26‏/06‏/2012

أي أنظمة دفاع جوي لدى سوريا؟


أعاد إسقاط القوات السورية طائرة "أف 4 فانتوم" التركية نهاية الأسبوع المنصرم الحديث مجددا عن قدرات الدفاع الجوي السوري، ومدى قدرته على مواجهة أي غارات جوية قد تلجأ إليها الدول الغربية كحل لإنهاء الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنة.
وفي تعليقهم على إسقاط الطائرة التركية، اعتبر خبراء روس أن الطائرة كانت تختبر المضادات الجوية السورية لحساب حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأكدوا أن إسقاطها أظهر فاعلية الأنظمة الروسية التي حصلت عليها دمشق.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية عن رئيس موقع "فيستنيك بي في أو" -المتخصص في أخبار المضادات الجوية- سعيد أمينوف قوله إن الطائرة التركية كانت تختبر أنظمة المضادات الجوية السورية بهدف تحديد عناصرها، وأكد أن الطائرة كانت تحلق على علو منخفض، وهو أحد العناصر الأساسية في انتهاك أي نظام دفاعي مضاد للطيران.
من جانبه أشار الخبير إيغور كوروتشنكو من مركز تحاليل مبيعات الأسلحة الدولية، إلى أن الهدف المرجح للمهمة هو "إرغام بطاريات المضادات السورية على التدخل وتشغيل محطات الرادار أو حتى التسبب في إيصالها إلى وضعية قتالية".
ونقلت الوكالة عن سعيد أمينوف قوله إن الحادث يدل على فاعلية المضادات الجوية السورية المؤلفة خصوصا من بطاريات متوسطة المدى من إنتاج روسي هي "بوك أم 2 أي" و"بيتشورا 2 أم" وأنظمة المضادات "بانتسير أس 1.

أنظمة روسية
ووفقا للمعطيات التي كشف عنها المعهد الدولي لدراسات القضايا الدولية في استكهولم، فإن حجم استيراد سوريا للأسلحة ارتفع بـ850% خلال الفترة بين 2007 و2011 مقارنة بالفترة بين 2002 و2006.
وتعتمد سوريا على الأنظمة الشرقية في الدفاع الجوي بنسبة 100%، وعقب استهدافها من قبل الطائرات الإسرائيلية في السنوات الماضية، اتجهت سوريا نحو أنظمة روسية حديثة من أجل ضمان كثافة نيران عالية في حال التعرض لهجوم.
ونشرت صحف روسية في وقت سابق معلومات عن شراء سوريا 36 مجموعة صاروخية من طراز "بانتسير أس 1"، وهي منظومة تتألف من مركبة تتحرك بسرعة مع منصة إطلاق لـ12 صاروخاً، يزن كل صاروخ 65 كيلوغراماً ويحمل رأساً متفجراً تصل زنته إلى 16 كيلوغراماً، وتتوفر هذه المجموعة على خاصية إصابة الأهداف الجوية على بعد 20 كيلومترا وارتفاع 15 كلم.
وتحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في وقت سابق عن قيام روسيا بتزويد القوات السورية بمنظومات حدودية من طراز "بستيون" ضمن اتفاقية وقعت عام 2007، وحصلت دمشق قبل ذلك وطبقا لاتفاقية في 2005 على مجموعة من منظومات الصواريخ المضادة للطائرات "سترِليتس"، وهي مركبة خفيفة مدرعة تحمل أربعة صواريخ "إيغلا أس" المتطورة.
وتشير تقديرات إلى أن منظومة الدفاع الجوي السورية تضم 3310 قطع من المضادات الجوية، علما أن ما يقارب 60 ألف فرد يخدم في سلاح الدفاع الجوي السوري.

تقديرات إسرائيلية
وتماشيا مع سعي دمشق لتطوير منظومة الدفاع الجوي، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت في وقت سابق إن سباق التسلح في سوريا بلغ أوجه، وإن الصواريخ المضادة للطائرات الروسية الحديثة "يتم خطفها" من خطوط الإنتاج لترسل إلى سوريا قبل أن يبدأ استخدامها في روسيا نفسها.
وأوضحت الصحيفة أن التقديرات تشير إلى أن سوريا تمتلك أكثر من 200 بطارية صواريخ مضادة للطيران من نماذج متنوعة، وأشارت إلى أن سوريا امتلكت صواريخ أرض جو روسية تعتبر من أكثر الصواريخ المتطورة في العالم.
وتحدثت الصحيفة عن سعي السوريين لامتلاك منظومة دفاعية جوية بعيدة المدى من طراز "أس 300"، بالإضافة إلى منظومات دفاعية متوسطة المدى من طراز "أس أي 11" و"أس أي 17".
وبيّنت أن صواريخ "أس 300" تعتبر من أكثر الصواريخ التي يستخدمها الجيش الروسي تطوراً، وهي قادرة على إسقاط طائرات عن بعد عشرات الكيلومترات وبدقة بالغة، وذلك بفضل جهاز الرادار المتطور المدمج مع مجسات خاصة على هيكل الصاروخ نفسه.
وموازاة مع سعيها لاقتناء الأنظمة الدفاعية الحديثة، قامت سوريا بتحديث منظومات الصواريخ المضادة للطيران الموجودة بحوزتها من طراز "أس أي 3" و"أس أي 6".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق