30‏/11‏/2011

اليمن يستعد لحرب طائفية


يحتدم الصراع في شمال اليمن لا سيما في محافظة صعدة بين المتمردين الحوثيين الشيعة والتيار السلفي ما اسفر عن عشرات القتلى في الايام الاخيرة وسط دعوات للجهاد ومواجهة "الروافض".
واجتمع الاربعاء في صنعاء حوالى خمسة الاف رجل من اتباع التيار السلفي لـ"نصرة المظلومين في دماج" وهي قرية في محافظة صعدة يؤكد السلفيون ان حوالى سبعة الاف شخص محاصرون فيها من قبل الحوثيين.
ودماج باتت رمز النزاع بين الطرفين.
فهي مقر لمعهد "دار الحديث" الذي يتزعمه الشيخ السلفي يحيى بن علي الحجوري وفيه الاف "الطلاب" مع عائلاتهم، بما في ذلك اميركيون وفرنسيون روس واندونيسيون وماليزيون بحسب مصادر من التيار السلفي.
واكد منظمو مؤتمر "نصرة المظلومين في دماج" ان المحاصرين ينقصهم الغذاء والادوية والحليب للاطفال.
وقال المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري ان "سبعة الاف شخص على الاقل بينهم اطفال ونساء محاصرون في دماج وليس لديهم غذاء او ادوية ويتعرضون للقصف يوميا من قبل الحوثيين".
وذكر العماري ان "26 شهيدا على الاقل سقطوا في قصف الحوثيين لمعهد دار الحديث بينهم اميركيان وفرنسي روسي وعدد من الاندونيسيين والماليزيين" مشيرا الى ان الحصار مستمر منذ اربعين يوما.
كما اتهم العماري الحوثيين بالسعي الى "اقامة دولة شيعية في شمال اليمن وجنوب السعودية".
واظهرت قائمة قدمت للمشاركين في التجمع في صنعاء ان بين القتلى اميركي يدعى جيسون وايت وفرنسي يدعى هشام جدي.
كما اكدت وثائق وزعت على المشاركين ان الحوثيين "يتوسعون" في محافظات صعدة وحجة والجوف وعمران في الشمال.
واكد بيان صادر عن المؤتمر انه "في حال استمرار الحوثيين في عدوانهم وحصارهم وفرض العقاب الجماعي على الناس فان من حق هؤلاء المظلومين في دماج وغيرها من المناطق الدفاع عن انفسهم بكل الطرق المشروعة".
الا ان الشيخ يحيى الحجوري المحاصر في معهده في دماج ذهب الى ابعد من ذلك ودعا المجتمعين في رسالة الى ان "يهبوا لنداء الجهاد في سبيل الله".
واضاف ان "قتال الرافضة الحوثيين من اعظم الواجبات ومن اعظم المقربات الى ربنا لانهم بغاة علينا وزنادقة".
ووقع الحوثيون والسلفيون اتفاقية صلح الا انها سرعان ما فشلت.
وكان الامين العام المساعد للحزب الحاكم في اليمن اكد الثلاثاء لوكالة فرانس برس ان "القاعدة دخلت على الخط في صعدة".
من جهته، قال الشيخ محمد الزهيري الذي يراس اللجنة الاهلية لنصرة دماج لوكالة فرانس برس على هامش مؤتمر السلفيين ان "الحوثيون يحملون نفسا مذهبيا، الذي حصل في العراق ولبنان يتكرر في اليمن".
وحذر من "حرب طائفية في اليمن اذا تم اقتحمام دماج"، وهي قرية سنية في محيط زيدي شيعي بات الحوثيون يسطرون عليه بشكل شبه كامل.
والحوثيون ينتمون الى الطائفة الزيدية التي يشكل اتباعها حوالى ثلث سكان اليمن. الا انهم تقاربوا خلال العقود الاخيرة مع الفكر الشيعي الجعفري الاثني عشري فيما يتهمهم خصومهم بانهم ممولون وتابعون لايران.
وتحدثت مواقع يمنية عن وصول العشرات من مقاتلي القاعدة الى محيط منطقة دماج، الا ان المتحدث باسم المؤتمر محمد العماري نفى ذلك.
وقال ان "العشرات من اهالي المحاصرين زحفوا الى المنطقة لنصرة ابنائهم ولكنهم لم يدخلوا"، مؤكدا ان الجماعة السلفية في دماج "ترفض فكر القاعدة".
اما محمد الزهيري فقال ان "القبائل في المنطقة تتهيأ لنصرة اخواننا في دماج".
من جهته، قال المسؤول عن وفد الحوثيين في ساحة التغيير التي يعتصم فيها معارضو الرئيس اليمني في صنعاء خالد المداني ان وفدا من الاعلاميين والحقوقيين سيتوجه الاربعاء الى صعدة للاطلاع على ما يحصل فعلا في دماج.
وقال "ليس هناك حصار بل ان الاخوان (الحوثيين) يمنعون دخول السلاح وليس من اخلاقهم ان يمنعوا الطعام والادوية عن الاطفال".
واكد المداني ان اتباع التيار السلفي في دار الحديث مسلحون ومدربون على القتال والقنص وقد "حصل تمترس وعمليات قنص على اخواننا ما اسفر عن ضحايا في صفوفهم".
واشار المداني الى ان دار الحديث كان يدير "عملية تحريض مذهبية" مشيرا الى "فتاوى في كل مكان التي تكفر الناس".
كما اتهم السلفيين في صعدة بانهم "تابعون للنظام".
وكان شمال غرب اليمن شهد ست حروب مع الحوثيين منذ العام 2004، وانتهت الحرب الاخيرة في شباط/فبراير 2010 بتوقيع اتفاقية هدنة.
وانضم الحوثيون الى الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط النظام التي انطلقت مطلع العام، الا ان مصادر قبلية ان الحوثيين مددوا حضورهم على الارض خلال هذه الفترة.
يذكر ان الحوثيين اصدروا الجمعة بيانا يندد بشدة بالمعارضة البرلمانية التي وقعت اتفاقا في الرياض الاربعاء ينص على تخلي الرئيس علي عبد الله صالح عن الرئاسة.
ويتهم الحوثيون المعارضة ب"خيانة دم الشهداء" والمشاركة في "مخطط اميركي سعودي يستهدف اليمن".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق