02‏/08‏/2011

الجيش الإسرائيلي يكشف لأول مرة عن صاروخ تموز المستخدم في حربي لبنان وغزة


كشف سلاح المدفعية الإسرائيلية لأول مرة عن الصاروخ "تموز" رغم أنه تم استخدامه بشكل واسع خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، والحرب على غزة في نهاية العام 2008، ضد مقاتلي حزب الله والفصائل الفلسطينية.
وذكرت تقارير صحفية إسرائيلية، في 1 آب/ أغسطس، أن صاروخ "تموز" قادر على إصابة هدف في مدى أقصاه 25 كيلومترا بدقة كبيرة، من خلال جهاز استشعار بصري يمكّن الطاقم الذي يطلقه من رؤية الهدف على شاشة العرض، خلال تحليق الصاروخ وتوجيهه حتى إصابة الهدف.
وتشغل الصاروخ "تموز" وحدة "مقلاع داوود" التابعة لسلاح المدفعية، ويستخدمه الجيش الإسرائيلي منذ بداية سنوات الثمانين، لكن تقرر الكشف عن وجوده بشكل رسمي في السنوات الأخيرة فقط، وذلك لأسباب عدة، بينها استخدامه بشكل واسع خلال حرب لبنان الثانية والحرب على غزة.
كذلك كشف الجيش الإسرائيلي عن طائرة صغيرة دون طيار يستخدمها سلاح المدفعية أيضا.
وطورت صاروخ "تموز" شركة "رافاييل" (سلطة تطوير الأسلحة) بقرار اتخذه الجيش الإسرائيلي في إطار استخلاص العبر من تقرير "لجنة أغرانات" التي حققت في إخفاقات الجيش الإسرائيلي خلال حرب العام 1973، بعد أن دعت اللجنة إلى تطوير صواريخ مضادة للدبابات والمنظومات المدرعة، والصواريخ المضادة للمدرعات في جيوش الخصم.
ووفقا للتقارير الإسرائيلية، فإنه في أعقاب التغيير الحاصل في طبيعة الحروب التي تخوضها إسرائيل وانخفاض احتمالات خوضها حربا ضد جيش نظامي، تمت ملاءمة "تموز" ضد أهداف أخرى، بينها مواقع حزب الله في جنوب لبنان وخلايا فلسطينية تطلق صواريخ القسام من قطاع غزة باتجاه جنوب إسرائيل.
ويتم تحميل الصاروخ برأس حربي يحمل كمية أقل من المتفجرات، بادعاء تفادي إصابة أشخاص ومبان قريبة من الهدف.
واستخدم الجيش الإسرائيلي صاروخ "تموز" بشكل واسع في المرة الأولى خلال حرب لبنان الثانية، حيث تم إطلاق أكثر من 600 صاروخ من هذا الطراز وذلك لمساندة القوات البرية.
لكن على الرغم من دقة الصاروخ في إصابة الأهداف، إلا أنه خلال عملية استخلاص العبر التي أجراها الجيش الإسرائيلي بعد الحرب، تقرر أنه على الأقل في نصف الحالات التي تم فيها إطلاق صاروخ "تموز" لم يكن هناك مبرر عسكري لاستخدام صاروخ دقيق وباهظ الثمن.
ويشار إلى أن ثمن كل صاروخ "تموز" هو نصف مليون شيكل، ما يعني أن الجيش الإسرائيلي أطلق صواريخ من هذا الطراز بقيمة 300 مليون شيكل (أي حوالي 88 مليون دولار).
وتــنبع أفضلية "تموز" قياسا بإطلاق سلاح دقيق من الجو، من أن القوة التي تطلق الصاروخ تتواجد في مدرعات في ميدان القتال، وقريبا من الفرق العسكرية البرية المقاتلة خلال الحرب كلها، بينما الطائرات ليست متوفرة بشكل سريع لإصابة أهداف متحركة.
ويتم تشغيل الصاروخ وتحديد هدفه بالاستعانة بعدد كبير من العوامل، بينها طواقم مراقبة تابعة للوحدة العسكرية ووحدات جوالة أخرى، ومعلومات استخبارية وطائرات استطلاع، ومروحيات قتالية وطائرات صغيرة دون طيار.
وكشف سلاح المدفعية الإسرائيلي عن استخدامه لطائرات دون طيار كبيرة من طراز "هيرمس 450"، من صنع شركة "إلبيت سيستمز"، وذلك بهدف العثور على أهداف لإطلاق نيران أرضية باتجاهها، وللكشف عن منظومات أسلحة للخصم وتهديدات أخرى تواجهها القوات البرية.
ويشغل سلاح المدفعية هذا الطراز من الطائرات سوية مع سلاح الجو، وتستخدمها بالأساس قيادات الفرق العسكرية وقيادات الجبهات وهيئة الأركان العامة، ويتم استخدام هذه الطائرات لتنفيذ عمليات اغتيال واستهداف خلايا مسلحة خصوصا في قطاع غزة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق