أكد مسؤولون استخباريون أميركيون، أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يسيطر على الأمور في سورية، على الرغم من الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة والدول الغربية من خلال العقوبات وغيرها لإحداث انشقاقات داخل النظام.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير نشرته أمس، عن ثلاثة مسؤولين استخباريين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن الحلقة الداخلية للأسد "لا تزال راسخة" ولا أدلة كبيرة حول أن مسؤولين رفيعي المستوى في النظام يعتزمون الانشقاق على الرغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاؤها لاستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات لخلق موجة من الانشقاقات عن الأسد.
وقال مسؤول إن "الأسد هو المسؤول بشكل كبير"، و"على المدى الطويل، كل الاحتمالات ضدهم، ولكنهم سيقاتلون بشدة".
وأشار المسؤولون إلى أن التكتيكات التي يتبعها النظام السوري أصبحت أكثر عنفاً، وأن صور أقمار صناعية سمح بعرضها على المعنيين، تظهر قصفاً مدفعياً عشوائياً ألحق أضراراً بمدارس ومساجد وغيرها من المنشآت في مدينة حمص في الأسابيع الماضية.
وقالوا إن سورية تمتلك قوة عسكرية كبيرة تشمل 330 ألف جندي وطائرات استطلاع زودتها بها إيران وشبكة كبيرة من منشآت الدفاع الجوي، ما سيصعب على الولايات المتحدة أو غيرها من القوى فرض منطقة حظر جوي.
وأشاروا إلى أن عدة عوامل تحمي النظام من الانهيار، أبرزها اقتناع حلقته الداخلية أن التخلي عن السلطة سيعني الموت أو السجن مدى الحياة، لافتين إلى أن الاستخبارات رصدت تصعيد إيران لدعمها العسكري لسورية، من خلال تزويدها بالأسلحة والتدريب.
وقالوا إن المعارضة السورية غير منظمة وتنقصها الخبرة في القيادة، كما أن نجاح مساعي جذب تأييد واسع للمعارضة بين الجماعات من الأقليات كان محدوداً، مشيرين إلى أن المجلس الوطني السوري المعارض الذي يضم معارضين من الخارج معظمهم من السنة، كانوا يحاولون جذب مسيحيين ودروز وأكراد.
كما أشاروا إلى خشية واشنطن تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، مؤكدين أنها تمتلك حالياً أسلحة صغيرة ومتوسطة لا تقارن بقوة الحكومة، وموضحين أن بين 10 آلاف و20 ألف جندي انشقوا لتأليف الجيش السوري الحر الذي وصفوا تنظيمه بغير المضبوط ومن دون قيادة فعالة. وقال مسؤول إن سورية التي تبلغ مساحتها عشر مساحة ليبيا تتمتع بجيش أكبر منها بـ4 مرات، وترسانة الدفاع الجوية أكبر بـ5 مرات من تلك التي كانت في ليبيا ومعظمها روسي الصنع.
ميدانياً أكّد قائد "الجيش السوري الحرّ" العقيد رياض الأسعد أنّ "النظام السوري يمتلك ترسانة عسكرية أقوى مقارنة مع تلك التي يمتلكها "الجيش الحر".
وقال: "الجيش النظامي السوري بدأ ينهار معنويًا، وخير دليل على ذلك المواجهات التي تحصل يوميًا بين الطرفين، إضافة إلى زيادة عدد المنشقين في صفوفه إلى أن وصل عدد عناصر "الجيش الحر" إلى نحو 70 ألفا، بينهم 5 ضباط برتبة عميد".
وفي حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، أضاف الأسعد: "لا يمكننا القول بأننا مسيطرون على مناطق محددة بأكملها، لكننا نؤكد أن حواجزنا منتشرة بكثافة على 60 في المائة من المناطق السورية ونقوم بعمليات عسكرية ممتازة، بينما يقتصر وجود قوات النظام فقط على مواقع الثكنات العسكرية، كما أننا قادرون على دخول أي منطقة وإدخال أي كان إليها، كما ندخل الصحافيين لينقلوا ماذا يجري على الأرض في سوريا".
وكشف أن العمليات التي ستنفذ في الساعات القليلة القادمة ستكون نوعية وستشكل مفاجأة للنظام، لافتًا إلى أن "الجيش الحر" أسقط أمس، مروحية للجيش النظامي ودمر 6 دبابات في إدلب"، ومشيرًا إلى أن الأسلحة التي بحوزة عناصره ليست إلا أسلحة فردية ومتوسطة، وإسقاط المروحيات يتم باستهداف ذيلها، وهي فكرة ناجحة أدت حتى الآن إلى إسقاط ست مروحيات للجيش".
وقال الأسعد: "الأسلحة التي يحتاجها "الجيش الحر" لمواجهة ترسانة النظام العسكرية، "هي تلك المتوسطة والمضادة للدروع وللطيران، ولحماية الأرض التي يتم السيطرة عليها".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق