أفادت وزارة حقوق الإنسان، الأربعاء، بأنها عثرت جنوب محافظة البصرة على رفات 103عسكريين عراقيين وإيرانيين قضوا خلال الحرب بين البلدين، فيما كشفت عن قرب اجراء عملية تبادل للرفات مع الجانب الإيراني.
وقال مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي "، إن "شعبة الأسرى والمفقودين التابعة للوزارة عثرت في غضون الاسبوعين الماضيين في قضاء الفاو (نحو 100 كم جنوب مدينة البصرة)، على رفات 100 عسكري عراقي وثلاثة إيرانيين من ضحايا حرب الخليج الأولى"، مؤكداً أن "الرفات نقلت بعد استخراجها الى مركز الطب العدلي لغرض فحصها"، مبيناً أن "نسبة كبيرة منها تعود الى أشخاص معلومي الهوية".
ولفت التميمي الى أن "عمليات البحث عن المزيد من الرفات ماتزال مستمرة في القضاء بالتعاون مع وزارتي الدفاع والصحة ومجلس المحافظة"، مضيفاً أن "الحكومة العراقية ستسلم نظيرتها الإيرانية عبر منفذ الشلامجة الحدودي بين البلدين في 11 من الشهر القادم رفات الجنود الثلاثة، ومن المقرر أن تستلم منها بالمقابل رفات العشرات من العسكريين العراقيين".
وكان العراق وإيران وقعا في جنيف برعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر مذكرة تفاهم وتنسيق مشترك، في تشرين الأول 2008، ، لتكثيف إجراءات التنقيب والبحث عن الرفات وتسليمها، والكشف عن مصير المفقودين من الجانبين.
وقد شهد منفذ الشلامجة الحدودي في محافظة البصرة، نحو590 كم جنوب بغداد، عام 1996 إجراء أول تبادل لرفات عسكريين سقطوا خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، وقد شهد المنفذ حتى الآن 26 عملية تبادل رفات بين البلدين، ست منها نفذت بعد العام 2003، إذ تسلم العراق رفات 2139 عسكرياً، في حين تسلمت إيران منه رفات 1470 من جنودها، ونسبة كبيرة من الرفات التي تم تبادلها تعود لعسكريين مجهولي الهوية.
يذكر أن قضاء الفاو المطل على الخليج العربي من أقصى جنوبه، ويحده شط العرب من الشرق، وقناة خور الزبير الملاحية من الغرب، كان مسرحاً لأعنف المعارك التي تخللتها الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، حيث احتلته القوات الإيرانية في شباط عام 1986 وتم تحريره منها في نيسان 1988 من قبل قوات الحرس الجمهوري العراقي، ومازالت أغلب السواتر والخنادق والمراصد الترابية والألغام التي خلفتها تلك الحرب باقية على حالها، وحتى رفات القتلى من الطرفين الآلاف منها ظلت مدفونة في مناطق حدودية تقع ضمن القضاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق