رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مايك مولن الذي يزور بغداد، طلب قرارا رسميا عراقيا بتمديد مهمة جنوده في العراق أي أن القرار يجب أن يصدر من البرلمان العراقي وأن يتضمن امتيازات للقوات القتالية الأمريكية وأيضا حصانة قانونية .
موضوع الحصانة من شأنه أن يزيد الانقسامات بين الكتل العراقية التي بات موقفها غامضا حول تمديد أو عدم تمديد بقاء القوات الأمريكية.
بالنسبة للكاتب السياسي العراقي المقيم في الأردن محمد الياسين، إن اختلاف القوى السياسية العراقية وتناحرها هو من يبرر ضرورة بقاء القوات الأمريكية:
" نحن نسمع تصريحات بأنه لا حاجة لبقاء القوات الأمريكية في العراق.
هم مَن خلقوا الحاجة، وهم مَن أعطوا المبرر لبقاء القوات الأمريكية في العراق.
عدم التوصل إلى حكومة شراكة وطنية، واستفراد الحاكم بالسلطة، وسوء الخدمات وانتشار الفساد المالي والإداري في كافة مؤسسات الدولة العراقية، والتدهور الأمني الذي يتزايد مع اقتراب انسحاب القوات الأمريكية، كل هذا بسبب فشل القيادات السياسية في بناء دولة مؤسسات في العراق ".
لدى واشنطن 47 ألف عسكري في العراق وبموجب الاتفاقية الموقعة مع بغداد ينبغي عليها سحب كامل قواتها بنهاية العام الجاري.
هذا الانسحاب لا يمكن أن يتم دون أن تأخذ واشنطن في الحسبان الجار الإيراني، فحسب الكاتب العراقي محمد الياسين، هناك ترويج لفكرة أن إيران ترفض التواجد الأمريكي في العراق ولكن الواقع أن بقاء هذه القوات هو مصلحة إيرانية في الوقت الحالي:
"كل وسائل الإعلام وأغلب المحللين والكتّاب يشيرون إلى أنّ إيران لا تريد بقاء القوات الأمريكية.
فإيران تريد بقاء هذه القوات، خاصة أنّ الأحداث الأخيرة في سوريا وثورة المحافظات ضد النظام السوري، تؤكد اليوم أن إيران بحاجة إلى بقاء القوات الأمريكية.
فبقاء القوات الأمريكية في العراق يعني أنها ستبقى تحت ضربات المطرقة الإيرانية، وبالتالي ستتغاضى عن تدخلات إيران في منطقة الخليج.
ثانياً، ما أطلق عليه " الربيع العربي" أو الثورات التي تفجّرت في الدول العربية، تثير القلق لدى قادة النظام الإيراني على حلفائهم في المنطقة العربية أن يصابوا أو أن تصلهم رياح التغيير".
حتى ولو أن التصريحات الرسمية العراقية تشير إلى انتظار ضوء اخضر من البرلمان للموافقة على التمديد للقوات الأمريكية فإن المنطق يبين أن الأمريكيين ليسوا بحاجة لرأي البرلمان وقد قرروا أن ينسحبوا من العراق وان يبقوا في الوقت نفسه، انسحاب لا يُعرض حياة جنودهم للخطر وبقاء يضمن لهم السيطرة على الثروات والقرارات الهامة في العراق هذا كله طبعا مع مراعاة المصالح المشتركة للطرف الأقوى في المنطقة وهو إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق