27‏/09‏/2011

الجيش السوري يصفي بعض قياداته بعد انشقاقـات جديـدة

 


قصف الطيران الحربي السوري مقر اللواء 15، بين منطقتي إنخل والصنمين في مدينة درعا (جنوب سورية) عقب أنباء عن انشقاقات في صفوف العسكريين التي تزداد يوما بعد يوم، في وقت وصفت صحيفة (واشنطن بوست) حصول بعض العسكريين المنشقين على أسلحة بـ(الخطوة الخطرة) التي ربما تغير طابع الاحتجاجات السورية التي تتسم بالسلمية منذ انطلاقها قبل أكثر من ستة أشهر، بما يستدعي ترحيب البعض وخوف البعض الآخر.
تزامن ذلك مع تحذير رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، من لجوء عناصر منظمة الانفصاليين الأكراد التي يتزعمها عبدالله أوجلان إلى شن (هجمات إرهابية) على تركيا تنطلق من الأراضي السورية، قائلا (آنذاك سيكون هذا التطور مصدر قلق لسورية).
وأعرب أردوغان عن قلقه من تحول التطورات الجارية في سورية إلى اشتباكات مذهبية. وأضاف في حديثة للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته من نيويورك إلى أنقرة مساء الأحد (نحن قلقون من تحول المواجهات المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر بين المحتجين وقوات الأمن إلى اقتتال طائفي ومذهبي.. وقد نقلت مخاوفنا وقلقنا إلى الرئيس الأسد شخصيا).
وبعد أن أعرب عن اعتقاده بالا يكون للسلطة في دمشق أصابع وراء تصاعد العمليات الإرهابية مؤخرا داخل بلاده، قال أردوغان (من المعلوم أن سورية عملت جيدا في الفترة الماضية بهذا الموضوع)، في إشارة إلى فترة تواجد زعيم الانفصاليين أوجلان في سورية. وبعد أن نوه بتسليم السلطات السورية لعدد من (الانفصاليين) الذين ألقي القبض عليهم، استدرك قائلا (لكن بطبيعة الحال لا نعلم ماذا سيحصل بعد الآن).
وأضاف رئيس الوزراء التركي: (زيارتي لمدينة هطاي ستكون نقطة تحول في علاقاتنا السياسية مع سورية.. فنحن قلقون من تحول التطورات إلى اشتباكات مذهبية.. وقد نقلت مخاوفنا وقلقنا إلى الرئيس الأسد شخصيا).
وأكد أردوغان أن الوضع في سورية يختلف عن الأوضاع التي عاشتها كل من تونس ومصر وليبيا، و(أن قوة السلاح في أيدي الأسد وهناك مجاميع غير رسمية تتحرك بأوامره).
وأشار إلى أن المعارضين السوريين سيفتتحون خلال الأسبوع الجاري مكتبا لهم في تركيا، (وأنني أكدت للرئيس الأسد بأننا سنسمح للمعارضين بعقد اجتماعات على أراضينا لأننا دولة ديموقراطية ولا يمكننا إعاقة ذلك).
ميدانيا، تزامن القصف الجوي على درعا مع إعلان 25 جنديا سوريا إنشقاقهم مع كامل عتادهم في مناطق مختلفة من ريف المحافظة، انضموا إلى مئات من الجنود والضباط سبقوهم للالتحاق بحركة الضباط الأحرار.
وكان جهاز الأمن اعتقل في داعل بريف درعا 10 طلاب في مرحلة التعليم الثانوي، بينهم فتاة في الصف الأول الثانوي، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه (لا يزال مصيرهم مجهولا حتى الآن).
وأفادت لجان التنسيق المحلية عن اصابة خمسة أشخاص بجروح، أحدهم في حال حرجة في داعل، إثر إطلاق نار كثيف واقتحام الجيش البلدة.
وفي دمشق، أفادت لجان التنسيق عن إطلاق نار كثيف في حي القابون لأسباب مجهولة، فيما استمر القصف على مناطق في حمص (وسط)، خاصة في حي دير. كذلك استمرت التعزيزات العسكرية في بلدات وقرى أخرى في جنوب حمص، خاصة في الرستن والقصير، فيما اقتحمت قوات الأمن دوما وكناكر في ريف دمشق ونفذت حملة اعتقالات واسعة وسط إطلاق كثيف للنار أسفر عن سقوط أكثر من 30 جريحا.
وفي حمص أيضا، أجبر الأمن السوري عائلات ثلاث فتيات اختطفهن في وقت سابق على الإقرار بأن بناتهم هربن مع عشاقهن، وفق ما قالت الهيئة العامة للثورة السورية، وقال سكان في القصير إن أكثر من عشرة أشخاص فقدوا.
على صعيد متصل، علقت صحيفة (واشنطن بوست) على حصول بعض المنشقين عن الجيش السوري على أسلحة في محاولة لتحدي قوات النظام بأنها (خطوة خطرة) ربما تغير طابع الاحتجاجات السورية التي تتسم بالسلمية بما يستدعي ترحيب البعض وخوف البعض الأخر.
وربطت الصحيفة بين تسارع وتيرة انشقاق الجنود والضباط في الأسابيع القليلة الماضية وتصاعد حدة أعمال العنف في المناطق التي يلجأون إليها.
وتابعت: (لا تزال هناك أدلة ضئيلة على مدى تشكيل هؤلاء المنشقين خطرا محدقا على النظام)، غير أن دبلوماسيين ونشطاء سياسيين يؤكدون وجود جنود وضباط منشقين في مناطق عديدة مثل حماة وجبل الزاوية (قرب الحدود التركية) ودير الزور. وأشارت الصحيفة إلى زيادة أعداد المنتمين إلى هذا الجيش (نحو 12 كتيبة في كل أرجاء البلاد وادعاء ضلوعه في تفجيرات ضد حافلات عسكرية وكمائن عند نقاط التفتيش).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق