22‏/05‏/2012

على ذمة "القدس": اتفاق سري من 8 مواد بين ايران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الايراني

اتفاق سري من 8 مواد بين ايران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي الايراني

كشفت مصادر ايرانية واسرائيلية مطلعة عن اتفاق سري تم بين ايران والولايات المتحدة الاميركية يشمل 8 مواد لحلحلة المسالة النووية في ايران.

وتشهد الساحتين الايرانية والاقليمية والدولية نشاطا محموما حول الملف النووي الايراني يمتد من فيينا الى طهران ومن اسطنبول الى بغداد، وذلك للوصول الى صيغة مشتركة ترضي الجانبين الايراني والاميركي رغم انها تتم تحت غطاء المفاوضات بين ايران ودول مجموعة 5+1 اي روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا.

وتفيد الاخبار الواردة من ايران وخارجها ان ثمة توافقات تمت بين طهران وواشنطن في مفاوضات سرية مباشرة جرت بينهما، وذلك علاوة على المفاوضات الرسمية بين ايران ودول مجموعة 5+1.

وقد صرح الرئيس الاميركي باراك اوباما في اجتماع القمة للدول الثماني الصناعية انه يأمل بـ"طريق حل يحترم السيادة الوطنية الايرانية". وهذا التصريح هو المفتاح الذي يرشد البعض ليقول ان هناك توافقات تمت او على طور الاتمام بين واشنطن وطهران.

وتقول الاخبار ان الفريق الايراني السابق القريب من الرئيس الاسبق هاشمي رفسنجاني يشارك ايضا في هذه المفاوضات السرية وهي مستمرة حتى اللحظة. وقد استبعد هذا الفريق الذي كان يرأسها حسن روحاني في عهد الرئيس احمدي نجاد، بل وكان اتُهم بالخيانة. كما ان مرشد الثورة علي خامنئي سحب صلاحيات الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في هذا المجال ولم يلعب دورا في المفاوضات النووية بل ان المرشد يشرف عليها بنفسه.

وادعى موقع "دبكا" القريب من الاوساط الامنية في اسرائيل انه عثر على نص المبادرة الخاصة بالاتفاق بين ايران والولايات المتحدة الاميركية. ويقول الموقع الاسرائيلي ان الاتفاق يضم 8 بنود ينص البند الاول فيه ان ايران والولايات المتحدة الاميركية وصلتا الى نتيجة مفادها انه لايمكن ايقاف البرنامج النووي الايراني، واتفقا على الامور التالية: (الاتفاق يبدأ من البند الثاني).

البند الثاني: توقف ايران تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة لكن منشأة "فوردو" في قم تستمر في نشاطها.

البند الثالث: تنقل ايران التي تملك حتى الان 110 كلغ من اليورانيوم المخصب بدرجة 20 في المئة تنقله الى خارج ايران، لكن يتم تسلميها اوراق للوقود النووي التي تحتاجها في مفاعل طهران النووي.

البند الرابع: لن يتم فرض اي قيود على ايران من اجل تخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المئة.

البند الخامس: ايران ستوقع على البروتوكول الاضافي.

البند السادس: لن يتم تفتيش مواقع نووية سرية ايرانية (من المحتمل لم تعرف الولايات المتحدة اي معلومات واضحة عنها) او بالاحرى لايمكن للولايات المتحدة الاميركية ان تفتش اي مكان تشاء).

البند السابع: ان تتساهل الولايات المتحدة واوروبا بشأن العقوبات على ايران وان يتم الغاء العقوبات المفروضة على المصرف المركزي الايراني وكذلك العقوبات المفروضة على استخدام ايران نظام المقايضة المصرفي السويسري.

البند الثامن: ان تلغي الولايات المتحدة واوروبا العقوبات النفطية المفروضة على ايران والتي من المقرر تنفيذها في اول حزيران (يونيو).

ويبدو ان تأكيد الرئيس الاميركي على السيادة الوطنية الايرانية وحقوق ايران يعود الى حقها في تخصيب اليورانيوم، فوفقا للقوانين الدولية لايوجد سبب لمنع اي دولة من هذا الحق مادام انها تعمل في اطار قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويتضح مما ذُكر ان باراك اوباما يقبل بان تستمر ايران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5 في المئة، الامر الذي لم يقبل به الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

وهذا سيساعد ايران ان تبرر تنازلها وتقول لشعبها انها لم تقبل بايقاف التخصيب الذي اصرت عليه مرارا، رغم انه لا يتجاوز ال 5 في المئة. والتنازل الايراني واضح في الاتفاق الأنف الذكر وهو اكثر بكثير من التنازل الاميركي حيث على ايران ان توقع البروتوكول الاضافي او اي بروتوكول اخر يماثل البروتوكول الاضافي.

ويحتاج اوباما وخامنئي – لاسباب تتعلق بكل منهما – الى اتفاق حول الملف النووي الايراني. اوباما بحاجة اليه لان الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية ولايريد ان تنجر الامور الى الحرب والمواجهة العسكرية مع ايران؛ خاصة وان هناك اخبار تفيد بان ايران استلمت صواريخ باليستية من طراز "بي ام 25" يصل مداها 2500 كلم. كما ان واشنطن ستبيع الى اسرائيل مقاتلات دون طيار وصواريخ مضادة للصواريخ. ويعد هذا التسلح الايراني – الاسرائيلي امر خطير يمكن ان يفضي الى مواجهة عسكرية لايريدها اوباما.

ثانيا، يشهد العالم ارتفاع في اسعار النفط لاتتلائم مع ما اتفق عليه زعماء الدول الصناعية الثماني وهي الحاجة الى انتعاش اقتصادي يتجاوز الوضع المتردي الراهن. ويعلم الجميع ان اي تهديدات عسكرية ستؤدي الى ارتفاع اسعار النفط اكثر مما هو عليه الان.

وهناك سببان رئيسيان لرغبة المرشد الاعلى علي خامنئي للوصول الى اتفاق: الاول يعود الى انعزال خامنئي الشديد في داخل النظام الايراني، حيث لم يناصب العداء لموسوي وكروبي ويحجزهما في السجن فحسب، بل ابعد رفسنجاني وبعض من التيار اليميني المحافظ، ولديه مشاكل حادة مع الرئيس احمدي نجاد. فلذا قرر ان يمسك بزمام المفاوضات النووية ليخرج من عزلته.

السبب الثاني، هو الوضع الاقتصادي المتردي في ايران، حيث أثرت العقوبات بشكل جدي وكبير على الاقتصاد الايراني وهذا قبل ان تبدأ العقوبات النفطية الرئيسية التي ستنفذ من اول حزيران (يونيو) وستؤدي الى تفاقم الاوضاع في ايران.

ووفقا لما ذكر حول اوباما وخامنئي فان المصالحة بينهما ليست سهلة بل هي صعبة جدا. اذ يعني توقيع ايران على البروتوكول الاضافي ان الوكالة الدولية للطاقة الذرين ستبعث مفتشين الى ايران متى ما ارادت، ولن يقتصر التفتيش على المنشآت النووية بل سيشمل المواقع العسكرية. كما ان قبول ايران بالكف عن التخصيب بنسبة 20 بالمئة واقتصاره على 5 بالمئة ليس امرا هينا على خامنئي. لذا يعتقد بعض المحللين الايرانيين ان اجتماع بغداد يوم الاربعاء لم يشهد اي توافق بل سيتواعد الجانبان على ان يتم الاتفاق مستقبلا ويعملان على ترتيب الامور والتخطيط الطويل الامد للوصول الى اتفاق وفقا لما ذكرناه آنفا.

هناك امران يمكنا ان يعرقلان مثل هذا الاتفاق: الاول، الاسرائيلون الذين لايريدون مثل هذا الاتفاق ونحن نعرف ان الكيان الاسرائيلي بحاجة الى وجود ازمات وهو يعيش عليها وان بنيامين نتنياهو بحاجة الى مواجهة عسكرية مع ايران يفضل ان تكون محدودة وليست بشكل حرب واسعة.

ويبذل الاسرائيلون جل جهدهم السياسي والدبلوماسي لإفشال هذه المصالحة بين ايران والولايات المتحدة وهذا ما يخشاه اوباما.

كما ان احمدي نجاد ومؤيديه في السلطة الايرانية يمكن ان يقوموا بتحركات تهدف الى الاخلال في تنفيذ مثل هذا الاتفاق، تماثل الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني الى جزيرة ابوموسى عشية المفاوضات النووية في اسطنبول بين ايران والدول 5+1 وذلك لحرف الانظار عن تلك المفاوضات. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق