26‏/07‏/2012

هاجس «دولة كردية» في شمال سورية يثير قلق تركيا


بحث المسؤولون الاتراك أمس أنشطة حزب العمال الكردستاني في سورية والذي قالت الصحافة التركية انه «يسيطر على الكثير من المناطق في شمال هذا البلد» الذي يشهد نزاعاً دامياً.
وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان إن «التطورات الاخيرة في سورية وأنشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال الاجتماع» برئاسة اردوغان.
وذكرت وكالة أنباء الاناضول ان رئيس اركان الجيش التركي الجنرال نجدت اوزيل ووزير الخارجية احمد داود اوغلو ووزير الداخلية ادريس نعيم شاهين ووزير الدفاع عصمت يلماز ورئيس الاستخبارات حقان فيدان شاركوا في الاجتماع الذي استمر اكثر من ساعتين.
وأضاف البيان: «تمت مناقشة الإجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بأمننا القومي»، من دون توضيح هذه الإجراءات.
وظهرت مخاوف في تركيا من تنامي نفوذ جماعة كردية في شمال سورية ذات صلة بالأكراد الانفصاليين الذين يقاتلون أنقرة وهو ما تخشى تركيا أن يزيد من تعقيد جهودها لحل مشكلتها الكردية العسيرة.
وأفلتت المناطق الكردية في سورية بدرجة كبيرة من أسوأ أعمال العنف خلال الانتفاضة المندلعة ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ أكثر من 16 شهراً ويرى السوريون الأكراد فرصة لاغتنام حريات يتمتع بها أقرانهم الأكراد العراقيون في منطقة كردستان العراق شبه المستقلة في شمال البلاد.
واستقطبت صور الأعلام الكردية وهي ترفرف على مبان ويلوح بها أكراد في شمال سورية تغطية إعلامية واسعة في تركيا ودفعت المعلقين السياسيين إلى التفكير في ما يمكن أن يحدث إذا اقتطع أكراد سورية لأنفسهم دولة مستقلة في شمال البلاد.
وقالت شخصيات كردية معارضة إن قوات الحكومة انسحبت من مناطق في محافظتي الحسكة وحلب وتركت السيطرة فيها لحزب الاتحاد الديموقراطي ذي الصلة بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض منذ 28 عاماً صراعاً انفصالياً في تركيا أودى بحياة أكثر من 40 ألفاً.
وقال عبد الباسط سيدا رئيس المجلس الوطني السوري المعارض بعد أن التقى مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الاثنين إنه في بعض المناطق سلم النظام السوري السلطة لحزب الاتحاد الديموقراطي ثم انسحب.
ووردت تقارير بأن بلدات عامودا وديرك وكوباني وعفرين السورية أصبحت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديموقراطي. ولم يتسن التحقق من التقارير نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على وسائل الإعلام.
وتأكيد حزب الاتحاد الديموقراطي -الذي ينفي أي صلة بحزب العمال الكردستاني- سيطرته على هذه البلدات فجر نزاعاً وأحياناً اشتباكات مسلحة مع الجماعة السياسية الكردية الرئيسية الأخرى وهي المجلس الوطني الكردي وفصائل أخرى من المعارضة السورية.
واتهمت شخصيات سورية معارضة حزب الاتحاد الديموقراطي بالقيام بدور داعم للنظام وقمع التظاهرات في المناطق الكردية واغتيال ناشطين معارضين للرئيس السوري كان أبرزهم مشعل تمو الزعيم الكردي البارز الذي قتل العام الماضي وهو ينظم تحالفاً سياسياً مناهضاً للنظام السوري.
واستضاف الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والد بشار زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان لسنوات قبل أن تهدد تركيا عام 1998 بغزو البلاد مما اضطره إلى إرساله للخارج وبعدها اعتقله رجال الاستخبارات التركية وأعادوه إلى تركيا.
ومع تحسن العلاقات التركية السورية تعاون الرئيس السوري مع أنقرة ولاحق عناصر حزب العمال الكردستاني في سورية لكن هذه العلاقات تدهورت العام الماضي بعد أن لجأ الأسد إلى القوة العسكرية لقمع الانتفاضة الشعبية.
ولم يتحدث المسؤولون الأتراك علناً عن مخاوفهم من نفوذ حزب الاتحاد الديموقراطي. وقال مسؤول في الخارجية التركية إن داود أوغلو حذر المجلس الوطني السوري من مخاطر الصراع الطائفي أو الحرب الأهلية.
وأكد سيدا رئيس المجلس الوطني وهو كردي على الوحدة الوطنية في سورية حيث يصل عدد الأكراد إلى نحو مليون من بين 21 مليون مواطن.
وقال سيدا إن المجلس أعطى أوامر بعدم رفع أي أعلام بخلاف أعلام استقلال سورية، وأضاف أن الأكراد جزء من النسيج الوطني السوري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق