21‏/05‏/2012

الجيش اللبناني ينتشر في بيروت إثر اشتباكات


انتشرت وحدات من الجيش اللبناني في منطقة الطريق الجديدة التي وقعت فيها ليل الأحد اشتباكات بين مجموعتين محليتين من المسلحين وأدت إلى وقوع ثلاثة قتلى وتسعة جرحى واندلاع حرائق في مبان سكنية.

وقد اندلعت الاشتباكات بين التيار العربي بقيادة شاكر البرجاوي المؤيد للنظام السوري وبين مجموعة من المسلحين المؤيدين لتيار المستقبل والمعارضة المسلحة السورية، فيما قال البرجاوي إن مكتب حزبه في المنطقة تعرض لاعتداء وإن عناصره دافعت عن نفسها.

وختمت اشتباكات بيروت يوما من التوتر بدأ في منطقة عكار الشمالية في أعقاب مقتل رجلي دين سنّيين على حاجز للجيش.

وأعلنت قيادة الجيش البدء بتحقيق عاجل في الحادث وذكرت مصادر أن القيادة أوقفت ثلاثة ضباط و19 عسكريا على ذمة التحقيق.

وكثف المسؤولون الرسميون والسياسيون اتصالاتهم ومساعيهم لمنع امتداد التوتر وإعادة فتح الطرق التي قطعت بالإطارات المحروقة.

وعقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعا سياسيا أمنيا طلب فيه إجراء تحقيق شامل وإحالة المتورطين في الحادث على القضاء.

وناشد ميقاتي اللبنانيين وخصوصا أبناء عكار والشمال الاستمرار في احتضان القوى الأمنية والعسكرية.

وسئل ميقاتي عن دعوة جهات سياسية الجيش السوري للانتشار في لبنان ودعوة جهات مقابلة إلى منع الجيش من الانتشار في مناطق معينة فأجاب بالرفض.

وقال للصحافيين إن مقتل الشيخ عبد الواحد ورفيقه "محزن على جميع اللبنانيين، والمؤلم أكثر أن الحادث وقع مع قوة من الجيش اللبناني في ظروف مؤسفة لا بد أن تتضح معالمها من خلال التحقيق الذي يتولاه القضاء العسكري المختص".

وأشار إلى أن القضاء "لن يتوانى في اتخاذ الإجراءات المناسبة في حق من يثبت تورطهم. وأضاف: "لا حصانة لأحد والقانون يبقى فوق الجميع".

وأكد ميقاتي أن الأهمية هي صيانة السلم الأهلي وصيانة الاستقرار في البلد.

توتر في الشمال


وساد التوتر شمال لبنان على إثر مقتل الأحد رجل دين سني برصاص حاجز للجيش، وقطع مواطنون غاضبون طرقا بالإطارات المشتعلة في طرابلس، أكبر مدن الشمال، ومنطقة عكار حيث وقع الحادث، وعلى الطريق الساحلي جنوبا وفي منطقة البقاع وفي بيروت.

وذكر مراسل وكالة الصحافة الفرنسية أن سكان عدد كبير من المناطق السنية في طرابلس وقضاء عكار قطعوا عددا من الطرق بالإطارات المشتعلة والعوائق والأتربة، معبرين عن غضبهم لمقتل الشيخ احمد عبد الواحد والشيح محمد المرعب الذي كان يرافقه.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "عددا من المحتجين قطعوا طرقا" عدة في غرب بيروت ووسطها بالإطارات المشتعلة احتجاجا على مقتل الشيخ عبد الواحد.

كما شهدت مناطق في البقاع والطريق الساحلي الذي يوصل إلى الجنوب عمليات قطع طرق. وأعيد فتح طريق الجنوب بعد ساعتين على إقفالها.

وذكر مصدر أمني أن عناصر قوى الأمن الداخلي والجيش تعمل على إعادة فتح الطرق أمام حركة السير.

وكان مصدر في أجهزة الأمن اللبنانية أفاد أن الشيخين قتلا برصاص عناصر من الجيش عندما رفض موكبهما التوقف على حاجز للجيش عند بلدة الكويخات في منطقة عكار.

إلا أن مرافق الشيخ عبد الواحد أكد لوسائل الإعلام أن السيارة توقفت عند الحاجز الذي سمح لها بمتابعة سيرها، ثم عاد بعض عناصر الحاجز وأوقفوها "وتعرضوا للشيخ بكلام غير مهذب وطلبوا منه النزول من السيارة".

وعندما رفض الشيخ النزول وهم بأن يعود أدراجه بالسيارة، "أطلقت النار بغزارة".

والمعروف عن الشيح عبد الواحد أنه من المنتقدين للنظام في سورية، وينشط في مساعدة النازحين السوريين. وشارك في مناسبات عدة داعمة "للثورة السورية".

ويأتي هذا التوتر بعد أيام على توقف المعارك في طرابلس بين سنة مناهضين للنظام السوري وعلويين من أنصار النظام، أوقعت عشرة قتلى.

وعبرت قيادة الجيش اللبناني "عن أسفها الشديد لسقوط الضحيتين، وتوجهت بأحر مشاعر التضامن والتعازي إلى ذويهما".

وأعلنت أنها "بادرت على الفور إلى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص".

وكان الشيخ عبد الواحد لدى وقوع الحادث متوجها إلى مدينة حلبا للمشاركة في احتفال للمعارضة اللبنانية.

وقال النائب المعارض خالد الضاهر في تصريح أدلى به بعد الحادث "لن نسمح بأن نستهدف بهذه الطريقة" متهما عناصر الجيش باستهداف" الشيخ عبد الواحد ومضيفا "ليسقط عملاء سورية وإيران".

ودعا رئيس الجمهورية ميشال سليمان إلى "عدم الانزلاق نحو أي فتنة أو تدهور أمني".

واستنكر رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري، وهو أبرز أركان المعارضة، الحادث. وطالب بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار على الشيخين ومن أمر بإطلاق النار عليهما، إلا انه نبه "من الانجرار إلى أي ردود فعل تستهدف نقل الفوضى.

وعقد اجتماع لفاعليات الشمال في منزل مفتي طرابلس مالك الشعار الذي أكد بعد الاجتماع "أن العمل المجرم الذي تصرف به بعض من أفراد الجيش اللبناني لن يزعزع ثقتنا بالجيش اللبناني ولا بالمؤسسة العسكرية".

وطالب الشعار، باسم المجتمعين، رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وقائد الجيش ومؤسسة القضاء "الإسراع بمعاقبة المسؤولين عن تلك الجريمة النكراء".

كما ناشد المجتمعون "أهل عكار وطرابلس والشمال ضبط النفس وأن لا ينجروا إلى ردات فعل"، محرمين قطع الطرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق