30‏/12‏/2011

إغلاق هرمز: تهديدات إيران فارغة قد تجني عليها حربا دولية


يرى عدد من الخبراء ان ايران يمكن بسهولة ان تنفذ تهديدها باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي غير ان مثل هذا القرار سيعرضها لرد فعل عسكري شديد من جانب الولايات المتحدة وسيزيد من عزلتها.
وفي وقت تهدد طهران باغلاق المضيق الذي يعبر منه حوالى 40% من النفط المنقول بحرا في العالم في حال فرض عقوبات دولية جديدة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، يتفق الخبراء على القول ان في وسع ايران في الواقع ان تتخذ اجراءات اقل شدة.
ويمكن لطهران التي تملك ترسانة تقدر بالفي لغم، ان تزرع المئات منها في المضيق الذي لا يزيد عرضه عن خمسين كلم وعمقه عن 60 مترا، قبل ان يتم التنبه الى تحركها. وهذا سيكفي لاغلاق المضيق فعليا او على الاقل اعاقة حركة الملاحة فيه بشكل كبير.
غير ان مثل هذا التحرك سيشكل عملا حربيا واضحا قد يعرض ايران لرد فعل عسكري قوي من الولايات المتحدة، برأي انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.
واوضح كوردسمان انه في مثل هذا السيناريو فان "جميع دول الخليج ستدعم تدخلا خارجيا".
واعتبر ان ايران ستخسر الكثير على صعيد القوة العسكرية والاقتصادية في حال قيام مواجهة مباشرة، مشيرا الى انها لا تملك قوات بحرية او جوية "حديثة".
وفي حال اضطرت الولايات المتحدة في مثل هذه الحالة الى "تنظيف" المضيق من الالغام، فسوف تقوم بذلك تحت نيران الصواريخ الايرانية وفي مواجهة اسطول من الزوارق الحربية الصغيرة.
وان كان البعض يعتبر ان عملية التنظيف هذه يمكن انجازها خلال بضعة ايام، فان البعض الاخر يبدي رأيا اقل تفاؤلا.
فقد خلصت دراسة نشرت عام 2008 في مجلة جامعة هارفرد الى ان "الامر قد يستغرق عدة اسابيع ان لم يكن اشهر، لاعادة حركة الملاحة التجارية على ما كانت، والمزيد من الوقت لاقناع الاسواق النفطية بان الوضع استقر".
لكن بما ان ايران تعتمد هي ايضا على المضيق لتصدير نفطها، فان العديد من الخبراء والمسؤولين الاميركيين يرجحون ان تفضل ايران تحركا اقل وطأة.
وقال علي رضا نادر الخبير الايراني في مركز راند الاميركي للدراسات ان طهران قد تعمد على سبيل المثال الى اعتراض السفن التجارية التي تعبر الخليج وتنظم عمليات تفتيش على متنها.
كما قلل ضابط اميركي طلب عدم كشف اسمه من خطورة التهديدات الايرانية معتبرا انها "كلامية بشكل اساسي" واضاف "اولويتنا هي حرية الملاحة وسنقوم بكل ما نراه ضروريا لضمان بقاء هذا الممر مفتوحا".
لكنه اوضح ان مثل هذه العملية العسكرية الاميركية ستبقى محصورة باهداف على علاقة مباشرة بالتحركات الايرانية في جوار المضيق.
وراى نادر ان ايران تامل من خلال التلويح باغلاق مضيق هرمز، في ردع بعض الدول عن منح تاييدها لفرض عقوبات جديدة على ارتباط ببرنامجها النووي المثير للجدل.
ويضيف "لكن المشكلة ان التوتر شديد الى حد ان هناك احتمال كبير بحصول سوء فهم من الجانبين حتى لو كانت ايران تخادع".
وختم "ان طهران تلوح بهذا التهديد كوسيلة رادعة، لكن ان ذهبت الامور بعيدا، فقد يجد البلد نفسه منجرا الى حرب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق