استخدم تنظيم عسكري فلسطيني ولأول مرة راجمة صواريخ متحركة في رده يوم السبت الماضي على قيام طائرة إسرائيلية دون طيار باستهداف عدد من عناصر التنظيم الذين كانوا يتدربون في معسكر خاص بهم قرب البحر وسط قطاع غزة.
ونشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين شريط فيديو مسجل مدته 40 ثانية، وصورا لعملية إطلاق نحو 12 صاروخ غراد من راجمة صواريخ محملة على مركبة نقل متوسطة الحجم ذات دفع رباعي أشبه بالمركبات التي كان يستخدمها الثوار الليبيين خلال معاركهم مع فلول نظام العقيد معمر القذافي.
وقال مصدر امني رفيع المستوى في حركة حماس خلال اتصال هاتفي بموقع الأمن والدفاع العربي SDA أمس الأحد أن نوعية المعدن المستخدم في الراجمة مكلف جدا، معتبرا كشف الجهاد الإسلامي عن امتلاكه تلك الراجمة وإتقان القيام بمهمتها شكل مفاجأة للمجموعات العسكرية الفلسطينية في غزة التي تفضل عادة الاحتفاظ بما تمتلكه من إمكانات عسكرية في حالة كتمان عن إسرائيل.
وأثر الكشف عن راجمة الصواريخ ردود فعل واسعة داخل إسرائيل؛ ففي حين اعتبر عدد من القادة العسكريين الإسرائيليين ان امتلاك مجموعة عسكرية فلسطينية راجمات صواريخ أشبه بتلك التي يمتلكها حزب الله اللبناني يعتبر تهديدا أمنيا جديا يستوجب ردا حاسما عليه، فقد ذهب عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين إلى التركيز على قدرة سرايا القدس التكنولوجية والعسكرية والتدريبية التي باتت توازي أو تفوق قدرة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس من حيث الإمكانات وطريقة استخدامها وليس من حيث عدد العناصر.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية أعربت الأسبوع الماضي عن خشيتها من تسريب وسائل قتالية متقدمة وصواريخ مضادة للطائرات ليبية إلى تنظيمات عسكرية فلسطينية خلال الفترة الماضية.
وشكلت سرعة وكثافة رد سرايا القدس على الاستهداف الإسرائيلي لعناصرها واحد قادتها البارزين دهشة ومفاجأة للدوائر الأمنية الإسرائيلية التي رأت فيه تقليدا لأسلوب حزب الله اللبناني الذي تربطه علاقات وطيدة بتنظيم الجهاد الإسلامي المقرب من إيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق