24‏/07‏/2011

تخبط إعلامي ورسمي في إيران حول قضية اغتيال العالم النووي

العربية - نجاح محمد علي
في إشارات واضحة على التخبط الإعلامي والرسمي في قضية اغتيال العالم الإيراني داريوش رضائي في طهران أمس، وبعد ساعات من انتشار خبر مقتله, أوردت وكالة أنباء "فارس" القريبة من الحرس الثوري خبراً مفاده بأن هذا الشخص كان طالبا في جامعة خواجه نصير الدين الطوسي في طهران, و نقلت الوكالة أن رئيس الجامعة ندد بهذا العملية.
ونشرت وكالة فارس هذه التفاصيل في الوقت الذي كانت التقارير الأولية التي نشرتها وكالات الأنباء المحلية في إيران تتحدث عن اغتيال العالم النووي و الأستاذ الجامعي في جامعة أردبيل "داريوش رضائي نجاد".
ولم يمر الكثير من الوقت حتى قامت وكالات الأنباء المحلية في إيران بتغيير صيغة الخبر بشكل مفاجئ ,فقد نقلت وكالتا "إيسنا" الطلابية و "إيرنا" الرسمية على لسان نائب رئيس القسم السياسي و الاجتماعي في مديرية محافظة العاصمة نفيه أن يكون الشخص الذي تم اغتياله من علماء وأساتذة البلاد, و قال إن الموضوع قيد التحقيق.
وبعد تقارير مختلفة ومتناقضة حول عملية الاغتيال التي وقعت في شارع بني هاشم في طهران, تحدثت مصادر حكومية عن أن "داريوش رضائي نجاد" كان طالبا في إحدى جامعات البلاد وأنه كان يتعاون مع وزارة الدفاع.
كذلك أظهرت التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية في بداية الأمر أن عملية الاغتيال وقعت أمام منزل "داريوش رضائي نجاد", إلا إنه سرعان ما تغير سيناريو الجريمة في تلك المواقع حيث قالت المواقع المحلية إن الجريمة وقعت أثناء عودة رضائي من عمله في طريقه إلى روضة للأطفال حيث كان برفقة زوجته لكي يقل أبناءه الذين كانوا في رياض الأطفال إلى البيت, وإن الجريمة وقعت أمام روضة الأطفال المذكورة".
وأشار أحدث تقرير نشرته وكالة فارس للأنباء حول الموضوع, الى تغيير مكان مسرح الجريمة لكي يصبح من جديد أمام منزل "رضائي" وتضيف الوكالة في تقريرها: "إن زوجة رضائي أصيبت و إنها نقلت إلى إحدى مستشفيات العاصمة طهران فور وقوع الحادث للعلاج".
رد فعل رسمي
واتهم علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني اليوم الأحد الولايات المتحدة وإسرائيل باغتيال العالم الإيراني قائلا: "اغتيال أحد النخب العلمية كان من الخطط الأمريكية- الصهيونية، حيث يظهر بأن الولايات المتحدة في ترتيب إدارتها لشؤون العالم تبيح هذه الأعمال".
كما طلب علي لاريجاني من قوات الأمن الإيراني أن تتصدى بحزم وقوة لمثل هذه الأعمال، وأن ترد على الأعداء بشدة كي يحصدوا نتائج أعمالهم السيئة.
وأصدر "مجيد قاسمي" رئيس جامعة خواجة نصير الدين الطوسي في طهران بياناً ندد فيه بالعملية, حيث اعتبر أن هذه الجريمة تـظهر مدى خوف الأعداء من القدرات والتطور الذي وصل إليه الشعب الإيراني مضيفاً "إن رضائي كان يعتبر من النخب العلمية و أحد الطلبة الذين يدرسون من أجل الحصول على درجة الماجستير في الجامعة" و قارن رئيس الجامعة بين عملية الاغتيال هذه وبين عمليات سابقة تعرض لها كل من العالمين مسعود علي محمدي ومجيد شهرياري من قبل.
وفي نفس الوقت تحدث موقع "آينده" أن رضائي كان طالبا ً في جامعة مالك الأشتر, وأنه كان ينشط في البرنامج النووي الإيراني".
وأشار الموقع إلى مقال كتبه رضائي وقدمه في المؤتمر الرابع عشر لهندسة الكهرباء الذي أقيم في جامعة مالك الأشتر مؤخراً, وأن المقال كان يتناول موضوع التخصيب والاستنساخ النووي لتوليد الطاقة الكهربائية.
والجدير بالذكر أن جامعة مالك الأشتر, تتعاون مع وزارة الدفاع في تطوير المشاريع الصاروخية و النووية في إيران.
كما نشرت مواقع أخرى أنه كان يدرس في جامعة المحقق الأردبيلي وأنه حصل على الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة فردوسي في مشهد.
ومنذ عامين حتى الآن تعرض ثلاثة من العلماء الإيرانيين في مجال الفيزياء النووي لعمليات اغتيال هم "مسعود علي محمدي" و"مجيد شهرياري", و"فريدون عباسي" الذي نجا من محاولة اغتيال تعرض لها في نوفمبر الماضي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق