اتخذت أطراف الأزمة السياسية في العراق تدابير "وقائية" لمواجهة مؤامرة أمنية
مفترضة لاغتيال أحد قادة الكتل الرئيسية في البرلمان, ما يعكس خطورة الخلاف القائم
بين رئيس الوزراء نوري المالكي من جهة وزعيم ائتلاف "العراقية" اياد علاوي ورئيس
اقليم كردستان مسعود بارزاني من جهة ثانية.
وأفادت المعلومات أن مكتب القائد العام للقوات المسلحة (مكتب المالكي) داخل المنطقة الخضراء المطلة على نهر دجلة وسط بغداد, أجرى عملية اعادة انتشار واسعة ومهمة للقوات الامنية المختصة بحماية منافذ المنطقة, ونشر وحدات جديدة حول مقر عمل المالكي.
وقال قيادي بارز في "حزب الدعوة" الذي يتزعمه المالكي ان الازمة السياسية مفتوحة على اسوأ الاحتمالات, منها اغتيال رئيس الوزراء بدعم من أطراف اقليمية, ولذلك اتخذ مكتب القائد العام خطوات استباقية لمنع حدوث أي عمل عدائي.
وكشف القيادي, طالباً عدم الإفصاح عن هويته, ان الفريق الامني المحيط بالمالكي نصحه بعدم زيارة اي محافظة في الوقت الحالي, منها زيارة محافظات شيعية في الجنوب.
في سياق متصل, كشفت أوساط كردية في اربيل, عاصمة اقليم كردستان شمال العراق, ان علاوي نقل مكتبه السياسي الى الاقليم الذي يتمتع بحالة أمنية مستقرة, كما أن قيادات في "الحزب الإسلامي" بزعامة اياد السامرائي و"حركة تجديد" بزعامة نائب رئيس الجمهورية المتهم بدعم الارهاب طارق الهاشمي, انتقلت فعلياً الى المدينة الكردية خشية تعرضها للاغتيال أو الملاحقة القضائية بأوامر من المالكي.
وقال عدنان الشبيبي وهو من قيادات "حزب الوفاق الوطني" بزعامة علاوي ان توقيت زيارة المالكي طهران تثير شكوكاً جدية حيال إمكانية تنفيذ مخطط لاغتيال بعض القادة السياسيين المعارضين, وفي مقدمهم اياد علاوي ووزير المالية رافع العيساوي ووزير الداخلية السابق جواد البولاني ورئيس البرلمان اسامة النجيفي.
وأضاف الشبيبي ان "المعلومات التي وصلتنا من اطراف دولية كبيرة تتضمن ان تقوم خلايا ايرانية او خلايا من "حزب الدعوة" بتصفية شخصيات من الصف الأول في ائتلاف "العراقية", وان بعض التقارير السرية لهذا الحزب وصفت علاوي والهاشمي والنجيفي بعملاء قطر والسعودية ودول الخليج, ما يعطي اشارات قوية إلى أن خطة الاغتيال ربما دخلت حيز التنفيذ".
وفي ظل تصاعد الحرب الكلامية بين المقربين من المالكي وبين المقربين من علاوي وبارزاني ووسط المخاوف الامنية, حذرت شخصيات معنية بالشأن الأمني من وصول الوضع الى حد تدبير مؤامرات خطيرة تشمل تنفيذ هجمات على المراجع الدينية الشيعية.
وحذر الباحث في الدراسات السياسية والأمنية فاضل علي الزيدي من حدوث عمليات ارهابية مفتعلة لتبرير ضرب الخصوم السياسيين بوحشية ومن دون رحمة, ولإعادة موضعة الحشد الطائفي من جديد.
وقال الزيدي ان هناك اطرافاً داخلية في العراق لا تريد شراكة في الحكم, كما ان نظامي طهران ودمشق بعد الثورة السورية أصبحا على قناعة بأن المزيد من التخندق الطائفي مهم لمواجهة مد "الإخوان المسلمين" والسلفيين في مصر وتونس والأردن وسورية, ولذلك اختار المالكي التصعيد مع شركائه ومع اقرب حلفائه الاكراد.
وإذ جزم بأن الصدام بين رئيس الوزراء وبين خصومه وشيك وحتمي, أعرب الزيدي عن خشيته من وقوع هجمات ارهابية تطال اماكن دينية شيعية مهمة ومراجع شيعية في مدينة النجف لإعادة تضخيم التخندق الطائفي, بما يسمح للمالكي ان يستفيد على المستوى العراقي من ذلك, وعلى المستوى الاقليمي فإن مثل هذه الهجمات ستقوي نظامي سورية وإيران.
إلى ذلك, ذكرت تقارير من النجف أن الهجمات الاخيرة بقنابل صوتية على بعض منازل المراجع الدينية الشيعية ربما تكون مقدمة لهجمات حقيقية تستهدف اغتيال المرجع الاعلى علي السيستاني أو المرجعين الكبيرين بشير النجفي واسحاق الفياض.
وقال الضابط السابق في قيادة عمليات الفرات الاوسط جاسم محمد ان هناك المئات من العناصر الامنية التابعة للأحزاب الدينية الشيعية الموجودة في السلطة ومئات من العناصر الاستخباراتية الايرانية المنتشرة في مدينتي النجف وكربلاء, وهذا يعني ان قدرة تنظيم "القاعدة" على تحقيق اختراق أمني لاغتيال السيستاني أو النجفي او الفياض اقل من الصفر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق