23‏/06‏/2012

رويترز: قوات تركية وسورية مشتركة تبحث عن طاقم الطائرة التي أسقطت في مياه المتوسط

<p>متظاهرون ضد الرئيس السوري بشار الاسد قرب درعا يوم الجمعة - صورة لرويترز (تستخدم في الاغراض التحريرية ويحظر بيعها للاستخدام في حملات الدعاية او التسويق)</p>

(رويترز) - قالت تركيا وسوريا ان قواتهما البحرية قامت بجهود مشتركة اليوم السبت بحثا عن طاقم مقاتلة تركية اسقطتها سوريا فوق مياه البحر المتوسط في حين تستضيف السلطات التركية آلاف المقاتلين المعارضين لحكم الرئيس السوري بشار الاسد.
وتشير تصريحات الجانبين الى ان ايا منهما لا يريد مواجهة عسكرية بسبب اسقاط المقاتلة أمس الجمعة قرب الحدود البحرية بين البلدين. لكن ليس من المتوقع ان تسير عملية البحث المشتركة بشكل سلس في ظل توتر العلاقات بين البلدين بسبب الحملة التي تشنها قوات الأسد ضد الانتفاضة المستمرة منذ 16 شهرا.
وتوعدت تركيا برد حاسم.
وقال الرئيس التركي عبد الله جول للصحفيين ان هناك اتصالات هاتفية تجري مع السلطات السورية وقال "لا يمكن التغطية على أمر كهذا.. كل ما يتعين فعله سيتخذ."
واظهر الحادث ايا كانت اسبابه قوة الدفاعات الجوية السورية التي حصلت عليها من روسيا وهو ما يعد احد اسباب عدة لاحجام الغرب عن اي تدخل لوقف اراقة الدماء في البلاد.
ونقل التلفزيون التركي عن بولنت أرينج نائب رئيس الوزراء التركي يوم السبت قوله إن الطائرة التي أسقطتها سوريا لم تكن طائرة حربية وانما طائرة استطلاع.
وكانت وسائل الاعلام التركية قالت إن الطائرة التي أسقطت من طراز فانتوم 4 وهي مقاتلة يمكن أيضا أن تقوم بعمليات استطلاع.
وقال جول "عندما ننظر الى سرعة هذه الطائرات المقاتلة اثناء الطيران فوق البحر فإن عبور الحدود لمسافة قصيرة ثم العودة مرة اخرى هو عمل عادي". وأضاف ان تحقيقا يجري لتحديد ما إذا كانت الطائرة اسقطت وهي في المجال الجوي التركي.
وقال الجيش السوري ان الطائرة كانت تحلق على ارتفاع منخفض وعلى مقربة كيلومتر واحد من الساحل السوري عندما اسقطت. وقال انه تم رصد الطائرة اولا كطائرة غير معروفة الهوية ثم تبين فيما بعد انها تركية.
وقال الجيش السوري ان القوات البحرية السورية تتواصل مع نظيرتها التركية وان السفن الحربية السورية تشارك إلى جانب السفن التركية في البحث عن الطاقم المفقود.
ومن الممكن ان تكون تركيا - العضو في حلف شمال الاطلسي والتي اكتسبت قواتها القوة عبر نحو 30 عاما من القتال ضد المتمردين الاكراد - عدوا قويا للجيش السوري الذي يواجه صعوبات في اخماد انتفاضة شعبية ومعارضة مسلحة تتزايد قدراتها.
وعقد وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو اجتماعا يوم السبت مع نائب رئيس هيئة الأركان ورئيس المخابرات لمناقشة عمليات البحث عن طاقم الطائرة المكون من شخصين والخطوات التالية التي يمكن ان تتخذها انقرة.
وجاء هذا الاجتماع في اعقاب جلسة امنية طارئة رأسها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مساء يوم الجمعة.
وقال مكتب اردوغان في بيان "تركيا ستعرض موقفها النهائي بعد ظهور الامر كاملا إلى العلن وستتخذ الخطوات الضرورية بحسم."
وكانت الصحف التركية اكثر حماسا.
وقالت صحيفة الوطن "إنهم (السوريون) سيدفعون الثمن" بينما قالت صحيفة حريت "انه (الأسد) يلعب بالنار."
ولم تخل عملية البحث البحرية التركية السورية المشتركة من مفارقة حيث تقع على بعد اقل من 50 كيلومترا في اقليم هاتاي جنوب شرق تركيا معسكرات الجيش السوري الحر المعارض الذي يشن هجمات يومية على القوات الحكومية السورية.
وقال دبلوماسي عربي في جدة ان السعودية وقطر تدفعان رواتب الجيش السوري الحر بمشاركة تركية.
وقال الدبلوماسي بعد ان طلب عدم الكشف عن هويته "الاموال تتدفق منذ اشهر وعقد الاتفاق في الثاني من ابريل نيسان عبر السعودية وقطر بتنسيق اداري من تركيا حيث توجد بعض فصائل الجيش السوري الحر.
"الهدف من ذلك هو تشجيع اكبر قدر ممكن من فصائل الجيش السوري على الانشقاق وتنظيم الجيش السوري الحر والسيطرة عليه ومنع اي منظمات متطرفة من الانضمام إليه."
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية انه ليس لديه علم بشأن التقارير عن تمويل المملكة للمعارضة السورية.
واثار التوتر في العلاقات السورية التركية القلق بين الاتراك الذين توقعوا ان تعود سوريا إلى دعم متمردي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا.
وقال هلال خشان استاذ العلوم السياسية بالجامعة الامريكية في بيروت "من الممكن ان يرسل الاتراك مقاتلاتهم إلى المنطقة ردا على ما يبدو تصعيدا لأنشطة حزب العمال الكردستاني... من الممكن ان تشك تركيا في ان سوريا وايران تدعمان انشطة المتمردين الاكراد كنوع من رد الفعل على الدعم التركي للثورة السورية."
لكن خشان قال انه لا يتوقع رد فعل عسكريا قويا من جانب تركيا. وقال "انها تحت كوابح قوية من جانب الولايات المتحدة. انهم لا يريدون شن حرب غدا."
وتتواصل اعمال العنف في سوريا دون هوادة لتتحول إلى ما يشبه الحرب الاهلية حيث ساد القتال مناطق من مدن حلب وحماة وحمص ودير الزور ودوما حسب ما اعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال المرصد ان اشتباكات عنيفة وقعت وان قصفا مدفعيا وقع في بلدة الباب بمحافظة حلب حيث كانت طائرات الهليكوبتر العسكرية تحلق على ارتفاع منخفض. وقال المرصد ان الصواريخ واطلاق النار اسفرا عن مقتل ثلاثة اشخاص في القصير بمحافظة حمص. وقتل رجلان في كمين نصبته قوات الامن في حماة.
وقال نشطاء ان قصف الجيش السوري اسفر عن مقتل 28 شخصا في دير الزور. وقال مصدر بمستشفى ان ثلاث نساء وعددا من الاطفال كانوا بين المدنيين الذين قتلوا عندما اصابت القذائف منازلهم في منطقة المطار القديم.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها ما زالت تتفاوض من اجل دخول فرقها إلى مئات من المدنيين المحاصرين والمصابين في حمص بعد فشل محاولة للوصول اليهم يوم الخميس.
وقالت جين ايف كلمنزو المتحدثة باسم اللجنة في جنيف "ما زلنا نجري مشاورات في محاولة لدخول المدينة القديمة."
وتخشى تركيا ان يؤدي القتال الذي يخوضه معارضون اغلبيتهم من السنة ضد قوات الامن التي تهيمن عليها الاقلية العلوية التي ينتمي لها الاسد إلى تدفق موجة من اللاجئين على اراضيها واشعال صراع اقليمي طائفي.
وتستضيف تركيا نحو 32 الف لاجئ سوري على اراضيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق