22‏/02‏/2012

الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية : "حماس" تهيئ نفسها للسيطرة على الضفة وحزب الله قد يغامر لإنقاذ النظام السوري

...مغامرة عسكرية لانقاذ الاسد

يستدل من تقرير قدمه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي "آمان" افيف كوخافي، للحكومة الإسرائيلية المصغرة أن بقاء "حزب الله" مهيمنا على لبنان مرتبط ببقاء نظام بشار الأسد، موضحا أن "حزب الله" لن يتورع عن القيام بأي عمل واستخدام كل الوسائل من أجل دعم النظام السوري ليبقى ركيزة أساسية ومصدر دعم أساسي، مشيرا الى ان هناك تصاعدا في وتيرة التهديدات في الشرق الأوسط، وضد إسرائيل، مشددا على ان هذه التهديدات تأخذ منحى جديدا وخطيرا على المدى القريب والمتوسط، حين تستقر الأوضاع الملتهبة في المنطقة.

وأوضح كوخافي في تقديراته بأن المنطقة ستشهد تشكيل منظومات سياسية جديدة ليس فقط في الدول التي تشهد مثل هذه الانتفاضات اي مصر واليمن وليبيا، وإنما دول أخرى بدأت تنطلق إلى داخلها شرارات الانتفاضات وموجات الاحتجاج في عدة دول عربية.

وبخصوص الوضع على الساحة اللبنانية، قدر كوخافي أن بقاء "حزب الله" مهيمنا على لبنان مرتبط ببقاء نظام الأسد، موضحا أن "حزب الله" لن يتورع عن القيام بأي عمل واستخدام كل الوسائل من أجل دعم النظام السوري ليبقى ركيزة أساسية ومصدر دعم أساسي.

وأوضح كوخافي في البند المتعلق بسوريا أن الرئيس السوري بشار الأسد نجح في تثبيت موقعه بفعل حلفائه في محور طهران ـ دمشق وخصوصا إيران و"حزب الله"، وان دعم هؤلاء الشركاء للأسد لم يقتصر على تقديم السلاح والخبرة بل وسائل أخرى، لافتا الانتباه إلى أن هذا المحور أثبت قدرته حتى الآن على احتواء مصادر التهديد حتى لو كانت داخلية ومدعومة من الخارج، فلولا هذا الدعم لما استطاع النظام أن يصمد أمام عدة جبهات فتحت ضده من تركيا ومن شمال لبنان ومن الأردن ومن العراق، بالإضافة إلى إمكانيات هائلة لوجيستية ومالية تم ضخها".

أما بالنسبة الى المحور المصري، فقد شددت تقديرات كوخافي على أن مصر لن تخرج من دوامة الاضطراب الداخلية وحركة الاحتجاجات ضد المجلس العسكري الحاكم في مصر، هذه الاحتجاجات ستضطر المجلس العسكري عاجلا او آجلا الى ان يسلم مقاليد السلطة إلى حكومة مدنية بعد انتخاب الرئيس لأن تداعيات استمرار الأزمة ستكون كارثية على الصعيد الاقتصادي والأمني والسياسي، وان الوضع في مصر يشكل فرصة تعمل لصالح إسرائيل لكن هذه الفرصة ستتبدد في المدى القصير والمتوسط وبأن المخاطر التي ستنطلق من مصر ستكون مخاطر كبيرة وعلى إسرائيل الاستعداد لمواجهة هذه المخاطر وأية تهديدات تنطلق من الحدود الجنوبية مع مصر.

وفي ما يتعلق بإيران، حذر من التلكؤ في معالجة الخطر النووي الإيراني والسماح لهذا الخطر بأن يتصاعد خلال العام 2012 إلى مستوى نجاح إيران في حيازة رؤوس نووية، ودحض التقارير وتقديرات الموقف الاستخباراتية في الولايات المتحدة وفي الدول الأوروبية من أن العقوبات كفيلة بتقويض قرار إيران بالاستمرار في برنامجها النووي العسكري هذا على ضوء تصعيد وتشديد العقوبات الاقتصادية.

وتعرض تقدير الموقف إلى أن إيران تحث الخطى من أجل الإسراع في حيازة السلاح النووي خلال العام 2012 لأن هذا السلاح يعتبر في نظرها ضرورة إستراتيجية لمواجهة التحديات التي تحيط بها من كل جانب من منطقة الخليج والوجود العسكري في الخليج ومن إسرائيل وحتى من تركيا وأذربيجان، مبينا أن أمام إيران ثمانية أشهر حاسمة من العام 2012 حتى تتجاوز عتبة الدخول إلى نادي الدول المالكة للسلاح النووي وهذا يستدعي مواجهة مثل هذا الاحتمال قبل أن يتحول ويترجم إلى واقع عملي أي سلاح نووي في يد إيران وما يحمله ذلك من دلالات إستراتيجية خطيرة ليس بالنسبة لإسرائيل بل بالنسبة للدول المهددة من إيران في الخليج وتركيا وكذلك المصالح الغربية.

كما وحذر كوخافي من مغبة التعويل والاعتماد على الالتزامات اللفظية الأميركية بمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، مبينا أن هذه الالتزامات ستكون عديمة الجدوى وغير مفيدة عندما نفاجأ بأن إيران امتلكت السلاح النووي لأن امتلاك إيران هذا السلاح يعني استحالة استهداف إيران بأي إجراء عسكري نظرا للآثار الخطيرة التي ستترتب على مثل العمل.

وخلص التقرير إلى المحور الفلسطيني تحدث عن مستقبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن هذا المستقبل يشوبه الغموض الشديد رغم المصالحة التي تم التوصل إليها بين حركتي "فتح" و"حماس"، ورغم الحديث عن إجراء انتخابات لمؤسسات السلطة ومؤسسات منظمة التحرير، زاعماً بأن الرئيس عباس سيرتكب خطأ إستراتيجيا إذا ذهب إلى آخر الشوط في المصالحة مع حركة "حماس" التي تهيئ نفسها للسيطرة على الضفة الغربية من أجل تحقيق وحدة السلطة في كل من غزة والضفة الغربية، معتبرًا أن هذا امتداد لما أنجزته حركة الإخوان المسلمين في عدة دول عربية وعلى الأخص مصر وتونس والمغرب في الانتخابات الأخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق