قدمت صحيفة "نيويورك تايمز" الجمعة 1-6-2012 عرضاً مسهبا لكتاب
جديد يصدر الثلاثاء المقبل عن دار "كراون" للنشر عنوانه "واجه واخف: حروب اوياما
السرية والاستخدام المفاجيء للقوة الاميركية" يكشف ان الرئيس الاميركي باراك اوباما
امر منذ بداية رئاسته باستهداف برنامج ايران النووي بهجمات اليكترونية. ويثير العرض
الذي نشرته الصحيفة تساؤلات عن احتمال شن هجمات مماثلة على كوريا الشمالية والبرامج
العسكرية الصينية. وفي ما يأتي جزء مما ورد في الصحيفة:
"منذ اشهر اوباما الاولى في الرئاسة امر سراً بشن هجمات معقدة بصورة متزايدة على انظمة الكومبيوتر التي تسير منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسة في ايران، موسعاً بذلك الى حد كبير استخدام اميركا الاول لاسلحة اليكترونية بشكل متواصل، وفقاً لمشاركين في البرنامج.
"منذ اشهر اوباما الاولى في الرئاسة امر سراً بشن هجمات معقدة بصورة متزايدة على انظمة الكومبيوتر التي تسير منشآت تخصيب اليورانيوم الرئيسة في ايران، موسعاً بذلك الى حد كبير استخدام اميركا الاول لاسلحة اليكترونية بشكل متواصل، وفقاً لمشاركين في البرنامج.
وقرر الرئيس اوباما تسريع الهجمات- التي بدأتها ادارة الرئيس بوش والمسماة "الالعاب
الاولمبية" – حتى بعد ان كشف امر عنصر من البرنامج بطريق الخطأ في صيف 2010 بسبب
خطأ في البرمجة سمح له بالتسرب الى منشأة ناتانز الايرانية وارسلها عبر الانترنت
الى انحاء العالم. واعطى خبراء امن الكومبيوتر الذين بدأوا دراسة الفيروس الذي
طورته الولايات المتحدة واسرائيل اسم "ستكسنت".
وفي اجتماع متوتر في قاعة الازمات في البيت الابيض بعد ايان علي "هرب" الفيروس نظر الرئيس اوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية آنذك ليون بانيتا في ما اذا كانت اكثر محاولات اميركا طموحاً لابطاء تقدم جهود ايران النووية قد كشفت بصورة قاتلة.
وسأل اوباما "هل يجب ان نغلق هذا الشيء الآن"، وفقاً لاعضاء في فريق الامن القومي كانوا موجودين في الغرفة.
وعندما قيل لاوباما ان من غير الواضح كم يعرف الايرانيون عن الشيفرة، وقدموا ادلة على ان الفيروس ما زال يقوم بتخريب واسع، قرر ان الهجمات الاليكترونية يجب ان تبدأ. وفي الاسابيع التالية تعرضت منشأة ناتانز لنسخة احدث من الفيروس الكومبيوتري، ثم لنسخة اخرى بعد ذلك.
وادت السلسلة الاخيرة من تلك الهجمات، بعد اسابيع قليلة على اكتشاف وجود فيروس "ستكسنت" في انحاء العاتلم، الى تعطيل قرابة 000،1 من اجهزة الطرد المركزي الـ000،5 التي كانت ايران تشغلها لتخصيب اليورانيوم.
هذا الوصف للجهد الاميركي والاسرائيلي لتقويض برنامج ايران النووي يستند اتلى مقابلات اجريت على مدى الـ18 شهرا الماضية مع مسؤولين اميركيين، واوروبيين واسرائيليين حاليين وسابقين على صلة بالبرنامج، بالاضافة الى عدد من الخبراء الخارجيين. ولم يسمح اي منهم بذكر اسمائهم لأن الجهد ما زال سرياً للغاية، وتستمر اجزاء منه الى اليوم.
واعطى اولئك المسؤولون تقديرات مختلفة لمدى نجاح برنامج التخريب في ابطاء تقدم ايران نحو تطوير قدرة على بناء اسلحة نووية. وتقول التقديرات الداخلية في ادارة اوباما ان الجهد تم تأخيره بما يتراوح بين 18 شهراً وسنتين، ولكن بعض الخبراء داخل الحكومة وخارجها اكثر تشككاً، ويشيرون الى ان مستويات التخصيب الايرانية تعافت بصورة مضطردة، وهو ما يعطي البلاد اليوم وقوداً كافياً لخمس قنابل او اكثر، مع مزيد من التخصيب.
اما ما اذا كانت ايران ما تزال تحاول ان تصمم وتبني سلاحا (نوويا) فامر موضع نزاع. ويستنتج احدث تقييم للاستخبارات الاميركية ان ايران علقت اجزاء كبيرة من جهدها للتسلح في 2003، مع ان هناك ادلة تشير الى ان بعض بقاياه مستمرة.
ونفت ايران في باديء الامران منشآتها تعرضت لهجمات "ستكنت"، ثم قالت انها عثرت على الفيرةس واحتوته. والعام الماضي اعلنت انها بدأت وحدتها الاليكتونية العسكرية الخاصة بها، وقال البريغادير جنرال غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع الوقائي الايرانية ان المؤسسة العسكرية الايرانية جاهزة "لمقاتلة اعدائنا" في "الحرب الالكترونية والانترنت". ولكن لا يوجد دليل يستحق الذكر على انها قد بدأت بالرد.
ولم تقر حكومة الولايات المتحدة الا في الآونة الاخيرة بتطويرها اسلحة اليكترونية، كما انها لم تعترف قط باستخدامها. وكانت قد وردت انباء عن هجمات في وقت من الاوقات على اجهزة كومبيوتر شخصية يستخدمها اعضاء "القاعدة"، وعن هجمات يجري التفكير فيها على اجهزة الكومبيوتر التي تتحكم في انظمة الدفاع الجوي، بما فيها هجمات خلال الحرب الجوية بقيادة "ناتو" على ليبيا السنة الماضية. ولكن "الالعاب الاولمبية" كانت من نوع وتعقيد مختلفين تماماً.
يبدو ان هذه المرة الاولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة مرارا وتكرارا اسلحة اليكترونية لشل البنية التحتية لبلد آخر كي تحقق، بشيفرة كومبيوتر، ما كان من غير الممكن تحقيقه حتى ذلك الحين الا بقصف بلد او ارسال عملاء ليزرعوا متفجرات. والشيفرة نفسها يعادل حجمها 50 ضعف الفيروس الكومبيوتري الاعتيادي، كا قال كيري ناتشينبيرغ، وهو احد نواب رئيس شركة "سيمانتيك"، احدى المجموعات الكثيرة التي حللت الشيفرة، في ندوة دراسية في جامعة ستانفورد في نيسان (ابريل) الماضي. ولم تتوصل تلك التحقيقات الدقيقة في التفاصيل الداخلية للشيفرة، ومحاولة فك رموز طريقة عملها، الى استنتاجات بشأن من هو المسؤول عنها.
وتجرى الآن عملية مماثلة لمعرفة جذور سلاح اليكتروني آخر يدعى "فليم" (اللهب) اكتشف اخيرا انه هاجم اجهزة كومبيوتر لمسؤولين ايرانيين ناسخاً معلومات من تلك الاجهزة. ولكن يبدو ان شيفرة الكومبيوتر عمرها خمس سنوات على الاقل، ويقول مسؤولون اميركيون انها لم تكن جزءاً من "الالعاب الاولمبية". وقد امتنعوا عن قول ما اذا كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجوم بـ"فليم".
وكان الرئيس اوباما، وفقاً لمشاركين في الاجتماعات الكثيرة في قاعة الازمات بشأن "الالعاب الاولمبية"، مدركاً تماماً انه بكل هجوم يدفع الولايات المتحدة الى مجال جديد، بما يشبه الى حد كبير ما فعله اسلافه باول استخدام للاسلحة النووية في اربعينات القرن العشرين، والصواريخ العابرة للقارات في خمسينات القرن العشرين والطائرات من دون طيار في العقد الماضي. وقد عبر عن تحسباته مرات متكررة من اي اقرار من اميركا بنها تستخدم اسلحة اليكترونية –حتى في في اشد الظروف حرصاً ومحدودية – يمكن ان يمكن بلداناً اخرى، وارهابيين او قراصنة كومبيوتر ان يبرروا هجمات من جانبهم".
ويورد عرض "نيويورك تايمز" لهذا الكتاب الجديد تفاصيل بدايات الاسلحة الاليكترونية الاميركية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش الذي شن حربا على العراق بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل تبين بعد غزو العراق ان لا وجود لها. وعندما لاح خطر البرنامج النووي الايراني ارادت الولايات المتحدة وسيلة لوقفه او تأخيره على الاقل بعد ان درست امكانية توجيه ضربة عسكرية لايران لكنها عدلت عنها خشية اشعال المنطقة.
وتقول الصحيفة ان وكالة الامن القومي الاميركي تعاونت مع الوحدة 8200 الاسرائيلية، التي هي جزء من المؤسسة العسكرية، ولها خبرة واسعة في الحرب الاليكترونية. وجاء هذا التعاون ايضاً بالنظر الى ان اسرائيل تملك استخبارات "عميقة" عن منشأة ناتنز الايرانية. كما يشرح الكتاب طريقة ايصال الفيروس "ستكسنت" الى المنشأة الايرانية المذكور.
وتذكر "نيويورك تايمز" في نهاية عرضها للكتاب ان الرئيس اوباما ابلغ مساعديه ان ثمة خطراً في استخدام الاسلحة الاليكترونية او الافراط في استخدامها. وتقول: "الواقع انه ما من بلد تعتمد بنيته التحتية على اجهزة الكومبيوتر، وبالتالي اكثر عرضة للخطر، من الولايات المتحدة. وما هي الا مسألة وقت، كما يقول الخبراء، حتى تصبح (اميركا) هدفا لنفس النوع من الاسلحة التي استخدمها الاميركيون، سراً، ضد ايران".
وفي اجتماع متوتر في قاعة الازمات في البيت الابيض بعد ايان علي "هرب" الفيروس نظر الرئيس اوباما، ونائب الرئيس جو بايدن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية آنذك ليون بانيتا في ما اذا كانت اكثر محاولات اميركا طموحاً لابطاء تقدم جهود ايران النووية قد كشفت بصورة قاتلة.
وسأل اوباما "هل يجب ان نغلق هذا الشيء الآن"، وفقاً لاعضاء في فريق الامن القومي كانوا موجودين في الغرفة.
وعندما قيل لاوباما ان من غير الواضح كم يعرف الايرانيون عن الشيفرة، وقدموا ادلة على ان الفيروس ما زال يقوم بتخريب واسع، قرر ان الهجمات الاليكترونية يجب ان تبدأ. وفي الاسابيع التالية تعرضت منشأة ناتانز لنسخة احدث من الفيروس الكومبيوتري، ثم لنسخة اخرى بعد ذلك.
وادت السلسلة الاخيرة من تلك الهجمات، بعد اسابيع قليلة على اكتشاف وجود فيروس "ستكسنت" في انحاء العاتلم، الى تعطيل قرابة 000،1 من اجهزة الطرد المركزي الـ000،5 التي كانت ايران تشغلها لتخصيب اليورانيوم.
هذا الوصف للجهد الاميركي والاسرائيلي لتقويض برنامج ايران النووي يستند اتلى مقابلات اجريت على مدى الـ18 شهرا الماضية مع مسؤولين اميركيين، واوروبيين واسرائيليين حاليين وسابقين على صلة بالبرنامج، بالاضافة الى عدد من الخبراء الخارجيين. ولم يسمح اي منهم بذكر اسمائهم لأن الجهد ما زال سرياً للغاية، وتستمر اجزاء منه الى اليوم.
واعطى اولئك المسؤولون تقديرات مختلفة لمدى نجاح برنامج التخريب في ابطاء تقدم ايران نحو تطوير قدرة على بناء اسلحة نووية. وتقول التقديرات الداخلية في ادارة اوباما ان الجهد تم تأخيره بما يتراوح بين 18 شهراً وسنتين، ولكن بعض الخبراء داخل الحكومة وخارجها اكثر تشككاً، ويشيرون الى ان مستويات التخصيب الايرانية تعافت بصورة مضطردة، وهو ما يعطي البلاد اليوم وقوداً كافياً لخمس قنابل او اكثر، مع مزيد من التخصيب.
اما ما اذا كانت ايران ما تزال تحاول ان تصمم وتبني سلاحا (نوويا) فامر موضع نزاع. ويستنتج احدث تقييم للاستخبارات الاميركية ان ايران علقت اجزاء كبيرة من جهدها للتسلح في 2003، مع ان هناك ادلة تشير الى ان بعض بقاياه مستمرة.
ونفت ايران في باديء الامران منشآتها تعرضت لهجمات "ستكنت"، ثم قالت انها عثرت على الفيرةس واحتوته. والعام الماضي اعلنت انها بدأت وحدتها الاليكتونية العسكرية الخاصة بها، وقال البريغادير جنرال غلام رضا جلالي، رئيس منظمة الدفاع الوقائي الايرانية ان المؤسسة العسكرية الايرانية جاهزة "لمقاتلة اعدائنا" في "الحرب الالكترونية والانترنت". ولكن لا يوجد دليل يستحق الذكر على انها قد بدأت بالرد.
ولم تقر حكومة الولايات المتحدة الا في الآونة الاخيرة بتطويرها اسلحة اليكترونية، كما انها لم تعترف قط باستخدامها. وكانت قد وردت انباء عن هجمات في وقت من الاوقات على اجهزة كومبيوتر شخصية يستخدمها اعضاء "القاعدة"، وعن هجمات يجري التفكير فيها على اجهزة الكومبيوتر التي تتحكم في انظمة الدفاع الجوي، بما فيها هجمات خلال الحرب الجوية بقيادة "ناتو" على ليبيا السنة الماضية. ولكن "الالعاب الاولمبية" كانت من نوع وتعقيد مختلفين تماماً.
يبدو ان هذه المرة الاولى التي استخدمت فيها الولايات المتحدة مرارا وتكرارا اسلحة اليكترونية لشل البنية التحتية لبلد آخر كي تحقق، بشيفرة كومبيوتر، ما كان من غير الممكن تحقيقه حتى ذلك الحين الا بقصف بلد او ارسال عملاء ليزرعوا متفجرات. والشيفرة نفسها يعادل حجمها 50 ضعف الفيروس الكومبيوتري الاعتيادي، كا قال كيري ناتشينبيرغ، وهو احد نواب رئيس شركة "سيمانتيك"، احدى المجموعات الكثيرة التي حللت الشيفرة، في ندوة دراسية في جامعة ستانفورد في نيسان (ابريل) الماضي. ولم تتوصل تلك التحقيقات الدقيقة في التفاصيل الداخلية للشيفرة، ومحاولة فك رموز طريقة عملها، الى استنتاجات بشأن من هو المسؤول عنها.
وتجرى الآن عملية مماثلة لمعرفة جذور سلاح اليكتروني آخر يدعى "فليم" (اللهب) اكتشف اخيرا انه هاجم اجهزة كومبيوتر لمسؤولين ايرانيين ناسخاً معلومات من تلك الاجهزة. ولكن يبدو ان شيفرة الكومبيوتر عمرها خمس سنوات على الاقل، ويقول مسؤولون اميركيون انها لم تكن جزءاً من "الالعاب الاولمبية". وقد امتنعوا عن قول ما اذا كانت الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجوم بـ"فليم".
وكان الرئيس اوباما، وفقاً لمشاركين في الاجتماعات الكثيرة في قاعة الازمات بشأن "الالعاب الاولمبية"، مدركاً تماماً انه بكل هجوم يدفع الولايات المتحدة الى مجال جديد، بما يشبه الى حد كبير ما فعله اسلافه باول استخدام للاسلحة النووية في اربعينات القرن العشرين، والصواريخ العابرة للقارات في خمسينات القرن العشرين والطائرات من دون طيار في العقد الماضي. وقد عبر عن تحسباته مرات متكررة من اي اقرار من اميركا بنها تستخدم اسلحة اليكترونية –حتى في في اشد الظروف حرصاً ومحدودية – يمكن ان يمكن بلداناً اخرى، وارهابيين او قراصنة كومبيوتر ان يبرروا هجمات من جانبهم".
ويورد عرض "نيويورك تايمز" لهذا الكتاب الجديد تفاصيل بدايات الاسلحة الاليكترونية الاميركية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش الذي شن حربا على العراق بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل تبين بعد غزو العراق ان لا وجود لها. وعندما لاح خطر البرنامج النووي الايراني ارادت الولايات المتحدة وسيلة لوقفه او تأخيره على الاقل بعد ان درست امكانية توجيه ضربة عسكرية لايران لكنها عدلت عنها خشية اشعال المنطقة.
وتقول الصحيفة ان وكالة الامن القومي الاميركي تعاونت مع الوحدة 8200 الاسرائيلية، التي هي جزء من المؤسسة العسكرية، ولها خبرة واسعة في الحرب الاليكترونية. وجاء هذا التعاون ايضاً بالنظر الى ان اسرائيل تملك استخبارات "عميقة" عن منشأة ناتنز الايرانية. كما يشرح الكتاب طريقة ايصال الفيروس "ستكسنت" الى المنشأة الايرانية المذكور.
وتذكر "نيويورك تايمز" في نهاية عرضها للكتاب ان الرئيس اوباما ابلغ مساعديه ان ثمة خطراً في استخدام الاسلحة الاليكترونية او الافراط في استخدامها. وتقول: "الواقع انه ما من بلد تعتمد بنيته التحتية على اجهزة الكومبيوتر، وبالتالي اكثر عرضة للخطر، من الولايات المتحدة. وما هي الا مسألة وقت، كما يقول الخبراء، حتى تصبح (اميركا) هدفا لنفس النوع من الاسلحة التي استخدمها الاميركيون، سراً، ضد ايران".
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق