31‏/08‏/2011

إيران تعمل على تسريع برنامجها النووي


يقول الخبراء إنه في الوقت الذي طغت فيه الثورات العربية والأزمات الاقتصادية العالمية على اهتمام قادة دول العالم، تعمل إيران على تسريع برنامج أسلحتها النووية.
في هذا السياق، تحدث د. سامي الفرج، رئيس مركز الكويت للدراسات الإستراتيجية، إلى Realite-EU، وقال إن الثورات في سوريا والبحرين - التي أثرت سلباً على موقف إيران - لم تترك للنظام الإيراني إلا سبيلاً واحداً لإضفاء الشرعية على وجوده وتشديد قبضته على الجبهة الداخلية، وذلك بالمضي قدماً في تطوير برنامجه النووي. وحول النشاط الإيراني المتزايد على الصعيد النووي قال د. الفرج: "أنا أتوقع أننا سوف نواجه تركيزاً إيرانياً على البرنامج النووي في الأشهر المقبلة."
من ناحية أخرى، قال السيد مارك فيتزباتريك، مدير برنامج الحد من الانتشار النووي في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS)، في مقابلة أجريت معه مؤخراً: "لقد بذلت إيران جهوداً كبيرة بطرق متعددة لتطوير قدرتها في مجال التسلح النووي." [1]
وقد كثفت إيران في الآونة الأخيرة من جهودها على ثلاثة محاور ضرورية من أجل تطوير برنامج نووي عسكري ، وهذه المحاور هي تخصيب اليورانيوم والخبرة العملية في التسلح وبرنامج الصواريخ. [3]
تخصيب اليورانيوم
أعلن د. فريدون عباسي دواني، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، في الأسابيع الأخيرة أن بلاده تستعد لمضاعفة إنتاجها من اليورانيوم العالي التخصيب ثلاثة أضعاف. وهذا النوع من اليورانيوم سوف يقلل من الوقت الذي تتطلبه إيران من أجل إنتاج مواد قابلة للاستخدام في تصنيع قنابل نووية. [3]
لتحقيق هذا الهدف، تعمل إيران على تركيب أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً في منشأة لتخصيب اليورانيوم في مدينة "قم" الإيرانية، وهي تلك المنشأة السرية المقامة تحت الأرض التي تم الكشف عنها في عام 2009. [4] ويظهر الدليل أن المنشأة مخصصة للأغراض العسكرية. [5]
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية مؤخرا أن عملية "تركيب أجهزة طرد مركزي جديدة بجودة وسرعة أفضل تجري على قدم وساق." [6]
وفقاً للتصريحات التي أدلى بها الخبير في شئون الانتشار النووي وباحث في معهد الأبحاث الإستراتيجية الفرنسي (FRS) د. برونو تيرتريه ل-Realite-EU في الشهر الماضي، إن معدل إنتاج إيران الشهري لليورانيوم منخفض التخصيب البالغة حالياً 156 كغم هو أكبر معدل تسجله الوكالة الدولية للطاقة الذرية من قبل. تمتلك طهران في الوقت الحاضر مخزون يزيد عن 4000 كغم من اليورانيوم منخفض التخصيب، مما يسمح لها بإنتاج قنبلتين نوويتين إذا ما تم تخصيبه بنسبة عالية."
وحول اقتراب إيران من التسلح النووي، أضاف د. تيرتريه قائلاً: "علاوة على ذلك، أنتجت إيران حوالي 60 كغم من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في منشأة "نانتاز". يتم إنتاج هذا اليورانيوم المخصب بنسبة 20% لإمداد مفاعل أبحاث طهران بالوقود كما تزعم ايران. وفي الحقيقة إنه يجعل إيران قريبة للغاية من عتبة التسلح النووي، والسبب هو أنه حالما يتم الحصول على يورانيوم مخصب بنسبة 20%، فإن الحصول على 90% قريب جدا."
رداً على تصرفات إيران، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية البيان التالي: " امت ايران لتوها باستفزاز جديد عن طريق الاعلان عن التركيب الوشيك للجيل التالي من اجهزة الطرد المركزي... البرنامج النووي الايراني ليس له تطبيقات مدنية يمكن الوثوق بها." [7]
وجاء في بيان صدر عن وزارة الخارجية البريطانية أن إعلان طهران "يقوّض الإدعاء الإيراني بأن برنامجها النووي مصمم للأغراض السلمية. على إيران أن تدرك أننا لن ننشغل بسبب الأحداث الجارية في المنطقة، وعليها ألا تشك في إصرارنا. [8]
الخبرة العملية في التسلح
جنباً إلى جنب مع هذه التطورات جاء تعيين د. فريدون عباسي دواني رئيساً جديداً لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية. وفقاً لتقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي (ISIS)، بالاستناد إلى خبير وثيق الصلة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد كان فريدون عباسي دواني أحد العلماء الرئيسيين في برنامج إيران النووي العسكري السري. [9]
واستناداً إلى الدليل الذي أشار إلى تركيزه الرئيسي على تصنيع أسلحة نووية، فرض قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1747 حظراً على سفر د. عباسي دواني إلى الخارج وتجميد الأصول، وفيما بعد فرضت عقوبات على د. عباسي دواني من طرف الاتحاد الأوروبي. [10]
في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2010، استهدف د. عباسي دواني بهجوم بقنبلة في طهران، وعلى أثر ذلك اتهمت الجمهورية الإسلامية وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) والموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء الاعتداء. [11]
ويقول الخبراء ان الهدف من تعيين د. عباسي دواني كان إرسال رسالة واضحة إلى الغرب حول إصرار إيران على السعي وراء طموحاتها النووية. [12]
برنامج الصواريخ
بالتزامن مع برنامجها النووي، تعمل إيران على تطوير صواريخ بالستية بأبعاد متزايدة قد تستخدم في حمل رؤوس حربية نووية.
وفي وقت مبكر من شهر تموز/ يوليو عام 2011، أجرت إيران مناورات حربية قامت خلالها بإطلاق عدة أنواع من الصواريخ وكشفت النقاب عن وجود صوامع للصواريخ البالستية تحت الأرض. [13]
من جانبه، اتهم وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إيران بتنفيذ اختبارات سرية على صاروخ قد تكون لديه القدرة على حمل رأس حربي نووي. [14]
ووفقاً لأقوال د. تيرتريه، " تعمل إيران منذ سنوات طويلة على تكنولوجيا تمكن تطبيق رأس حربي نووي على مثل هذه الصواريخ كما ظهر ذلك جلياً من الاختبارات التي أجرتها في عام 2004 على ما يسمى تصميم "Baby-Bottle" (الذي يمكن مشاهدته من خلال شريط فيديو يبث على التلفزيون الإيراني) ومن خلال الأدلة التي تلقتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لاحق." 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق