على القوات الإيرانية إبان سنوات الحرب التي دامت مابين عامي 1980 إلى
1988.
ولم يتأكد بعد من هي الدولة
المجاورة التي ستدرب الطيارين العراقيين، إلا أن حكومة رئيس الوزراء ورئيس حزب
الدعوة الإسلامي المدعوم من إيران نوري المالكي يعول كثيرا على علاقاته مع
طهران.
ويستبعد أن تكون السعودية أو
تركيا اللتين تمتلكان مثل هذا النوع من الطائرات، وجهة تدريب الفنيين بسبب تدهور
العلاقات السياسية مع العراق.
يذكر أن الجيش الإيراني كان
ولغاية قيام الثورة الإيرانية عام 1979 يتسلح بالمعدات العسكرية الأميركية ومن
بينها طائرات إف 5.
ويقول مراقبون إن إرسال العراق
لفنييه الـ350 في دورة تدريبية يكشف عن ان واشنطن قررت المضي قدما في تنفيذ صفقة
الطائرات مع حكومة المالكي دون أن تأبه لطلب سابق لرئيس إقليم أكرادستان مسعود
البرزاني، بعدم تسليح الجيش العراقي بهذا النوع من الطائرات الحربية، مادام نوري
المالكي يسيطر على مقاليد السلطة في العراق.
وأثار الإعلان عن هذه الصفقة
الضخمة بين واشنطن وبغداد، خشية كردية من
أن تستخدم الحكومة العراقية طائرات الـإف 16 لمهاجمة الإقليم، بينما تحدم النزاعات
بينه وبين الحكومة المركزية حول عدد من القضايا الشائكة مثل النفط والسيطرة
الإدارية على كركوك.
وسبق وأن ابلغ رئيس إقليم
كردستان مسعود البرزاني الإدارة الأميركية بعدم قبول الأكراد تسليم طائرات اف 16
المقاتلة إلى العراق ما دام رئيس الحكومة نوري المالكي يشغل منصبه في
البلاد.
وقال البرزاني إنه أبلغ
الولايات المتحدة الأميركية بعدم قبول الأكراد تسليم طائرات اف 16 المقاتلة
الأميركية إلى العراق مادام المالكي في سدة الحكم.
ووجه البرزاني انتقادات حادة
للمالكي وبعض السياسيين العراقيين الذي اتهمهم بمحاولة الحصول على الطائرات الحربية
لاستخدامها لضرب الأكراد.
ويقود رئيس إقليم كردستان منذ
أشهر حملة شرسة للإطاحة بحكومة المالكي وسحب الثقة البرلمانية
عنه.
وحذر البرزاني مرارا من أن
العراق يتجه نحو الدكتاتورية، مهددا بالانفصال إذا فشل الأكراد في وقف عودة
الدكتاتورية إلى العراق.
وقال إن هذا الوضع غير مقبول
ولا يخدم العراق وإقليم كردستان، منوها إلى أن الأكراد ينتظرون منذ ستة أعوام وعود
المالكي لكن دون نتيجة تذكر.
ويتهم البرزاني المالكي بعدم
الإيفاء بالوعود والاتفاقات المبرمة، بين بغداد وإقليم
كردستان.
وينتظر أن تصل الدفعة الأولى
من طائرات F-16
المقاتلة الأكثر تطورا في العالم، الى العراق في أيلول/ سبتمبر
العام 2014 وفق عقد أبرمته بغداد مع واشنطن لشراء 36 طائرة مقاتلة من هذا
الطراز.
وتعتبر صفقة المبيعات هذه،
جزءا من خطة إعادة تسليح القوات العراقية بقيمة 85 مليار دولار، ستذهب النسبة
الأكبر منها إلى خزائن شركات السلاح الأميركية.
ويسعى العراق إلى بناء قواته
العسكرية من الصفر. وبعد سقوط النظام السابق أصدرت سلطة الاحتلال الأميركي قرارا
بحل الجيش. ومنذ ذلك الحين اعتمد حكام العراق الجدد على وجود قوات أميركية لحمايتهم
ووصل تعداد هذه القوات إلى 150 ألف جندي أميركي.
وصرح قادة عسكريون عراقيون أكثر من مرة، بأن الجيش العراقي لن يكون
قادرا على النهوض بمهمات الدفاع عن كامل أراضي البلاد قبل عام 2020.
ويقول قادة عسكريون عراقيون، إنه تم وضع خطة متكاملة طويلة الأمد لتسليح
جيش بلادهم. وتتضمن هذه الخطة إستراتيجيتين إحداهما تمتد لغاية عام 2015، والأخرى
الى عام 2020، بهدف إعادة تأهيل الجيش وبنائه ليكون جيشا قويا يعتمد عليه في إبعاد
المخاطر الخارجية.
ويرى مراقبون إن تحويل العراق
وجهته لشراء أسلحته إلى السوق الأميركية، هو واحد من أهم المكاسب التي ضمنتها
واشنطن من احتلالها للعراق إلى جانب المكاسب النفطية والسوق الاستهلاكية العراقية
الضخمة.
وكان العراق يعتمد خلال العقود
الماضية على تجهيز قواته المسلحة بطائرات حربية فرنسية وروسية من طراز ميراج وميغ
وسوخوي، غير أنه وبعد عام 2003 توجّه الى الولايات المتحدة لتجهيز جيشه بطائرات
F-16
المقاتلة المتطورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق