15‏/06‏/2012

دراسة إسرائيلية: ساعة الصفر لضرب إيران وشيكة جدًا



قال البروفيسور زاكي شالوم، من معهد دراسات الأمن القوميّ، التابع لجامعة "تل أبيب" :إنّ كلّ من شارك وتابع أعمال المؤتمر الذي نُظم أواخر الشهر الماضي من قبل المعهد ساد لديه الانطباع بأنّ (إسرائيل) تقترب أكثر من أيّ وقت في الماضي من اتخاذ القرار المصيريّ في الملف النوويّ الإيرانيّ، وأنّ ساعة الصفر تدور بسرعة فائقة للغاية.

وذكر شالوم في الدراسة التي نُشرت على الموقع الالكتروني للمعهد، أنّ تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير موشيه يعالون ووزير الأمن إيهود باراك، وحركة أجسامهم عند الحديث لا تترك مجالاً للشك بأنّ ساعة الصفر، باتت قريبة جدًا، على حد قوله.

وأضاف:" إنّ من خلال تصريحات المسؤولين الثلاثة يُستشف ما هي الاعتبارات المركزيّة التي تدور خلف الكواليس لدى الحكومة الإسرائيليّة، قائلاً: إنّ الاعتبار الأول أنّ الجهود المبذولة في السنة الأخيرة لثني إيران عن مواصلة برنامجها النوويّ بواسطة المزيد من العقوبات الاقتصاديّة باءت بالفشل، كما أنّ المفاوضات بين طهران والدول العظمى فشلت.

وأشار إلى أنّ صنّاع القرار في "تل أبيب" لا يُعوّلون على المفاوضات ولا على العقوبات، ذلك أنّ القيادة في طهران ترى بالمشروع النوويّ مصلحة وطنيّة من الدرجة العليا، وبالتالي فإنّ النظام الحاكم هناك على استعداد لدفع ثمن باهظ من أجل إكمال المشروع.

أمّا الاعتبار الثاني، بحسب شالوم، فيؤكد لصنّاع القرار في (إسرائيل) بأنّ المفاوضات الجارية مع إيران، وتلك التي ستُجرى قريبًا لن تُغيّر الصورة، لأنّ أيّ طاقم دوليّ يضم روسيا والصين، من الصعب، إنْ لم يكن مستحيلاً، أنْ يتخذ قرارات بعيدة المدى ضدّ إيران، بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الجدول الزمنيّ للرئيس الأمريكيّ باراك أوباما ، واقتراب موعد الانتخابات، يدفعانه إلى عدم تأجيل اتخاذ القرار النهائيّ لحسم القضيّة.

وساق البروفيسور شالوم، قائلاً :إنّ الاعتبار الثالث الذي يُحرّك الحكومة الإسرائيليّة هو خيبة الأمل في "تل أبيب" من إدارة الأزمة من قبل البيت الأبيض، وتحديدًا الرئيس أوباما، ذلك أنّ هناك مساحةً شاسعًة، بحسبها، بين التصريحات المتشددة للإدارة الأمريكيّة وبين ما يجري خلال المفاوضات.

ورأى أنّ الاعتبار الرابع لدى الحكومة الإسرائيليّة، هو أنّ عامل الزمن بات مهمًا للغاية، ذلك أنّ مرور الوقت الطويل دون اللجوء إلى الضربة العسكريّة لتدمير البرنامج النوويّ الإيرانيّ، يجعل من التأخير مهمة صعبة للغاية في حال اتخاذ القرار بتوجيه الضربة، لافتًا إلى أنّ وزير الأمن، إيهود باراك، كان قد حذّر من وصول إيران إلى ما أطلق عليها اسم "منطقة حماية"، الأمر الذي سيُصعّب على (إسرائيل) تنفيذ الضربة، أوْ حتى منعها من توجيه الضربة.

ولفت شالوم إلى أنّ إيران من شأنها أنْ تقوم بتكتيكات معينة من أجل صدّ الضغوطات الممارسة عليها، ولكن في حقيقة الأمر، ستُواصل تطوير النوويّ، مشيرًا إلى أنّ التوقيع على اتفاق من هذا القبيل يجعل مهمة توجيه الضربة العسكريّة مستحيلة، لأنّها لن تحظى عندئذ بتأييد المجتمع الدوليّ.

هناك تعليق واحد:

  1. مهما بلغ التوتر بين إسرائيل وإيران ومهما بلغت التهديدات المتبادلة وافتعال أكثر من سيناريو عسكري وغيره كما حدث في جنوب لبنان وفلم سهرة تحريره ، يبقى الواقع بأن زوال إيران وزوال غطرستها ضد دول الجوار ليس من مصلحة الصهاينة بتاتاً ، ولا يمكن لإسرائيل ان تقدم على أي فعل "محدود" ضد إيران إلا في حال ضمان أن يعيد ذلك المكانة العاطفية لها بين الشعوب العربية بعدما فقدت الكثير منها وخاصة بسبب تعاونها هي وحزب الله اللبناني مع النظام السوري ضد ثورة الشعب ، إيران وإسرائل في هذا الوقت هم في امَس الحاجة لإفتعال سيناريوهات منسقة ومدروسة بينهم تعيد تسيير خديعة دول الممانعة والتي تخدم الطرفين وكما كان يحدث فعلاً ...

    ردحذف