29‏/08‏/2011

اجتماع رؤساء أركان دول التحالف في قطر حول ليبيا


اجمع رؤساء اركان دول التحالف فى ختام اجتماعهم يوم الاثنين بالدوحة، على ان الحرب فى ليبيا لم تنته بعد حيث لاتزال هناك حاجة لاستمرار العمل المشترك حتى يحقق الشعب الليبي اهدافه في التخلص من بقايا فلول نظام القذافي وتطهير بلدهم.
واتفق رؤساء الاركان فى ختام اجتماعهم حول ليبيا بالدوحة الذى استمر يوما واحدا، على العديد من المواضيع الهامة والنقاط الجوهرية التي تم طرحها ومناقشتها خلال الاجتماع والمتعلقة بآخر المستجدات والتطورات الليبية.
شارك فى الاجتماع الفريق ايونيس جلاجكوس رئيس الاركان اليوناني والفريق بيجيو ابراتي رئيس الاركان الايطالي والجنرال والت ناتيسيوزيك رئيس الاركان الكندي والجنرال تشارلز هنري ديكلور رئيس الاركان البلجيكي والفريق الركن مشعل الزين رئيس الاركان الاردني والجنرال جوزيه جوليو ريدرجيز فرنانديز رئيس الاركان الاسباني والجنرال نيود بارتليز رئيس الاركان الدنماركي بالاضافة الى ممثلى رؤوساء الاركان في هولندا والجمهورية التركية والنرويج والسويد .
افتتاح اجتماع رؤساء أركان دول عملية "الحامي الموحد"
وكان سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة قد افتتح بفندق شيراتون الدوحة اليوم اجتماع رؤساء أركان دول تحالف عملية "الحامي الموحد" في ليبيا.
ونقل سعادة رئيس الاركان في مستهل الكلمة التي افتتح بها الاجتماع ترحيب وتحيات حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى القائد العام, وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد نائب القائد العام للمشاركين وتمنيات سموهما لهم بطيب الاقامة والتوفيق في أعمال اجتماعهم.
وأكد سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية في كلمته أن الاوضاع والتطورات الميدانية الراهنة في ليبيا تحتم على الجميع كدول للتحالف أن يعملوا بالتوازي مع الاحداث الجارية في ليبيا على أرض الواقع حتى يمكن تقديم الدعم المناسب للشعب الليبي الشقيق في الزمان والمكان المناسبين.
وشدد سعادة رئيس الاركان على أن ما قام به الثوار في ليبيا من انجازات فاجأت الجميع، أمر يتطلب استثمارها لدعمهم كي يتمكنوا من الحفاظ على هذه الانجازات.
وأشار سعادته إلى أن كافة المؤشرات على ارض الواقع توحي أن هناك حاجة لاستمرار الدعم العسكري علاوة على البدء في التفكير جدياً في الجانب الامني حتى يتمكن الشعب الليبي من العودة لحياته العادية وإعادة إعمار بلاده مرة أخرى وذلك شريطة أن يتزامن الدعم العسكري والامني من دون أن يخل أحدهما بالآخر.
ونبه سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية الى وجود جيوب خارجة عن القانون لا تزال تعمل جاهدة لعرقلة الجهود المبذولة لاستتباب الامن في ليبيا مما يتطلب استمرار تطبيق قرار مجلس الامن رقم 1973 القاضي بحماية المدنيين هناك.
وقال "لقد لخص سمو ولي العهد حفظه الله الكلمة التي ألقاها خلال اجتماع مؤتمر مجموعة الاتصال الذي عقد بالدوحة بشأن ليبيا بقول سموه "إن الشعب الليبي لا يتوسل ولا يتسول", مما يعكس الوضع في ليبيا إذ أن لدى ليبيا كافة الامكانيات التي تؤهلها للنهوض مرة أخرى والقيام بدورها ضمن منظومة المجتمع الدولي حيث تتمتع بامكانيات بشرية وقوة اقتصادية كبيرة تمكنها من العودة الى المكانة التي تليق بها.
وشدد سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية رئيس أركان القوات المسلحة على أن الامن في ليبيا ليس مقتصراً بالقضاء على الجيوب المارقة والخارجة عن القانون "ولكن هناك متطلبات ليبية أخرى تحتم علينا أن نعمل سويا لإنجازها وتتمثل في تأمين كافة حدودها البحرية والبرية من أي اختراقات غير قانونية أو هجرة غير شرعية من وإلى ليبيا".
وحث سعادته في هذا السياق الجميع للعمل سويا لوضع الخطط لسد هذه الثغرات والعمل جنباً الى جنب مع الاشقاء في ليبيا على كافة المستويات.
وأعرب سعادة اللواء الركن حمد بن علي العطية في ختام كلمته عن تمنياته في أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج وتوصيات ايجابية "تخدم عملنا المشترك تجاه ما يجري في ليبيا مع الأخذ في الاعتبار كافة المتطلبات العسكرية والامنية للمرحلة الحالية والمراحل القادمة".
عبدالجليل: لولا القرار 1973 لربما ارتكبت أكبر مجزرة في تاريخ البشرية
أما سعادة السيد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، توجه في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية بوافر الشكر لدولة قطر لاستضافتها هذا الاجتماع ولكل المشاركين الذين حضروا للدوحة من أجل السلام والامن في ليبيا.
وقدم سعادته في كلمته تصوراً عاماً لقرارات ومتطلبات المجلس الانتقالي والدعم المطلوب للمرحلة الحالية ومرحلة ما بعد القذافي، مؤكداً أن الشعب الليبي وكل الانسانية تدين بالشكر للمجتمع الدولي الذى أصدر القرار رقم 1973 والذى بموجبه تمت الحماية القانونية للشعب الليبي وأعطى حلف الناتو صلاحية اتخاذ الاجراءات اللازمة لهذه الحماية، لافتاً إلى أنه لولا القرار 1973 لربما ارتكبت أكبر مجزرة في تاريخ البشرية في العصر الحديث.
ومضى قائلاً "الكل يعلم مدى ظلم القذافي ومدى تشبثه بالسلطة بأي شكل وبأي طريقة، وكل يوم يظهر للعالم مدى البشاعة التي عليها نفسية هذا الانسان".
وأكد سعادة السيد عبدالجليل أنه لولا الدعم العسكري الذي قدمه حلف الاطلسي والدول التي انضمت له لمؤازرة وحماية المدنيين في ليبيا، لما تمكن الثوار من الوصول لما وصلوا إليه "لأن الكفة العسكرية في ليبيا غير متوازنة، فهناك شباب خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بالحد الادنى من حقوقهم، والقذافي إنسان لا يهمه ما يحدث لليبيين من أجل أن يبقى في السلطة".
وشدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي على أنه لم يسقط أي مدني ليبي خلال الطلعات الجوية لحلف الناتو التي بلغت عشرات الآلاف وحوالي خمس آلاف ضربة عسكرية، مؤكداً أن كل ما ذكره إعلام القذافي بسقوط ضحايا مدنيين هي مجرد أنباء غير صحيحة وكاذبة.
وحيا سعادة السيد مصطفى عبدالجليل في كلمته كل العسكريين الذين نفذوا الضربات الجوية في ليبيا ونوه بنضالهم. وقال إن بعض البطء الذى صاحب العمليات كان له ما يبرره لتجنب قدر الامكان سقوط مدنيين.
واستطرد قائلاً في سياق ذي صلة "كل العالم أثبت أن الضربات الجوية التى تجاوزت خمسة آلاف ضربة لم تؤد إلى إسقاط أي مدنيين، فقد كان يتم إلقاء منشورات من الجو تحذر المدنيين من البقاء في الأماكن المستهدفة".
ونوه أن القذافي الذي لا يزال يشكل خطراً دولياً وعلى ليبيا، قد تحدى العالم بتحديه لقوات التحالف، وناشد العالم الاستمرار في حماية الشعب الليبي من القذافي الذي وصفه بالطاغية, وقال إنه لا يتورع من فعل أي شيء وهو في لحظاته الاخيرة.
وعبر في ختام كلمته من جديد عن خالص الشكر لدولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً لدعمها للثورة الليبية واستضافتها لهذا الاجتماع.
من ناحيته تحدث سعادة السيد جلال الدغيلي وزير الدفاع بالمجلس الانتقالي الليبي عن الموقف العام العسكري والمتطلبات العسكرية والدعم المطلوب للمرحلة الحالية ومرحلة ما بعد القذافي.
وعبر عن خالص الشكر للدول التى قدمت مساعدات للشعب الليبي ووفرت له كل عون ودعمت ثورته ومنها دولة قطر، متمنياً ان تكلل هذه المرحلة من الثورة بالنجاح بالانتهاء من حكم القذافي نهائيا.
وأشاد بالقيادة الناجحة للمجلس الوطني الانتقالي لهذه المرحلة، وعبر عن الأمل في أن يلتقي الجميع في ليبيا للاحتفال بالنصر المبين قريباً.
ووصف السيد الدغيلي القتال بين قوات القذافي والشعب الليبي بالشرس خاصة وأن القذافي خطط لأن يكون هو الحاكم الاول والاخير ورغب في أن يمتد الحكم من بعده إلى أسرته.
وشكر سعادة السيد جلال الدغيلي كل الدول التي ساهمت بتقديم المساعدات للشعب الليبي وثورته، وخص بالشكر دولة قطر والإمارات العربية المتحدة والسودان والاردن، كما شكر حلف الناتو مؤكداً أن دعمه كان له بعد الله اثره الطيب في تحقيق الانتصار والكثير من الانجازات العسكرية بفضل ما قدمه من دعم جوي وبحري لحماية الثورة إضافةً الى الجسر الجوي لدعم الثوار في جبهات القتال وهو الامر الذي كان له اثره في القضاء على قوات القذافي وكذلك في انقاذ مدينة بنغاز "لأن الهجمة كانت شرسة، لكن الله سلط على الظالم قوة تحققت بها الغلبة والانتصار على الخصم".
ومضى قائلاً "لا أقول إن القتال قد انتهى لأن ذلك لا يتحقق إلا بالقضاء على القذافي وأبنائه وأعوانه والخلايا النائمة والطابور الخامس الذي يتسلل الى ليبيا ويثير البلبلة".
وأكد الدغيلي أن ليبيا الآن بحاجة إلى تأمين الامن فيها نتيجة الانفلات الامني بعد الثورة، وقال إن ذلك ليس بعيب لكونه يحدث في كل الثورات خاصة الشعبية منها.
وتابع إنه بفضل الخطط الموضوعة يمكن تحقيق النصر والقضاء على الطاغية الذى وصفه برأس الارهاب في العالم، مشيراً إلى أنه بفضل جهود الاشقاء والاصدقاء استطاع الثوار وضع حد لإرهاب القذافي من أجل أن تتحول ليبيا الى دولة حديثة ودولة يحكمها القانون والتعددية الحزبية ويسودها الامن والسلام والحرية.
ونفى وزير الدفاع في المجلس الوطني الانتقالي الليبي جلال الدغيلي الانباء التي كان يثيرها الاعلام القذافي ومن يسيرون خلفه والتي تصف الثوار بالمتطرفين.
وقال "اؤكد لكم انه لا يوجد تطرف ونحن نؤمن بالوسطية وهي معيار الديمقراطية والحرية، وأتمنى ألا تكون هناك آذان صاغية لما يثيره القذافي وأعوانه، فالثورة الليبية هي ثورة وطنية بكل المقاييس ونتمنى أن ينتشر عبرها السلام والامن في العالم".
وأكد على أن الثورة الليبية بحاجة للدعم اللوجستي والعسكري من حلف الناتو لتحقق النتائج المرجوة، مشيراً من ناحية أخرى إلى بعض المشاكل والصعوبات الحالية في ليبيا ومنها مشكلة ندرة المياه والتي تسببت فيها قوات القذافي ونظامه وأعوانه في مصراته وغيرها، وعبر عن الامل أن يكون حلف الناتو على أهبة الجاهزية والاستعداد لحماية مناطق المياه ومصادرها, وكذلك قوات الثوار حتى يمكن توفير احتياجات المواطنين من المياه.
أما ممثل الثوار السيد عبدالحكيم بلحاج فتوجه بخالص الشكر لدولة قطر أميراً وحكومةً وشعباً على دعمها للثورة واحتضانها لهذا الاجتماع، منوهاً بأن ماحققه الثوار من انجازات وانتصارات تحققت بتوفيق من الله تعالى وبفضل دعم ومساندة الاشقاء والاصدقاء.
وشدد على أن ثوار ليبيا يتطلعون الى دولة يسودها العدل والمساواة والحرية. وقال انهم ظلوا ينشدون هذه الغاية التى حرم منها الطاغية القذافي الشعب الليبي لمدة تزيد عن اربعة عقود. وأكد أن الثوار سيعملون في إطار دولة الحرية والعدل والمساواة مع محيطهم الاقليمي واصدقائهم في العالم لتأسيس الدولة التي ينشدونها، دولة تتمتع بالحرية والديمقراطية وتسودها العدالة والقانون.
وأوضح أن ضرر القذافي وشره لم يقتصر على ليبيا وحدها بل تعداها الى العديد من الدول وقارات العالم جميعها، وأكد أنه لم يعد أمام ما تبقى من فلول قوات القذافي إلا وقت قصير لحسم المعركة نهائياً لترفرف بعد ذلك رايات الحرية والسلام فوق ليبيا.
وأكد ممثل ثوار ليبيا في الاجتماع السيد عبدالحكيم بلحاج أن العالم سيتخلص من نظام القذافي المتهالك أمام ضربات الثوار الذين سيعملون مع محيطهم الاقليمي واشقائهم العرب والمنظمات في العالم لتأمين شواطئ ليبيا مما دعا اليه القذافي بجعلها أماكن تتدفق منها الهجرة غير الشرعية لأوروبا، مؤكداً أن ليبيا ستحرس هذه الشواطىء وستصبح داعية امن وامان.
وتابع "سنعمل كثوار تحت مظلة المجلس الوطني الانتقالي الذي يقوم بتوجيهنا عبر الياته ومنها وزارة الدفاع، كما أن الخطط العسكرية للثوار متناغمة مع خطط الوزارة، ونحن منضبطون في إجراءاتنا العسكرية وسيكون لنا موقف باعلان انضمام الثوار لمؤسسات الدولة حسب التخصص، علينا تأمين المدن التى دخلها الثوار والحرص لأن تكون ليبيا واحة للامن والسلام الذي ينشده الليبيون والعالم كله".
من جانبه تحدث ممثل الناتو الادميرال سام لوكلير عن مرئيات الحلف حيال الاحداث الجارية في ليبيا وموقفه العام منها، فهنأ في بداية كلمته رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي ووزارة الدفاع على النجاحات التى تحققت ، ورأى أنه من وجهة نظر الناتو فإن مستقبلاً زاهراً ينتظر الشعب الليبي.
وأوضح انه منذ بدء عمليات الناتو فوق ليبيا في مارس 2011 ، اتضح أن الشعب الليبي اصبح يحظى ويتمتع بالحرية شيئاً فشيئاً في الوقت الذي كان يخسر فيه نظام القذافي بعدما أصبح يقتل أبناءه وشعبه.
وشدد على ان التحالف سيبقى على قوته مستقبلاً، مشيراً إلى أن القرار الاممي رقم 1973 اعطى الحلف الصلاحية والسلطات الكافية لتنفيذ حظر جوى فوق الاجواء الليبية مما سمح للشعب الليبي الانتقال بحرية من منطقة لاخرى. وقال إن قوات التحالف نفذت 23 ألف طلعة جوية ودمرت خمسة الاف هدف بشكل فعال، مؤكداً أن التاريخ سيثبت دقة هذه الضربات والعمليات المضادة والموجهة. وأكد ان القذافي خسر ، فيما كسب الشعب الليبي كثيرا ونال حريته.
وعبر الادميرال لوكلير عن الشكر لكل المجموعات والشخصيات العسكرية التي عملت مع الناتو في مناطق مختلفة من العالم. وشدد على أن منطقة الحظر الجوي تحت السيطرة وأن ما يتراوح بين 20 الى 25 سفينة شاركت في فرض الحظر والعقوبات قبالة الشواطئ الليبية.
وقال غنه في الوقت الذى تلاشت فيه قوة القذافي وقواته النظامية، أصبح الثوار يسيطرون على معظم المناطق حول العاصمة طرابلس الآن، وتوقع توحد المعارضة وتضامنها لمواجهة أي عدوان محتمل للقذافي في مدن سرت وسبها وابن الوليد، مشيراً إلى أن نظام القذافي لم يعد بامكانه حاليا تأمين قوات كبيرة للهجوم على بعض المدن.
واستطرد قائلاً "من وجهة نظر الناتو فإن نظام القذافي على وشك انهيار تام، ونحن ملزمون باستمرار العمليات العسكرية حتى انتهاء المهمة. ولدينا صلاحيات حتى 27 سبتمبر 2011. ربما تكون معظم العمليات قد انتهت وربما يلتئم مجلس الامن لنعرف الى أي مدى ستستمر، وهناك نقاش حول كيفية مساعدة الشعب الليبي".
ورأى انه من الجيد وجود فهم واضح لعمليات القيادة والسيطرة التي يقوم بها الناتو في ليبيا مؤكداً أن من المفيد أيضاً العمل على حماية البنى التحتية وتذليل صعوبات الحصول على المياه وغيرها.
بعد الجلسة الافتتاحية استمر المشاركون في اجتماع رؤساء أركان "عملية الحامي الموحد" في جلسة مغلقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق