ايهاب سليم
لو رفعنا صور الزعيم القومي الأوربي أدولف هتلر في قلب باريس أو لندن أو موسكو أو واشنطن أو تل ابيب أو العواصم الأوربية..حينها سيتلاشى مُصطلح (الحرية) من وسائل الأعلام ولقلبت الدنيا ولم تقعد !
أذاً لماذا لم يتلاشى مُصطلح (الحرية) من وسائل الأعلام ولم تقلب الدنيا ولم تقعد على رفع صور روح الله الخميني يوم أمس الجمعة في ساحة الفردوس بقلب بغداد, وهي الساحة التي أعلنت منها واشنطن سقوط تمثال ونظام صدام حسين والعاصمة العربية عام 2003 ؟!
ولماذا لم يتلاشى مُصطلح (الحرية) من وسائل الأعلام ولم تقلب الدنيا ولم تقعد على رفع صور روح الله الخميني يوم أمس الجمعة في البلدان العربية والأوربية ؟!
لا توجد حرية في داخل بلدان الحُرية نفسها في التعامل مع صور أدولف هتلر بحجة أحترام مشاعر ذوي أكثر من 61 مليون قتيل من بلدان الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية وأحتواء أعادة زراعة النباتات النازية المُعادية لامريكا وروسيا في الذهون البشرية..فلماذا يصمت اليوم صنم الحرية عن الكلام حول رفع صور الخميني في سائر البلدان وهو من نصبَ نفسه أله للناس وفرعون العصر؟! ولماذا تصمت واشنطن عن الكلام حول رفع صور الخميني في قلب العاصمة المُحتلة أحتراماً لمشاعر ذوي 300 الف قتيل من الجيش العراقي والألاف من المعاقين والأرامل والايتام العرب خلال حرب الخليج الأولى ؟!
أم أن بغداد وكابول والخليج صفقةً أمريكية-أيرانية كصفقة أيران كونترا والصفقات الأمنية الأخرى ضد (العدو العربي المُشترك) مُقابل التغاضي عن البرنامج النووي الأيراني والجزر الاماراتية الثلاثة والأحواز العربي والمجازر ضد مُنظمة مُجاهدي خلق أيران المعارضة وغيرها من القضايا التي شابَ رأسها ؟!
من تظاهر في ساحة الفردوس وحمل صور الخميني يوم أمس, هم أعضاء مُنظمة بدر الحليف المركزي المزدوج لأيران وواشنطن تحت جسر الطابقين في مقرهم بالجادرية وليس تحت شعاع الشمس, وهؤلاء أنفسهم ليسوا طائفيين في الواقع, فقد طعنوا ظهر بغداد وجيشها خلال حرب الخليج الأولى ولم يفرقوا ببطشهم ضد الجندي العربي العراقي سواء أكان عربياً شيعياً أم سنياً, وهم أنفسهم من سلموا العروسة بغداد الى واشنطن المُقدسة وكربلاء والنجف الأشرف الى قُم المقدسة بعد حرب الخليج الثالثة والغزو الأمريكي-البريطاني-الايراني للبلاد, وهم أنفسهم من باشروا بالتصفيات أولاً ضد العرب العراقيين الشيعة في الجنوب العراقي الحزين قبل أن يباشروها ضد العرب العراقيين والفلسطينيين السُنة في بغداد وغربها المنكوب, وهم أنفسهم من فتحوا أبواب النفط العراقي لمخازن العتاد الأمريكية وأبواب الزئبق العراقي للبرامج النووية الأيرانية, وهم أنفسهم من حرضوا طهران على عدم أستقبال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر وعدم أقامة الفاتحة على روحه العربية الطاهره (قده) بعد أستشهاده في التاسع عشر من شباط فبراير عام 1999, وهم أنفسهم من زرعوا الفتنة ما بين العرب العراقيين السنة والشيعة في عصر وزير الداخلية بيان جبر صولاغ في حكومة الاشيقر 2005-2006 وزير المالية الحالي عن المنظمة المذكوره في حكومة المالكي.
العجيب العجب في حجم التمسك بالنفاق والرياء تحت يافطة الخميني (طريق القدس يبدأ من كربلاء) وهي تحت حكمهم اليوم, أن متظاهري المنظمة رددوا شعارات " كلا كلا اسرائيل وصبرا صبرا يا يهود جيش محمد سوف يعود", وكذلك طالبوا البلدان العربية بتفعيل دورها لمساعدة وانقاذ الشعب الفلسطيني, وكل هذا جرى بقلب العاصمة المُحتلة وتحت الحماية الأمنية التي لا تقوى أن تتحرك متراً واحداً الا بقرار أمريكي, أي أن الموافقة كانت مرهونة لتقوية النفوذ الايراني وأحراج العرب الذين فقدوا غالبية مصادر طاقتهم النفطية جراء الأحتلالين المُباشرين وغير المُباشرين (الأيراني والامريكي), أما باقي ما بدرَ من شعارات المُنظمة تحت طائلة (مُعاداة السامية) فيمكن التغاضي عنه أمريكياً وحتى أوربياً واسرائيلياً ولن تقوم القائمة أبداً ولن تُمنع صور الحكيم أو الخميني أو الخامنئي او نجاد كحال منع صور أدولف هتلر, واللبيب بألاشارة يفهم مع الأعتذار للقدس الشريف وأهلنا فيه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق