(رويترز) - قالت ايران يوم الاثنين انها أجرت بنجاح تجربة إطلاق صاروخين بعيدي المدى خلال مناورة بحرية في الخليج في استعراض للقوة في وجه ضغوط متزايدة من الغرب بسبب برنامجها النووي.
وجاء الاعلان عن التجربة في ختام مناورات بحرية استمرت عشرة أيام في الخليج حذرت خلالها طهران من انها قد تغلق مضيق هرمز الذي يمر من خلاله 40 في المئة من شحنات النفط العالمية اذا تم فرض عقوبات على صادراتها من النفط الخام.
ويقول محللون ان النغمة الإيرانية المتصاعدة تهدف الى بعث رسالة الى الغرب مفادها ان عليه ان يفكر مرتين في التكلفة الاقتصادية لممارسة مزيد من الضغط على ايران.
ونقل التلفزيون الرسمي الايراني بموقعه على الانترنت عن قائد بحري كبير قوله يوم الاثنين ان ايران اختبرت اطلاق ثاني صاروخ طويل المدى خلال مناوراتها البحرية في الخليج.
وقال محمود موسوي نائب قائد القوات البحرية الايرانية للتلفزيون الرسمي "أطلقنا بنجاح اليوم صاروخي قادر أرض-بحر ونور أرض-أرض بعيدي المدى." ورغم استخدامه لمصطلح بعيد المدى الا ان وكالة انباء فارس شبه الرسمية قالت ان الصاروخ قادر لا يتعدى مداه 200 كيلومتر ولم تذكر ارقاما عن مدى الصاروخ نور.
وتبعد ايران نحو 225 كيلومترا عن اقرب نقطة لها من البحرين التي يتمركز فيها الاسطول الخامس الامريكي وتبعد نحو ألف كيلومتر عن اسرائيل. ويصل صاروخها الاطول مدى سجيل-2 الى مسافة 2400 كيلومتر.
وقالت ايران يوم الاثنين انها لا تعتزم غلق المضيق لكنها أجرت تدريبات "وهمية" على اغلاق الممر المائي الحيوي.
ونقل التلفزيون الرسمي الايراني عن حبيب الله سياري قائد البحرية الايرانية قوله "لم تصدر أوامر باغلاق مضيق هرمز. لكننا مستعدون لسيناريوهات عديدة."
وقال الاسطول الخامس الامريكي انه لن يسمح بأي تعطيل للممر الحيوي لشحن النفط.
وتنفي ايران الاتهامات الغربية بسعيها لامتلاك اسلحة نووية وتقول انها تحتاج الى التكنولوجيا النووية لتوليد الكهرباء.
ولم تستبعد الولايات المتحدة واسرائيل التحرك عسكريا ضد ايران اذا فشلت الجهود الدبلوماسية في حل النزاع حول برنامجها النووي.
وهونت اسرائيل من التأثير العسكري لاعلان ايران اطلاق صاروخين بعيدي المدي قائلة ان قوات طهران لا تضاهي القوات الغربية في الخليج.
وقال موشي يعلون نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية لراديو اسرائيل ان المناورات تعكس قلق ايران من العقوبات الرامية للحد من طموحاتها النووية وتحاول الايحاء بأن قواتها البحرية تستطيع مضاهاة القوات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج.
وكان يعلون حاسما في هذه النقطة عندما قال "لا يمكن حتى في واقع الامر ان توصف بانها معركة عادلة بين الجانبين." وكرر مطلب اسرائيل بتشديد العقوبات الاقتصادية على ايران وان تكون مصحوبة "بخيار عسكري ذي مصداقية كملجأ أخير."
وكان الاتحاد الاوروبي قال انه يفكر في ان يحذو حذو واشنطن في فرض حظر على واردات النفط الخام الايراني وهو حظر تطبقه بالفعل الولايات المتحدة. ووقع الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم السبت الماضي القانون الخاص بالعقوبات الجديدة على ايران في تصعيد جديد للضغوط بفرض عقوبات على مؤسسات مالية تتعامل مع البنك المركزي الايراني.
واذا طبقت هذه العقوبات بصرامة فيمكن ان تجعل من المستحيل على معظم شركات التكرير شراء النفط الخام من ايران رابع أكبر مُنتج للنفط في العالم.
وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالفعل أربع جولات من العقوبات على إيران بسبب رفضها وقف الأنشطة النووية الحساسة.
ولم تظهر ايران حتى الان أي استعداد لتغيير مسارها النووي لكن وسائل اعلام ايرانية قالت يوم السبت ان سعيد جليلي المفاوض النووي الايراني سيكتب لمسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي ليبدي استعداد طهران لاجراء محادثات نووية جديدة بشأن برنامجها النووي.
وتعثرت المحادثات بين ايران والقوى العالمية الست الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا في يناير كانون الثاني من العام الماضي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق