11‏/07‏/2012

الإمارات العربية المتحدة قد تشتري مقاتلات F-16


تجري الإمارات العربية المتحدة حالياً محادثات مع شركة لوكهيد مارتن (Lockheed Martin) بخصوص شراء مقاتلات F-16 لأنّ عرض فرنسا بتأمين نسخة متطوّرة من طائرة القتال النفاثة رافال (Rafale) يعتبر باهظ القيمة بحسب مصدر مقرّب من المحادثات في الخليج.
وقد أوضح المصدر للصحافي بيار تران من موقع ديفنس نيوز الأميركي "أن الإمارات العربية المتحدة تجد عرض طائرات رافال غالي الثمن بالمقارنة مع قدرات الطائرة والتقنيات الأخرى المتواجدة في السوق. وما زالت المفاوضات مع فرنسا مستمرّة وما زال كلا الطرفين يبحثان عن تسوية."
يُنظر إلى الإمارات العربية المتحدة كالزبون التصديري المحتمل الأول لطائرات رافال من داسو بموجب صفقة قُدّرت قيمتها بعشر مليارات دولار أميركي. وقد جرت مباحثات بشأن مبيع طائرات رافال في معرض باريس للطيران الذي انتهى في 26 حزيران/يونيو.
وقال المصدر: "لكنّ الإصرار على السعر هو ما دفع بالمسؤولين الإماراتيين نحو فتح محادثات مع لوكهيد مارتن لشراء المزيد من طائرات F-16 مجهزة "بأحدث الأسلحة ومستشعرات الاستهداف."
طلب المسؤولون الإماراتيون العام الماضي معلومات تقنية حول طائرة بوينغ F/A-18 E/F سوبر هورنيت، بعد البرود السياسي الذي بلغ أوجه بين أبو ظبي وباريس.
أما العناصر التي يقال انها موضوع ازدياد قيمة الميزانية المطلوبة من قبل الإمارات العربية المتحدة لهذه الصفقة فتتمثل بتكاليف التطوير المشترك لنسخة رافال "خاصة" أقوى، بالإضافة إلى مصاريف الصيانة وقطع الغيار. فالإمارات تريد طائرات رافال يدفعها محركات Snecma M88 محدثة، والتي يتوفّر فيها قدرة دفع بـ 9 أطنان، بحيث تزداد نسبة الدفع عن النموذج الذي يستخدمه سلاح الجو الفرنسي بنسبة 1.5 طنّ. كما تتضمّن التحسينات المطلوبة الأخرى رادار منظومة المسح الإلكتروني النشط AESA ومجموعة الحرب الإلكترونية Spectra الأكثر قدرة على الصمود.
وكان هيرفي مورين، وزير الدفاع الفرنسي السابق آنذاك قد قدّر قيمة التحسينات بمليارَي يورو (2.9 مليار دولار أميركي).
وفي حين لم تعلق شركة داسو على ذلك، فإن رئيسها التنفيذي شارل إدلستن كان قد أشار قبل فترة وجيزة من معرض باريس للطيران عن موضوع عرض رافال المقدّم للإمارات العربية المتحدة أنّ "المحادثات تتقدّم".
وأفاد المصدر الخليجي: "إنّ لوكهيد مارتن تقدّم صفقة مثيرة جداً للاهتمام."
وقد تساعد عملية البيع الإماراتية شركة لوكهيد في المحافظة على نظام تجميع طائرات F-16 بعد أن أخرجت الهند المقاتلة الأميركية من قائمتها للمنافسة على برنامج طائرة القتال المتوسطة المتعددة المهام.
في الواقع، تحتاج فرنسا بشدّة نجاح عملية تصدير طائرات رافال، التي تمثل عرضاً للتكنولوجيا العسكرية، نظراً لأنّ بالنسبة لميزانية الدفاع الوطني فإنّ العقود الأجنبية من شأنها أن تساعد على تأمين تكاليف معدل إنتاج ثابت.
وكانت شركة داسو قد أعلنت أنّه يتعيّن عليها بناء 11 وحدة رافال في السنة للمحافظة على عمل خط الإنتاج على معدّل اقتصادي مقبول.
وتتضمّن الشركات الكبرى التي تعتمد على نجاح طائرات رافال فروع سافران Safran وهي ساجيم Sagem لمعدات نظام الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء (FLIR)وسنيكما Snecma للمحركات المزدوجة، ثم شركة تاليس Thales للإلكترونيات و رادار منظومة المسح الإلكتروني النشط RBE2 AESA وشركة إم بي دي أي MBDA التي تأمل أن تبيع صاروخ ميتيور Meteor الطويل المدى.
في التسعينيات، اشترت الإمارات العربية المتحدة 70 طائرة مقاتلة من نوع F/16 E/F مع خزانات وقود مميّزة مطابقة، بموجب عقد بيع عسكري أجنبي بلغت قيمته 7.3 مليار دولار أميركي، حيث تمّ استخدام 3 مليار دولار منها للتطوير المشترك لطائرة صقر الصحراء بلوك 60 (Block 60 Falcon Desert) التي يتمّ النظر إليها كأكثر طائرة F-16 ذات أهلية عالميّاً حول العالم. وحيث أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر المطوّر مشترك للطائرة، فهي المالك المشترك لبعض التقنيات العسكرية الحساسة الخاصة بنسخة Block 60. عمل الطاقم الإماراتي، كجزء من الصفقة على برنامج التطوير المشترك، ودرّبت شركة لوكهيد المواطنين الإماراتيين على توفير الخدمة لطائرات Block 60.
كما شهدت التسعينيات أيضاً ابتياع الإمارات العربية المتحدة لمقاتلات ميراج 2000-9 من داسو، والتي كانت أكثر تطوّراً من النسخة 2000-5 التي يعتمدها سلاح الجو الفرنسي. كما جرى أيضاً تحديث مقاتلات الميراج القديمة بحسب النموذج الأكثر أهليّة.ٍ
لا تزال فترة خدمة أسطول ميراج 2000-9 طويلة ولكنّ الإمارات العربية المتحدة قد تبدأ باستلام مقاتلات F-16 الجديدة في أقل من خمس سنوات مع الإبقاء على طائرات الميراج الموجودة بحسب المصدر.
عرضت فرنسا سابقاً شراء أسطول الميراج من جديد وإعادة بيع المقاتلات في أسواق التصدير لتشجيع بيع طائرات رافال للإمارات العربية المتحدة. وكانت الإمارات العربية المتحدة قد اشترت صواريخ جو/أرض بلاك شاهين (Black Shaheen) لطائرة ميراج. أمّا في ما يتعلّق بالضربات البعيدة المدى، فتمتلك الإمارات العربية المتحدة صاروخ حكيم Hakim الذي ظهر تحت جناح لطائرة رافال تم عرضها على منصة شركة MBDA المتخصصة بصانعة الصواريخ خلال معرض أيدكس للأسلحة في أبو ظبي في شهر شباط/فبراير الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق