23‏/07‏/2011

القوات السلطانية العمانية .. وذكرى النهضة



يعد الاحتفال بذكرى الثالث والعشرين المجيدة يوم النهضة المباركة وقفة كبرى لاستذكار ما تحقق من إنجازات عظام للنهضة العمانية الحديثة المباركة والتي يقود زمامها بفكره الصائب وبصيرته الثاقبة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه -وهي كذلك مناسبة غالية وعزيزة على كل عماني، حيث انبثقت نهضة حضارية رائدة في جميع المجالات غيرت وجه الحياة على أرض عمان الحبيبة وأثمرت على امتداد واحد وأربعين عاماً صروحاً عظيمة وإنجازات شامخة تروي للحاضر والمستقبل ملحمة خالدة جسدت أبهى صور الحب والوفاء بين القائد المفدى وأبناء شعبه المخلصين، إنها ملحمة تاريخية من التضحيات الجسام والكفاح الممزوج بروح الصبر والمثابرة والتصميم وصدق الوفاء من أجل إبراز الوجه الحضاري المشرق لعمان والارتقاء بها إلى مصاف الدول المتقدمة .
ان قوات السلطان المسلحة إحدى ثمرات هذا العهد الزاهر الميمون، فقد قطعت خلال سنوات النهضة المباركة شوطا كبيرا في مجالات تطوير قدراتها وتحديث مرافقها تأهيلاً وتدريباً على أسس راسخة وبتخطيط طموح ومدروس بعناية، وغدت ركيزة أساسية من ركائز النهضة العمانية الحديثة ومنجزاً من منجزات عهد النماء والرخاء، ويأتي ذلك انطلاقاً من مسؤولياتها الوطنية الجسام في الدفاع عن تراب الوطن الغالي وحماية أمنه واستقراره والمحافظة على مكتسبات النهضة التنموية الشاملة وثمار المسيرة المظفرة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة (حفظه الله ورعاه).
ويشكل العنصر البشري المدرب والكفء الجانب الأهم ضمن خطط التطوير والتدريب والتسليح في قوات السلطان المسلحة بأسلحتها الرئيسية، الجيش السلطاني العماني وسلاح الجو السلطاني العماني والبحرية السلطانية العمانية هذا إلى جانب الحرس السلطاني العماني، والمبني على التدريب الهادف لتحقيق أقصى كفاءة في الأداء، لتكون المحصلة بعد واحد وأربعين عاما من الجهد والإعداد، قوات حديثة التنظيم والتسليح تضم بين صفوفها كافة عناصر منظومة الأسلحة المشتركة، وأصبح منتسبوها البواسل قادرين وبكل كفاءة على استيعاب ما تفرزه العلوم التقنية العسكرية من تقنيات حديثة في شتى المجالات وعلى حمل الأمانة الوطنية المقدسة.
وتؤمن السلطنة بأن الجند الأوفياء هم الأساس الذي يُستند عليه في الحفاظ على منجزات النهضة المباركة وصون مكتسباتها، فيأتي الاهتمام بالفرد قبل المعدة وبالتسليح الكيفي قبل الكمي، إلا أن البلاد أخذت بالأسباب التي تؤدي إلى تكامل المنظومة العسكرية بما فيها من قوى بشرية وقدرات مادية ومعنوية، والتي يؤدي الارتقاء بها في العدة والعتاد ما يمكنها من أداء دورها الوطني المقدس، ومن هذا المنطلق انتهجت السلطنة خططاً لتزويد قوات السلطان المسلحة بمعدات وأسلحة متطورة من دبابات وناقلات جند مدرعة ومنظومات صاروخية ومدفعية وعربات مدرعة وطائرات مقاتلة وطائرات نقل وأخرى عمودية، كما زودت هذه القوات بسفن إنزال، وتم اقتناء السفن والزوارق المتطورة دعماً لهذا الدور الكبير الذي تضطلع به قوات السلطان المسلحة بالإضافة إلى عمليات التطوير والتأهيل المستمرة لأسلحة الإسناد التي تمكنها من القيام بواجبها الوطني على أكمل وجه، هذا فضلاً عن خطط وبرامج تأهيل القوى البشرية بما يتواكب والمكانة العلمية والتدريبية التي وصل إليها الجندي العماني، والذي أصبح قادراً على التعامل مع التقنية الحديثة بكل حرفية واتقان.
وأصبح الجيش السلطاني العماني بفضل ما تحقق له من الإنجازات العديدة على مدى سنوات النهضة المباركة من التطوير والتحديث قوة ضاربة يعتد بها وهو محل فخر واعتزاز، حيث زودت ألوية وتشكيلات المشاة وأسلحة المناورة والإسناد بأسلحة ذات تقنية متطورة، وجرى انتهاج مخطط تدريبي يتناسب وتقنية تلك الأسلحة وفق منظور حديث، حيث تجري تدريبات متواصلة لتعزيز الكفاءات القتالية.ويجرى باستمرار انتهاج تطوير شامل لهذه الوحدات والتشكيلات وإمدادها بمختلف الأسلحة اللازمة لتنفيذ مهامها الوطنية، مثل ناقلات الجند المدرعة والمدرعات وبرامج حديثة للمدفعية والدفاع الجوي والمدرعات وسلاح الإشارة ووسائط النقل ناهيك عن ورش الصيانة المتخصصة والمنتشرة في كل القطاعات بالجيش السلطاني العماني، فأصبحت هذه الوحدات والتشكيلات منظومة قتالية متكاملة وعالية الأداء بأسلحة النار والمناورة وخدماتها العملياتية والإدارية والفنية، وبما زودت به من أسلحة متنوعة معززة بقوى بشرية مؤهلة علميا وفنيا، كما شهدت قوات الفرق تطورا كبيرا في التنظيم والتدريب والمنشآت والمرافق الخدمية ووسائل الاتصالات المتطورة والقوة البشرية.
ويجري باستمرار اقتناء الأسلحة وفق متطلبات الجيش السلطاني العماني التي تمكنه من والوفاء بمتطلباته العملياتية والوطنية والتكيف مع استراتيجية بناء المنظومة العسكرية العمانية المتكاملة سواء من خلال إجراء تغييرات وتحويلات لنمط الوحدات أو من خلال استحداث تشكيلات متخصصة ومحترفة قادرة على الحفاظ على أمن الوطن الغالي.
ويعد سلاح الجو السلطاني العماني قوة جوية حديثة التسليح والتنظيم بما زود به من مقاتلات حديثة وفق منهج مدروس، وبالكفاءة والمقدرة العاليتين التي يتمتع بها منتسبوه، فقد تم تعزيز قدرات هذا السلاح بالطائرات المتطورة المقاتلة وطائرات النقل اللوجستية والطائرات العمودية ومنظومة للدفاع الجوي مثل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات والرادارات وطائرات التدريب والمشبهات التدريبية.
كما قام السلاح بإبرام عدة اتفاقيات لمواجهة تحديات ومتطلبات المستقبل ورفع قدراته التسليحية بإدخال أحدث التطورات التقنية العسكرية الحديثة لنظمه إلى جانب ما يملكه السلاح من القواعد الجوية المزودة بالتجهيزات اللازمة للقوة الجوية الفاعلة والقادرة على العمل في مختلف الظروف .
كما يتم باستمرار مراجعة احتياجات السلاح من الأجهزة والمعدات ووسائل النقل والقوى البشرية بما يضمن تحقيق الكفاءة والجاهزية العالية لتنفيذ مهام سلاح الجو السلطاني العماني وأدواره الوطنية في حفظ سماء عمان مصانة عزيزة، والعمل على إسناد أسلحة قوات السلطان المسلحة الأخرى في مختلف المهام والواجبات هذا فضلاً عن الدور الرائد الذي يضطلع به السلاح في عمليات البحث والإنقاذ والنقل وخدمات إسناد المواطنين في المناطق الجبلية.
وينفذ السلاح العديد من التمارين الجوية بمشاركة أسلحة الجو في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول الصديقة لاكتساب المهارات والخبرات، كما تم تدشين طائرات النقل من طراز إيرباص (أي 320 -300 كما أنظمت كذلك مؤخرا المجموعة الأولى من الطائرات العمودية الجديدة من نوع (أن أتش 90) كما تم التوقيع على شراء طائرتي نقل احداهما من نوع (2130 جي) والأخرى طائرة ايرياص من نوع (أي 320).
ونظرا لموقع السلطنة الاستراتيجي وإشرافها على واحد من أهم الممرات المائية في العالم (مضيق هرمز الاستراتيجي) جاء بناء القوة البحرية الحديثة ليكون لها الدور الفاعل في البحار العمانية من أجل الحفاظ على المصالح الوطنية استراتيجيا وأمنيا واقتصاديا، حيث تضم البحرية السلطانية العمانية أسطولاً مزوداً بالأجهزة والمعدات ذات القدرات التسليحية المتطورة، إضافة إلى تشكيلة من زوارق السطح المعروفة بسفن المدفعية والسفن الصاروخية السريعة وسفن الإسناد والتدريب والشحن والمسح البحري (الهيدروغرافي) لتساند سفن الدوريات في حماية الشواطئ العمانية وتأمين مياهها الإقليمية والاقتصادية ومراقبة العبور البحري الآمن للسفن وناقلات النفط عبر مضيق هرمز الاستراتيجي وتأمين النقل البحري لوحدات قوات السلطان المسلحة على امتداد سواحل السلطنة وإسنادها للعمليات الدفاعية وحماية مصائد الثروة السمكية، ومهام الإسناد للعمليات البرمائية المشتركة وعمليات النقل البحرية، فضلاً عن تمتع كوادرها بتأهيل عالٍ ليكونوا قادرين وبكفاءة على التعامل مع التحديات التي تواجههم أثناء أداء مهامهم الوطنية.
وقد وقعت وزارة الدفاع اتفاقية مشروع خريف الذي يقضي ببناء ثلاث سفن للبحرية السلطانية العمانية، ذات المواصفات العملياتية والفنية المتطورة، حيث تم تدشين سفن المشروع من نوع القرويطات الثلاث وهي: (الشامخ) و(الرحماني) و(الراسخ)، وتعد هذه السفن رافدا عملياتيا إضافيا لفعالية أسطول البحرية السلطانية العمانية , وتعزيز وجود سفنها في أعالي البحار وفرض السيادة الوطنية على البحار العمانية وسلامة الملاحة البحرية فيها.
وتعزيزا للتطور الكبير الذي تشهده البحرية السلطانية العمانية على الصعيد التقني والتحول التدريجي إلى المجتمع الرقمي فقد تم اعتماد مركز التدريب البحري بقاعدة سعيد بن سلطان البحرية من قبل مؤسسة الرخصة الدولية لقيادة الحاسب الآلي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية للوصول إلى معيار أساسي للارتقاء بمستوى مهارات استخدام الحاسب الآلي.
كما تضم البحرية السلطانية العمانية بين جنبات منشآتها المتعددة غرفة معادلة الضغط التابعة لوحدة طب الأعماق والعلاج بالأوكسجين والتي تم تأسيسها وفق أسس علمية مدروسة تتماشى مع المتطلبات العلاجية في السلطنة ومواصفات الجودة العالمية، حيث تختص بعلاج آثار حوادث الغوص المتنوعة والأمراض المزمنة على مستوى السلطنة، هذا فضلاً عن الأدوار التنموية العديدة التي تسهم بها البحرية السلطانية العمانية.
ويعد الحرس السلطاني العماني أحد الأسلحة المهمة في المنظومة العسكرية العمانية الحديثة، والذي حظي كبقية أسلحة قوات السلطان المسلحة بالرعاية والاهتمام الساميين من لدن جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة -حفظه الله ورعاه- حتى وصل إلى مستوى عال من الكفاءة والقدرة القتالية بما يضمه من وحدات مشاة وإسناد مزودة بالأنظمة والمعدات والأجهزة المتطورة، بالإضافة إلى الوحدات التعليمية والفنية والإدارية .
وقد أولى الحرس السلطاني العماني أهمية كبيرة بعمليات التأهيل، حيث يقوم بوضع خطط التدريب اللازمة لمنتسبيه بما يتماشى ومتطلبات التعامل مع المعدات المتطورة التي زود بها. وتسعى كلية الحرس التقنية إلى رفد الحرس السلطاني العماني وأجهزة الدولة الأخرى بالكوادر المؤهلة تأهيلا تقنيا يضاهي التعليم التقني الدولي، حيث أصبحت الكلية في مقدمة مؤسسات التعليم التقني محليا وعالميا بحصولها على الترخيص في منح نفس المستوى العلمي للشهادة التي تمنحها الكليات التقنية بالمملكة المتحدة، فيما تزخر الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بالمواهب العمانية الشابة المدربة.
ويضم الحرس السلطاني العماني فرقاً موسيقية عسكرية متكاملة أكدت حضورها في المناسبات الوطنية والمشاركات الدولية، كما يضم فريق الخوذات الحمراء الذي يقوم بتقديم العروض الرياضية في العديد من المناسبات، إضافة إلى مهامه الأمنية الأخرى المنوطة به، هذا إلى جانب فريق الحرس السلطاني العماني للقفز الحر الذي يشارك وبفاعلية في مختلف المناسبات الوطنية. وتقدم خيالة الحرس السلطاني العماني عروضاً متنوعة في الفروسية وسباقات قفز الحواجز في مختلف المناسبات الوطنية والعسكرية ومراسم التخريج.
والخدمات الهندسية بوزارة الدفاع هي أحد أسلحة الإسناد الرئيسية في قوات السلطان المسلحة حيث تقوم بدور حيوي كبير من خلال توفير الدعم الفني والهندسي للتمارين العسكرية وتوفير وإدامة الخدمات الضرورية مثل المياه والطاقة الكهربائية وشبكات الصرف الصحي ومرافق البنية الأساسية في المعسكرات والقواعد والمنشآت العسكرية، ورفع الطاقة الإنتاجية للمحطات داخل المعسكرات باستمرار، إضافة إلى وضع التصاميم والإشراف على المشاريع الإنشائية وأعمال الصيانة، وصيانة البنى الأساسية والمرافق المختلفة، وتصميم وتنفيذ الطرق الداخلية في المعسكرات، وكذلك شق بعض الطرق في محافظات ومناطق السلطنة المختلفة، مساهمة من وزارة الدفاع في جهود التنمية الشاملة بالبلاد. ومن أهم الطرق التي نفذتها في السنوات القليلة الماضية طريق رملة شعيت/ميتن عبر رمال الربع الخالي، ومشروع طريق جزيرة ديدمار وتأهيل طريق ديم /صرفيت ومشاريع أخرى مهمة، كما تساهم الخدمات الهندسية في نشر المسطحات الخضراء عن طريق إمداد الجهات المعنية بالمياه المعالجة بمعدل ١٧٥ مليون جالون سنويا من مجمل المياه المعالجة والتي تبلغ ٢٢٧٠ مليون جالون سنوياً.
كما يتم استثمار مياه الفلج بمعسكر بيت الفلج للغاية ذاتها، ومشروع معدات البناء الشامل والذي يعد نقلة نوعية تساهم في تنفيذ المشاريع المختلفة من الأنظمة الحديثة المستخدمة في الخدمات الهندسية، كما قامت باقتناء خزانات مطاطية سهلة النقل ذات سعة تخزينية كبيرة تصل إلى ٤٠٠ متر مكعب للخزان الواحد، كما يوجد بالخدمات الهندسية فريق متخصص للكشف عن التسربات غير الظاهرة في شبكات توزيع المياه.
وتبوأت الهيئة الوطنية للمساحة مكانة مرموقة كجهاز مركزي يضطلع بمهام إنتاج الخرائط العسكرية والمدنية وعمليات التصوير الجوي في جميع أرجاء السلطنة، ووضع معايير المسوحات الطوبوغرافية، وإدامة الأرشيف الوطني للمواد الجغرافية، وتوفير خرائط الطيران والمعلومات الجغرافية من خلال تشكيلة واسعة من معدات الطباعة والبرمجيات الحديثة لمراحل إنتاج الخرائط والتصوير ووسائل الإنتاج التخصصية والفنية المتطورة ونظمها المتناهية الدقة للمسح الفضائي وأجهزة الرسم التصويرية القياسية والتحليلية.
كما تضطلع الهيئة بدور كبير في مجال إدامة الشبكات المساحية وتوفير الإسناد الجغرافي والتدريب في مجال الرسم وإنتاج الخرائط. وقد تم إنشاء معهد علوم المساحة وإنتاج الخرائط بمقر الهيئة والذي يمنح الدبلوم الوطني في المساحة ورسم الخرائط ويستقطب المعهد موظفين من الدوائر العسكرية والمدنية المعنية بالمساحة وإنتاج الخرائط، كما يقوم بتنظيم دورات تخصصية في مجال المساحة وعلوم الخرائط.
وتقوم الخدمات الطبية للقوات المسلحة بتقديم أفضل الخدمات العلاجية لمنتسبي قوات السلطان المسلحة وعائلاتهم، هذا إلى جانب دورها الكبير في الإسناد الطبي وعمليات الإخلاء فضلاً عن إسهاماتها التنموية الفاعلة في المجالات الصحية وتقديم خدمات الطبيب الطائر في الحالات الطارئة.
ويؤدي متحف قوات السلطان المسلحة بقلعة بيت الفلج دورا كبيرا لتجسيد تاريخ العسكرية العمانية ودورها الحضاري المشرق وإبراز إسهاماتها الكبيرة قديما وحديثا، حيث يضم المتحف أجنحة تؤرخ للأحداث التاريخية لقوات السلطان المسلحة وأدوارها الوطنية وأسلحتها التي استخدمتها في مراحلها المختلفة، ويسهم المتحف في إثراء الثقافة العسكرية العمانية، كما أصبح المتحف قبلة لزوار السلطنة من مختلف دول العالم الشقيقة والصديقة حيث يتيح الحصول على المعلومات بعدة لغات عالمية، بالإضافة إلى موقع إلكتروني على الشبكة الدولية (الإنترنت).
وتأتي عملية التعمين في أولويات اهتمامات قوات السلطان المسلحة، حيث يتم استيعاب أعداد كبيرة من الشباب العماني الباحث عن العمل في صفوفها، ويأتي تخريج الدفعات المتتالية من الضباط والجنود بصورة مستمرة اهتماما بالقوة البشرية والاستفادة من مخرجات التعليم الثانوي والجامعي والدراسات العليا لينضموا إلى من سبقوهم في ميادين الواجب الوطني ومن ثم تأهيلهم في مختلف التخصصات ليساهموا في رقي الوطن وازدهاره .
وقد شرعت قوات السلطان المسلحة هذا العام ومنذ اللحظة الأولى في تنفيذ الأمر السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ حفظه الله ورعاه ـ لاستيعاب الشباب العماني في العديد من التخصصات والمجالات، العسكرية منها والفنية والمهن المساعدة الأخرى حيث قامت وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني بجهود حثيثة وكبيرة في استيعاب الشباب العماني الباحث عن العمل لينالوا شرف الانتساب إليها في مختلف التخصصات.
وتعد كلية القيادة والأركان بقوات السلطان المسلحة أعلى صرح تعليمي عسكري في السلطنة حيث تمنح خريجيها درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية ومنذ افتتاحها تحت الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- بتاريخ 11 ديسمبر 1988م، ترفد هذه الكلية قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني والأجهزة الأمنية الأخرى بضباط مؤهلين في مجال القيادة ليتمكنوا من القيام بمهام ووظائف قيادية في المستقبل .
وتستقطب الكلية سنوياً عدداً من الضباط الدارسين من خارج السلطنة من الدول الشقيقة والصديقة وذلك لما تحظى به السلطنة من علاقات طيبة مع سائر الدول والسمعة الطيبة والمستوى الراقي الذي وصل إليه هذا الصرح العلمي الشامخ.
وتضم أسلحة قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني فرقا موسيقية أكدت حضورها الدائم في المناسبات الوطنية والمشاركات الدولية، منها فرقة موسيقى الجيش السلطاني العماني والتي حققت المراكز الأولى في المسابقات التي اشتركت فيها في المهرجان الدولي لموسيقى القرب والطبول بمدينة نورث بيرك الأسكتلندية، كما حققت المراكز الأولى في المسابقة الدولية للمشاة وحمل العصا والقرب في المملكة المتحدة العام الماضي، وشاركت خلال هذا العام في استعراضات التاتو العالمية ببروناي دار السلام والتي أقيمت فعالياتها خلال الفترة (1ـ3/6) وشاركت أيضا في المهرجان الموسيقى السنوي الفرنسي والذي أقيمت فعالياته في العاصمة الفرنسية خلال الفترة (20-28/6).
وتتفاعل قوات السلطان المسلحة مع مختلف الأجهزة الحكومية في جهود التنمية بالبلاد، باعتبار أن التنمية تمثل تحديا حضاريا وإنجازا عصريا تتضافر فيه جهود مختلف أجهزة الدولة لتحقيق معدلات التقدم والرقي. ومن هذا المنطلق تساهم قوات السلطان المسلحة في مجالات التنمية الشاملة، والتي يتمثل أهمها في السهـر على حراسـة منجـزات مسيـرة الخير الظافرة بقيـادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - مما يهيئ مجالا للازدهار ويحقق الأمن والاستقرار للمواطن ليقوم بدوره الكامل في الإسهام والبناء وتهيئة المناخ الاستثماري الأجنبي من خلال ثقته في الوضع الآمن في البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق