20‏/07‏/2012

تصاعد الحرب السرية بين إيران وإسرائيل


نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا لجوبي فاريك يقول فيه إن تفجير الحافلة البلغارية التي تقل سياحا إسرائيليين، أثار مخاوف من مرحلة دموية جديدة في "الحرب السرية الطويلة" بين إيران وإسرائيل، مع ما يبدو من حلول المدنيين العاديين محل الدبلوماسيين كأهداف رئيسية.

وأوضح التقرير أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين أشاروا إلى أوجه الشبه بين هجوم بلغاريا وثلاث عمليات أجهضت مؤخرا كانت أيضا تستهدف مدنيين وتتضمن جميعها خطة واحدة تقريبا بقتل الإسرائيليين الذين يقضون إجازاتهم في قبرص. ورغم أن هوية المفجر في بلغاريا لا تزال غير واضحة، فإن المحاولات السابقة تم ربطها بإيران و
حزب الله اللبناني.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل تفجير بلغاريا، كان ضباط المخابرات يرون إشارات على تصاعد خطير لما ظل حتى وقت قريب حملات استهداف ورد سرية بين إيران وإسرائيل تستهدف الدبلوماسيين والعلماء النوويين داخل إيران.
حرب ميدانها العالمففي مطلع هذا الشهر اعتقلت السلطات الكينية إيرانيين لعلاقتهما بخطة لتفجير عدة مصالح غربية وإسرائيلية في تلك البلاد. وتعرفت كينيا على المتهمين باعتبارهما أعضاء في وحدة عسكرية إيرانية من قوات النخبة، وقد حملا معهما متفجرات شديدة الانفجار من نوع آر.دي.إكس يزيد وزنها على 220 رطلا، وهي كمية تكفي لتدمير فندق كبير.

وفي سلسلة من العمليات التي رُبطت بإيران خلال الأشهر الماضية، تم استهداف دبلوماسيين وسفارات. وتورط إيرانيون وأعضاء في حزب الله في محاولات اغتيال إسرائيليين وأميركيين وسعوديين في خمس دول. وفي واحدة من العمليات، قيل إن الإيرانيين سعوا لاستئجار أفراد عصابة مكسيكية في خطة تم إفشالها لقتل سفير
السعودية لدى واشنطن.

بعد ذلك توقفت الهجمات لعدة أشهر خلال الربيع، وهي هدنة تزامنت مع التحضيرات للمحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة وخمسة من كبار دول العالم. لكن وعندما تعثرت هذه المحادثات، ظهرت عمليات جديدة تستهدف المدنيين هذه المرة بشكل رئيسي.


نقلة تكتيكية
وأشار فاريك إلى أن الخبير في مكافحة الإرهاب الباحث الإسرائيلي بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى ماثيو ليفيت الذي يعدّ حاليا كتابا حول "الإرهاب الذي يرعاه حزب الله"، قال إن المؤامرات الجديدة تشير إلى نقلة تكتيكية من قبل إيران تتضمن تصعيدا متعمدا وفي نفس الوقت إقرارا بصعوبة استهداف السفارات والمنشآت الأخرى المحمية بكثافة.

يقول ليفيت "إنهم يطاردون الأهداف الأكثر سهولة".

ورغم أن إسرائيل لم تكشف عن الأدلة التي تجعلها تتهم إيران وحزب الله، ظل المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون وكأن تورطهما تحصيل حاصل، فقد ذهب أحد كبار المسؤولين عن شؤون الدفاع وهو عوزي أراد إلى القول "إننا في حرب ضد إيران.. نحن الطرف المبادر.. نحن لا ننفذ ردود أفعال.. كل شخص له عينان يفهم أن ما جرى هو ما ظل يحدث وما سيستمر في المستقبل".

وقالت إدارة الرئيس الأميركي
باراك أوباما أمس الخميس إنها ستستمر في استخدام حزمة من التدابير لإرغام إيران على الكف عن طموحاتها النووية. كما تعهدت بمعاقبة المسؤول عن مقتل الإسرائيليين في بلغاريا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق