21‏/07‏/2011

دلالات العمليات العسكرية الإيرانية في اقليم كردستان



إن دلالات توقيت التحركات الإيرانية على الحدود العراقية، فيما أسمته عمليات عسكرية لاحتواء حزب الحياة الحرة الكردستاني (بيجاك) له مضامين عدة، أهمها: التزامن مع مفاوضات التواجد الأمريكي في العراق، وتصاعد الأزمات الإقليمية، خاصة السورية واللبنانية. من هذا المنطق، أعتقد أن المسألة أكبر من القضية الكردية الإيرانية.، فما لذي تنوي عليه طهران؟
كل منا يعلم أن هذه المنطقة تشهد توتراً لأعوام، وما يجب الوقوف عنده هو قيام إيران بنشر ما يقارب 5000 عنصر من الحرس الثوري، ويعد ذلك أمراً غير مسبوقاً، فهل يا ترى يمكن اعتبار ذلك مؤشراً لاحتمال توغل عسكري إلى داخل الأراضي العراقية (كردستان)؟
المراقب للحدث يرى بأن التوغل إلى داخل الأراضي العراقية أمراً غير مستبعد، فالغاية الإيرانية في الظروف الراهنة تعقيد الأزمات الإقليمية، لإشغال الرأي العام سواء في الداخل الإيراني أو الإقليمي أو الدولي. يذكر أنه لا بد أن نتذكر تجربة إيران باستخدام تكتيك التوغل سابقاً، ومن منا لا يتذكر حقل الفكة، عندما عبرت القوات الإيرانية الحدود العراقية بهدف الضغط على الكتل السياسية في مرحلة الانتخابات. في هذا السياق، أظهر أكثر من تقرير إعلامي بأن القوات الإيرانية بالفعل قد عبرت إلى داخل الأراضي العراقية (إقليم كردستان).
إن زيادة نطاق التوتر في شمال العراق، وحزب البيجاك ما هو إلا غطاء لتحقق إيران أهدافها، ودلالات التوقيت تؤكد ذلك ... فكما ذكرنا بأن الأزمة مع الحزب دامت سنوات .. فما سر التوقيت الحالي؟
بعض المحللين ذهبوا إلى أن تمتع أكراد العراق بشبه استقلالية وديمقراطية وتنمية واسعة، كانت وراء العمليات الإيرانية (بالمقارنة عن تناقض الظروف الحياتية لأكراد إيران عن أكراد العراق)؟ والبعض أعتقد بأن السبب يكمن في الحد من نشاطات الأحزاب الكردية المعارضة، على الجانب الآخر، ذهب بعض الخبراء إلى أن التوغل في كردستان ما هي إلا جزءاً من خطة إيرانية لتعزيز موقفها في العراق.
من الناحية الإستراتيجية فمثل هذه العمليات ذات نسبة مخاطر متدنية بالنسبة لإيران، وهو ما شجعها لاستعراض قوتها، خاصة وأن حزب البيجاك مدرج في قوائم الجماعات الإرهابية على المستوى الدولي.
سيبقى السؤال عن موقف الجارة تركيا، فالواضح أنها مؤيدة للخطوة الإيرانية، خاصة بعدما تجددت أزمتها مع حزب العمال الكردستاني.
نتابع معاً تلك الأحداث، وهل سترقى لمستوى أزمة إقليمية جديدة تضاف إلى حزمة الأزمات الراهنة.
GCC Military News

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق