16‏/05‏/2012

تجربة أمنية جديدة في لبنان: تاء التأنيث تدخل قطعات قوى الأمن الداخلي كافة



إنضم لبنان إلى ركب الدول العربية التي أدخلت العنصر النسائي إلى قطعاتها الأمنية العاملة على الأرض.
فبعد مصر، فلسطين، الكويت، الإمارات والأردن، بدأت قوى الأمن الداخلي اللبناني تجربتها الأولى بتطويع الإناث ضمن عديدها العملاني على الأرض، وأفردت لهن دورات تنشئة وتدريب عالية المستوى، أثبتن فيها قدراتهن المتميزة فكريا وجسديا في التعامل مع مختلف المواقف التي قد تواجههن.
وفي حديث حصري لموقع الأمن والدفاع العربي SDArabia، أوضح مصدر مسؤول في معهد الأمن الداخلي، فضل عدم الكشف عن اسمه، أن معاهد التدريب في الوروار وعرمون والضبية، إستقبلت في 19 آذار/ مارس 2012، 550 شرطية مبتدئة، برتبتي رقيب ودركي متمرن إناث، ليخضعن لدورة تنشئة تشمل التدريب العسكري والمسلكي والقانوني، وتتراوح بين 4 أشهر (للدركيات) و6 أشهر (للرقيبات).
وتخضع الشرطيات لتدريب القوى العامة المسلحة، حيث سجّلن نتائج لافتة تقارع نتائج عناصر الشرطة الذكور، كما تحضرن محاضرات في قوانين قوى الأمن الداخلي المسلكية، المتعلقة بالتنظيم والإدارة والهيكلية والقوانين الداخلية، بالإضافة إلى الدروس القانونية المتعلقة بالقوانين القضائية والضابطة العدلية والتنظيم المجتمعي والشرع الدولية، وكل ما يُسهم في تنفيذ المهام بشكل محترف ومراع لحقوق الإنسان.
وأشار المصدر إلى أن ضم عناصر نسائية إلى صفوف الأمن الداخلي يندرج ضمن برنامج الشرطة المجتمعية المُطبق كجزء من برامج المساعدات الأميركية، بمشاركة مدربين لبنانيين وأميركيين. وتنقسم التدريبات إلى تدريب بقيادة لبنانية بحتة، وأخرى لبنانية – أميركية مشتركة.
وقال المصدر إن الهدف من هذه الخطوة هو تعميم ثقافة الشرطة المجتمعية، معتبرا أن العنصر النسائي يشكل عاملا مهما في تطبيق مفاهيم هذا النوع من العمل الأمني الميداني المرتبط بحقوق المواطن وكرامته وواجباته تجاه الوطن، والذي يُطبّق أيضا في تقنيات التحقيق وغيرها.
وعن مدى استعداد المجتمع اللبناني لتقبل ظاهرة انتشار الشرطة النسائية في جميع المرافق، توقع المصدر المسؤول أن تحدث صدمة وصفها بالإيجابية، آملا أن تزيد ثقة المواطن اللبناني بالقوى الأمنية وأن ترقى ثقافته لاستيعاب العناصر النسائية الكفوءة واحترامها وإيفائها حقها من التقدير.
وشدّد المصدر على أن تدريب الشرطة النسائية لا يقل صعوبة عن تدريب الذكور، وقال "سنعاملهن كالرجال"، مؤكدا أن الشرطيات سيكنّ حاضرات للانضمام إلى جميع الوحدات، حتى القوى الخاصة كوحدات الفهود ومكافحة الإرهاب والطوارئ والقوى السيارة والتدريب وغيرها.
وكان المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، قام بزيارة استطلاعية لمراكز التدريب في الوروار وعرمون وضبية، إطلع خلالها على كيفية سير النشاطات التدريبية للدورات لرتبتي رقيب ودركي متمرن إناث، يرافقه قائد معهد قوى الأمن الداخلي، العميد إبراهيم بصبوص، ورئيس شعبة التدريب في وحدة هيئة الأركان، العميد منير شعبان، واجتمع بالمدربين والمتدربات وأعطاهم التوجيهات والإرشادات اللازمة.
وتوجه اللواء ريفي خلال الجولة الميدانية بكلمة أثنى فيها على الجهود التي يبذلها المدربون اللبنانيون والأميركيون، وقال إنه رغم مرور نحو شهرين على بدء الدورات، فإن ما شهدناه اليوم من تدريبات نظرية وتطبيقية ومناورات وعروض قتالية يجعلنا نفتخر بهذه التجربة الأولى في تطويع العنصر النسائي بقوى الأمن الداخلي منذ تأسيسها.
وأكد اللواء ريفي أن المرأة ستكون جنباً إلى جنب الرجل من دون تفرقة في حفظ أمن المواطنين والمجتمع، وأنهن سيشاركن في قطعات قوى الأمن الداخلي كافة من دون استثناء.
وقد اطلع اللواء ريفي خلال جولته على مراحل التدريب للمتطوعات الإناث، وحضر دروساً نظرية وتطبيقية مختلفة بينها: تفكيك وتركيب أسلحة، رماية، تقنيات الدفاع عن النفس، نظام المرصوص، جولة المقاتل، وتوقيف آلية مشبوهة ومداهمة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق