ذكر موقع فورين بوليسي الاميركي انه بعد خمس سنوات من نهاية الحرب التي اشتعلت بين حزب الله وإسرائيل، يستعد الجانبان بشراسة لمواجهة جولة أخرى.
وقالت في تقرير لمراسليها أن الطائرات الإسرائيلية أسقطت ذخائر قاتلة في يوليو 2006 على احد المباني السكنية في جنوب بلدة قانا اللبنانية ضمن حملتها العسكرية في مواجهة حزب الله. وقد دفنت أنقاض القصف الجوي عائلتين لبنانيتين كبيرتين تحتها، وأدت الى مقتل 28 مدنيا، بينهم 16 طفلا. وحمل هذا القصف أصداء الغارة الإسرائيلية العام 1996 على مجمع الأمم المتحدة في قانا، التي أدت إلى مقتل 106 من المدنيين اللبنانيين وجرحت 116.
ومثلما فعل المسئولون الإسرائيليون في أعقاب هجوم العام 1996 فأنهم أعربوا عن الأسف العميق لعملية القصف وادعوا مرة أخرى انه جاء نتيجة خطأ مريع. وأدى الغضب الدولي إلى توقيف الجيش الإسرائيلي لحملته العسكرية في لبنان ليومين حتى يمكن التحقيق في الحادثة.
لكن حرب العام 2006 انتهت من دون حسم بعد أسبوعين عندما توسطت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الأمر الذي أدى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ودخول الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية إلى الجنوب اللبناني. وخلال السنوات الخمس منذ مذبحة قانا الثانية ووقف الحرب، شهد كل من لبنان وإسرائيل هدوءا غير عادي على حدودهما. إلا أن الجانبين يدركان ان هناك فرصا كثيرة لاحتمال تجدد الصراع، وأخذا بتحديث أسلحتهما وتكتيكاتهما بلا هوادة تحسبا لجولة أخرى.
وفي حال اشتعال حرب أخرى، فأننا نعتقد أنها ستكون اكبر وأكثر دموية من نزاع 2006. وقد توصلنا إلى هذا الرأي نتيجة أبحاث ميدانية مكثفة في لبنان تناولت الاستعدادات العسكرية لدى الجانبين وتحليلاتهما لاحتمالات ولطبيعة الحرب المقبلة. وقد أجرينا خلال السنوات الخمس الماضية لقاءات مع عشرات من أعضاء حزب الله، بمن فيهم الزعماء السياسيون والمستشارون والقادة وخبراء التقنية والجنود.
وخلال هذه السنوات فان حزب الله تجاوب بتوسيع صفوفه بضم كوادر مخلصة وبإنعاش وحداته الطائفية. كما حصل على صواريخ بعيدة المدى مجهزة بأنظمة التوجيه تمكنها من إصابة مواقع عسكرية محددة وأماكن البنية التحتية في إسرائيل. كما يعتقد أن من المحتمل أن تكون المنظمة قد تلقت تدريبا على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة التي يمكن ان تمثل خطرا عل الطائرات الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاع منخفض مثل الحوامات والطائرات بلا طيار.
وبمساعدة إيران، فقد خطا حزب الله إلى الأمام في قدراته المتعلقة بإشارات الاستخبارات والاتصالات، التي يمكن أن تلعب دورا حيويا متزايدا في قدرته على إشعال الحرب ضد إسرائيل. ويتوقع أن يستخدم حزب الله الإمكانيات التي جرى تحديثها ليمسك دفة الهجوم في القتال المستقبلي بين يديه، بحيث ينقل القتال إلى داخل إسرائيل عبر الغارات البرية والكوماندوز البحريين. وعليه فان ارض المعركة في الحرب التالية ستكون اكبر من المنطقة التقليدية في الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي.
وقد حاولت إسرائيل إلحاق الهزيمة بالقوات التابعة لحزب الله ودق اسفين بين المجموعة وأبناء الجالية اللبنانية من غير الشيعة. إلا أنها لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف، وبدلا من ذلك استقرت على مكاسب محدودة أكثر، بما فيها تدمير ما تدعي إسرائيل انه كل ما لدى حزب الله من مخزون الصواريخ بعيدة المدى. لكن الأداء الرديء للجيش الإسرائيلي على مستويات مختلفة – من قيادة وتنسيق ولوجستيات وقدرات قتالية – تقوض عنصر الردع الإسرائيلي.
وللتغلب على قصوره فقد انشأ الجيش الإسرائيلي وحدة لوجستية اكبر ودعم وحداته القتالية بالاستمرارية كما عزز قدرة قواته الأرضية والبحرية والجوية لتنفيذ عمليات مشتركة. وقام بتدريب قواته بصورة مكثفة على العمليات الأرضية الواسعة، والتأكيد على تقنيات المناورة العاجلة.
كما أدرج الجيش الإسرائيلي تقنيات جديدة يتوقع ان تستخدمها في أي قتال جديد مع حزب الله. وتشمل درعا دفاعيا متعدد الطبقات ضد الصواريخ لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى لحزب الله والصواريخ البالستية الإيرانية وتدميرها. كما أنها زودت كل دباباتها بنظام دفاعي ضد المتفجرات المضادة للمدرعات. ولا بد من الانتظار لمعرفة كيف يمكن لهذه الأنظمة الجديدة ان تواجهه صليات الصواريخ لحزب الله وتكتيكاته ضد المدرعات.
لقد تسبب الردع المشترك حتى الان في منع اشتعال حرب أخرى، إلا أن هناك ما يكفي من نقاط الاشتعال التي يمكن ان تشعل القتال. وأخر النزاعات ما يتعلق بالحدود البحرية التي تفصل إسرائيل عن لبنان – اذ انه مع اكتشاف اكبر حقلي غاز طبيعي داخل مياه البلدين، فان ترسيم الحدود قد يحمل معه عواقب اقتصادية كبيرة. وقد حذر زعماء حزب الله إسرائيل بعدم الإنتاج من حقول الغاز وتعهدوا بان تعيد المقاومة السيادة اللبنانية على مياهها في وجه ما تقول انه سرقة إسرائيلية.
ثم أن الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد تدمر الهدوء الحذر على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وإذا كان نظام الأسد يعتقد انه يواجه انهيارا محتملا، فانه قد يشعل قتالا محدودا مع إسرائيل في مرتفعات الجولان كجزء من حرب تحويلية. ومثل هذا الصراع يمكن أن يتصاعد ويتسع بسرعة ليشمل حزب الله، وان كان ذلك خلافا لرغبة الحزب. ولكن إذا ما انهار نظام الأسد وقامت قيادة جديدة في دمشق بالتخلي عن ائتلافها مع إيران وحزب الله (وهو سيناريو ليس مستحيلا) فقد تحاول إسرائيل احتلال الموقع الضعيف لحزب الله بإطلاق هجوم يهدف إلى تحييد الحزب بصورة دائمة.
إلا انه مع انتشار الربيع العربي في الشرق الأوسط، فان من المهم تماما ان يبذل المجتمع الدولي كل ما لديه من قوة لمنع وقوع قتال بين إسرائيل وحزب الله. وعلى أساس أن شرارة تنطلق صدفة قد تكون السبب في الحرب المقبلة، فانه يجب تركيز الجهود الدبلوماسية على وسائل منع سوء الفهم من التطور إلى قتال. وضمن هذا الإطار، فقد ثبت أن الاجتماعات الثلاثية التي تعقد برعاية قائد قوات حفظ السلام التي تضم ممثلين عسكريين عن إسرائيل ولبنان في الناقوره في لبنان، هي وسيلة فاعلة لحل القضايا المتعلقة بالخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة ومنصة لبحث أوجه الخلاف بين الجانبين والتعامل معها، بما فيها النزاع البحري المستمر بين لبنان وإسرائيل. ثم أن هناك تسهيلات الاتصالات الطارئة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، ويقوم بدور الوسيط بينهما قائد القوات الأممية لحل أي مشاكل عاجلة لا يمكنها الانتظار حتى الجلسة الثلاثية المقبلة.
إلا انه طالما أن القضايا السياسية المعلقة بين لبنان وسوريا وإسرائيل تظل دون معالجة، وطالما أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم وإقامة بنية عسكرية موسعة في لبنان، وطالما أن حزب الله وإسرائيل يستعدان بقوة لحرب أخرى، فان فرص اشتعال نزاع أكثر دموية وتدميرا تظل قائمة على مستوى عال جدا.
وقالت في تقرير لمراسليها أن الطائرات الإسرائيلية أسقطت ذخائر قاتلة في يوليو 2006 على احد المباني السكنية في جنوب بلدة قانا اللبنانية ضمن حملتها العسكرية في مواجهة حزب الله. وقد دفنت أنقاض القصف الجوي عائلتين لبنانيتين كبيرتين تحتها، وأدت الى مقتل 28 مدنيا، بينهم 16 طفلا. وحمل هذا القصف أصداء الغارة الإسرائيلية العام 1996 على مجمع الأمم المتحدة في قانا، التي أدت إلى مقتل 106 من المدنيين اللبنانيين وجرحت 116.
ومثلما فعل المسئولون الإسرائيليون في أعقاب هجوم العام 1996 فأنهم أعربوا عن الأسف العميق لعملية القصف وادعوا مرة أخرى انه جاء نتيجة خطأ مريع. وأدى الغضب الدولي إلى توقيف الجيش الإسرائيلي لحملته العسكرية في لبنان ليومين حتى يمكن التحقيق في الحادثة.
لكن حرب العام 2006 انتهت من دون حسم بعد أسبوعين عندما توسطت الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الأمر الذي أدى إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ودخول الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الدولية إلى الجنوب اللبناني. وخلال السنوات الخمس منذ مذبحة قانا الثانية ووقف الحرب، شهد كل من لبنان وإسرائيل هدوءا غير عادي على حدودهما. إلا أن الجانبين يدركان ان هناك فرصا كثيرة لاحتمال تجدد الصراع، وأخذا بتحديث أسلحتهما وتكتيكاتهما بلا هوادة تحسبا لجولة أخرى.
وفي حال اشتعال حرب أخرى، فأننا نعتقد أنها ستكون اكبر وأكثر دموية من نزاع 2006. وقد توصلنا إلى هذا الرأي نتيجة أبحاث ميدانية مكثفة في لبنان تناولت الاستعدادات العسكرية لدى الجانبين وتحليلاتهما لاحتمالات ولطبيعة الحرب المقبلة. وقد أجرينا خلال السنوات الخمس الماضية لقاءات مع عشرات من أعضاء حزب الله، بمن فيهم الزعماء السياسيون والمستشارون والقادة وخبراء التقنية والجنود.
وخلال هذه السنوات فان حزب الله تجاوب بتوسيع صفوفه بضم كوادر مخلصة وبإنعاش وحداته الطائفية. كما حصل على صواريخ بعيدة المدى مجهزة بأنظمة التوجيه تمكنها من إصابة مواقع عسكرية محددة وأماكن البنية التحتية في إسرائيل. كما يعتقد أن من المحتمل أن تكون المنظمة قد تلقت تدريبا على أنظمة الدفاع الجوي المتقدمة التي يمكن ان تمثل خطرا عل الطائرات الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاع منخفض مثل الحوامات والطائرات بلا طيار.
وبمساعدة إيران، فقد خطا حزب الله إلى الأمام في قدراته المتعلقة بإشارات الاستخبارات والاتصالات، التي يمكن أن تلعب دورا حيويا متزايدا في قدرته على إشعال الحرب ضد إسرائيل. ويتوقع أن يستخدم حزب الله الإمكانيات التي جرى تحديثها ليمسك دفة الهجوم في القتال المستقبلي بين يديه، بحيث ينقل القتال إلى داخل إسرائيل عبر الغارات البرية والكوماندوز البحريين. وعليه فان ارض المعركة في الحرب التالية ستكون اكبر من المنطقة التقليدية في الجنوب اللبناني والشمال الإسرائيلي.
وقد حاولت إسرائيل إلحاق الهزيمة بالقوات التابعة لحزب الله ودق اسفين بين المجموعة وأبناء الجالية اللبنانية من غير الشيعة. إلا أنها لم تتمكن من تحقيق هذه الأهداف، وبدلا من ذلك استقرت على مكاسب محدودة أكثر، بما فيها تدمير ما تدعي إسرائيل انه كل ما لدى حزب الله من مخزون الصواريخ بعيدة المدى. لكن الأداء الرديء للجيش الإسرائيلي على مستويات مختلفة – من قيادة وتنسيق ولوجستيات وقدرات قتالية – تقوض عنصر الردع الإسرائيلي.
وللتغلب على قصوره فقد انشأ الجيش الإسرائيلي وحدة لوجستية اكبر ودعم وحداته القتالية بالاستمرارية كما عزز قدرة قواته الأرضية والبحرية والجوية لتنفيذ عمليات مشتركة. وقام بتدريب قواته بصورة مكثفة على العمليات الأرضية الواسعة، والتأكيد على تقنيات المناورة العاجلة.
كما أدرج الجيش الإسرائيلي تقنيات جديدة يتوقع ان تستخدمها في أي قتال جديد مع حزب الله. وتشمل درعا دفاعيا متعدد الطبقات ضد الصواريخ لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى لحزب الله والصواريخ البالستية الإيرانية وتدميرها. كما أنها زودت كل دباباتها بنظام دفاعي ضد المتفجرات المضادة للمدرعات. ولا بد من الانتظار لمعرفة كيف يمكن لهذه الأنظمة الجديدة ان تواجهه صليات الصواريخ لحزب الله وتكتيكاته ضد المدرعات.
لقد تسبب الردع المشترك حتى الان في منع اشتعال حرب أخرى، إلا أن هناك ما يكفي من نقاط الاشتعال التي يمكن ان تشعل القتال. وأخر النزاعات ما يتعلق بالحدود البحرية التي تفصل إسرائيل عن لبنان – اذ انه مع اكتشاف اكبر حقلي غاز طبيعي داخل مياه البلدين، فان ترسيم الحدود قد يحمل معه عواقب اقتصادية كبيرة. وقد حذر زعماء حزب الله إسرائيل بعدم الإنتاج من حقول الغاز وتعهدوا بان تعيد المقاومة السيادة اللبنانية على مياهها في وجه ما تقول انه سرقة إسرائيلية.
ثم أن الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد تدمر الهدوء الحذر على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وإذا كان نظام الأسد يعتقد انه يواجه انهيارا محتملا، فانه قد يشعل قتالا محدودا مع إسرائيل في مرتفعات الجولان كجزء من حرب تحويلية. ومثل هذا الصراع يمكن أن يتصاعد ويتسع بسرعة ليشمل حزب الله، وان كان ذلك خلافا لرغبة الحزب. ولكن إذا ما انهار نظام الأسد وقامت قيادة جديدة في دمشق بالتخلي عن ائتلافها مع إيران وحزب الله (وهو سيناريو ليس مستحيلا) فقد تحاول إسرائيل احتلال الموقع الضعيف لحزب الله بإطلاق هجوم يهدف إلى تحييد الحزب بصورة دائمة.
إلا انه مع انتشار الربيع العربي في الشرق الأوسط، فان من المهم تماما ان يبذل المجتمع الدولي كل ما لديه من قوة لمنع وقوع قتال بين إسرائيل وحزب الله. وعلى أساس أن شرارة تنطلق صدفة قد تكون السبب في الحرب المقبلة، فانه يجب تركيز الجهود الدبلوماسية على وسائل منع سوء الفهم من التطور إلى قتال. وضمن هذا الإطار، فقد ثبت أن الاجتماعات الثلاثية التي تعقد برعاية قائد قوات حفظ السلام التي تضم ممثلين عسكريين عن إسرائيل ولبنان في الناقوره في لبنان، هي وسيلة فاعلة لحل القضايا المتعلقة بالخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة ومنصة لبحث أوجه الخلاف بين الجانبين والتعامل معها، بما فيها النزاع البحري المستمر بين لبنان وإسرائيل. ثم أن هناك تسهيلات الاتصالات الطارئة بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، ويقوم بدور الوسيط بينهما قائد القوات الأممية لحل أي مشاكل عاجلة لا يمكنها الانتظار حتى الجلسة الثلاثية المقبلة.
إلا انه طالما أن القضايا السياسية المعلقة بين لبنان وسوريا وإسرائيل تظل دون معالجة، وطالما أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم وإقامة بنية عسكرية موسعة في لبنان، وطالما أن حزب الله وإسرائيل يستعدان بقوة لحرب أخرى، فان فرص اشتعال نزاع أكثر دموية وتدميرا تظل قائمة على مستوى عال جدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق