تخطط الولايات المتحدة لتزويد العراق بنظام تنصت على المكالمات عبر الهاتف النقال، واعتراض الرسائل القصيرة "لمساعدته في محاربة التنظيمات الاجرامية والمسلحين" ورصد حركتهم، حسب ما نقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن عرض ابرام عقد قدمته القوة الجوية الأميركية.
ومن شأن هذا النظام المقترح ان يتيح لمسؤولين عراقيين، مراقبة وتخزين مكالمات هاتفية، وبيانات بث ورسائل نصية، ومن الممكن ربطها مع مزودي الخدمة الخليوية الثلاثة العاملين في العراق، طبقا لوثائق ارفقت مع الطلب.
وسيصمم هذا النظام، الذي سيكون قادرا على استهداف 5 آلاف جهاز هاتف على الاقل، للتوسع وتغطية انظمة خطوط هواتف ارضية واتصالات دولية عبر الهواتف النقالة.
وقال الميجر جنرال جيفري بوكانن؛ المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق، ان هذا الجهاز يشبه التكنولوجيا التي تستعملها وكالات انفاذ القانون الفيدرالية في الولايات المتحدة الاميركية، موضحا أن "قوانين المراقبة العراقية تتطلب، لتنفيذ القانون، الحصول على اصدار تفويض للدخول على المحادثات الخاصة ومراقبتها".
وقالت الصحيفة إن متعاقدا اميركيا سيتولى شراء ونصب وصيانة الاجهزة، وسيتولى تدريب العراقيين على تشغيلها والتعامل معها.
وكما اشار طلب العقد المقدم، فان محطات المراقبة المجهزة باجهزة كومبيوتر ستوضع في موقع ببغداد، في مركز استخباري موجود فيها، وتدعمها خوادم كومبيوتر بوكالة التحقيقات والمعلومات الوطنية بوزارة الداخلية، التي تعد اول وكالة تحقيقات في البلد.
وأكد انتوني كوردسمان، وهو خبير بالشؤون العراقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ان العراق "بلد لا زال يواجه تهديدا من عناصر سنية وشيعية، ووسط انسحاب القوات الاميركية وانحسار التمرد، هناك بنية اساسية للجريمة المنظمة ستديم نفسها".
وأشار كوردسمان إلى أن نظام اعتراض المكالمات مصدر رئيس للمعلومات الاستخبارية، وأن العراقيين سيشترون النظام من مكان اخر، إذا لم تعمد الولايات المتحدة الى تجهيزهم به، مؤكدا أن النظام "تكنولوجيا فريدة من نوعها، خاصة بالولايات المتحدة".
وتابعت الصحيفة ان الولايات المتحدة نصبت نظاما مشابها في افغانستان، قبل 3 سنوات، لمساعدة ادارة مكافحة المخدرات بتحرياتها عن ارهابيين مشتبه فيهم متورطين بتجارة المخدرات. وثمة وثيقة قدمت الى الكونغرس العام 2007 وصفت التجهيز المخطط "باجهزة تنصب في الميدان، لدعم اعتراض الاتصالات من خلال التعاون مع مجهزي خدمة هواتف خليوية وخطوط ارضية".
وذكرت الصحيفة أن نظام التنصت على الاتصالات الاميركي، شهد عشرات المترجمين وهم يسجلون محادثات عبر هواتف نقالة في موقع سري يقع في كابول.
وقال مايكل براون، وهو مدير عمليات سابق في ادارة مكافحة المخدرات، ان "هذا الجهاز غير مخصص للتركيز على الفساد تحديدا"، مضيفا "مع ذلك، لا شك في ان في ذهن اي احد انك عندما تتبع حركة المال، سياخذك الى المخدرات، والاسلحة، وسياسيين فاسدين".
وسيتضمن نظام الاعتراض العراقي، بعضا من احدث قدرات التعقب، إذ سيكون قادرا على الحفاظ على قاعدة بيانات عن "خريطة شاملة عن الاهداف، وشركائهم وعلاقاتهم"، حسب ما جاء في تفصيل العرض المقدم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول ان قدرة النظام على رسم الخرائط، ستمكنه من تحديد مواقع الاهداف الخاضعة للمراقبة، واعطاء تحذير في اقل من 10 دقائق، عن هدفين او اكثر، اذا اقتربا من بعضهما بمسافة معينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق