هددت إيران بمحو إسرائيل "من على وجه الأرض" إن هي بادرتها بالهجوم، وأعلنت أنها
ستجري تجارب على إطلاق صواريخ ستستهدف نماذج لقواعد جوية في منطقة الخليج.
فقد نقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن الجنرال أمير علي حاجي
زادة، قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، قوله: "إن أي هجوم تشنه إسرائيل
على إيران سيرد عليه بحزم، فإذا قاموا بأي إجراء سيقدم لنا العذر لمحوهم من على وجه
الأرض."
وكشف الجنرال حاجي زادة أن بلاده ستجري تجارب صاروخية على مدى ثلاثة أيام هذا
الأسبوع، قائلا: "يجب النظر إلى هذه التجارب على أنها رسالة بأن الجمهورية
الإسلامية عازمة على التصدي للترهيب، وسترد على أي شر محتمل بكل حسم وقوة."
وتابع حاجي زادة قائلا إن التجارب الصاروخية "ستستهدف نماذج لقواعد جوية في
المنطقة"، مضيفا أن "قدرة هذه الصواريخ لضرب القواعد الأمريكية في الخليج تحمي
إيران من أي دعم أمريكي لإسرائيل".
وأضاف: "القواعد الأمريكية في المنطقة في مرمى صواريخنا وأسلحتنا، ولذلك فإنها
(أي أمريكا) لن تتعاون بكل تأكيد مع الكيان الإسرائيلي."
حظر استيراد
وقد تزامنت تصريحات المسؤول العسكري الإيراني مع بدء أوروبا حظر استيراد النفط
من طهران وبتطبيق عقوبات جديدة صارمة بحقها.
وكان علي فدوي، وهو قائد آخر في الحرس الثوري الإيراني، قد قال يوم الجمعة
الماضي إن إيران ستزود سفنها في مضيق هرمز بصواريخ قصيرة المدى.
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام خليجية إن الإمارات العربية المتحدة والبحرين،
الواقعتين قبالة إيران، قد بدأتا الأحد مناورات جوية مشتركة ستستمر "عدة ايام".
ويعيد تهديد طهران لإسرائيل إلى الأذهان تصريحات كان الرئيس الإيراني محمود
أحمدي نجاد قد أطلقها في عام 2005 عندما قال: "إن إسرائيل يجب أن تُمحى من على
الخريطة".
"تهديد لوجودها"
وقد استشهدت إسرائيل بتلك التصريحات للتأكيد على أن السماح لإيران بالحصول على
أسلحة نووية سيمثل تهديدا لوجودها.
وتقول إسرائيل إنها قد تهاجم إيران إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية في إجبار طهران
على التخلي عن أهدافها النووية.
إلا أن الولايات المتحدة، الحليف الأقوى لإسرائيل، تقول إن استخدام القوة
العسكرية ضد إيران مطروح على الطاولة "كخيار أخير فقط".
كما يطالب المسؤولون الأمريكيون إسرائيل دائما بالتحلي بالصبر إلى حين ظهور
تأثير العقوبات الجديدة على طهران.
وقد فُرضت العقوبات الأوروبية على إيران في وقت سابق من العام الحالي، لكنها
دخلت حيز التنفيذ بشكل أساسي اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز الجاري فقط.
إجراءات صارمة
وتشمل العقوبات حظرا على واردات النفط الإيراني من قبل الدول الأوروبية،
بالإضافة إلى إجراءات أخرى صارمة تجعل من الصعب على الدول الأخرى التعامل تجاريا مع
إيران.
وتهدف العقوبات إلى إضعاف اقتصاد إيران وإجبارها على وقف أنشطتها النووية التي
تقول الدول الغربية إن الهدف منها هو إنتاج أسلحة نووية، الأمر الذي تنفيه طهران
جملة وتفصيلا وتقول إن برنامجها النووي "مخصص للأغراض السلمية البحتة".
وقد أظهرت تقارير خلال الأشهر الماضية أن العقوبات الغربية على طهران قد أثرت
بالفعل بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.
وقالت واشنطن إن حظر أوروبا استيراد النفط الإيراني ربما يجبر طهران على تقديم
تنازلات في جولة المحادثات النووية القادمة المقررة هذا الأسبوع في اسطنبول.
اضطراب الأسواق
وتسببت إيران مرارا في اضطراب أسواق النفط من خلال التهديد بالقيام بعمليات
انتقامية إذا ما تعرضت للهجوم، أو تعطلت تجارتها.
ويحرم الحظر الأوروبي لواردات النفط الإيرانية طهران بشكل مباشر من سوق اشترت 18
في المئة من صادراتها قبل عام.
وتمنع العقوبات الشركات الأوروبية أيضا من نقل النفط الخام الإيراني، أو التأمين
على الشحنات النفطية الإيرانية، مما يضر بتجارتها في جميع أنحاء العالم.
لكن وزير النفط الإيراني رستم قاسمي قال إن الدول المستوردة للنفط ستكون الخاسرة
إذا أدت العقوبات على بلاده إلى ارتفاع الأسعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق