21‏/07‏/2012

الثوار السوريون يشكلون وحدة خاصة لتأمين مواقع الاسلحة الكيماوية

الدخان يرتفع في سماء دمشق

نشرت صحفية "ذي ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا لمراسلتها في بيروت روث شيرلوك تناول انباء قيام الجيش السوري الحر بتشكيل وحدة خاصة من الرجال المدربين لحماية وتأمين مواقع الاسلحة الكيماوية السورية، ونقلت ذلك عن لواء سابق عمل في ادارة الاسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا. وفيما يلي ما جاء في هذا التقرير.

قال اللواء عدنان سيلو، اعلى الضباط رتبة بين رجال نظام الاسد الذين تمردوا عليه وانضموا الى الجيش السوري الحر "لدينا فرقة متخصصة في الاسلحة الكيماوية. وقد تدربت على اعمال تأمين مواقعها".

وكان اللواء سيلو حتى العام 2008 مسؤولا عن وضع خطط الرد الطارئ في حال الاستيلاء على كمية كبيرة من اسلحة النظام.

وقد درب الالاف من القوات في مناطق محيطة بدمشق واللاذقية لتأمين ما يقول مراقبون انه اكبر مستودع للاسلحة الكيماوية في العالم، يشتمل على السارين، وغاز الخردل والسيانيد السام.

وقال سيلو "دربناهم على تأمين المستودعات، في حال تجدد التهديد المحتمل، وعلى كيفية تطهير المخزون، ومعالجة الافراد في حال تعرض سوريا لهجوم كيماوي او بيولوجي".

واضاف "هناك مستودعان رئيسيان – المستودع رقم 417 في شرق دمشق، واخر رقم 419 في منطقة حمص. وكان لدينا 1500 جندي وضابطان او ثلاثة ضباط برتبة لواء في كل قاعدة".

ومع تضاؤل حكم القبضة الحديدية للنظام السوري، اصبح السؤال عن كيفية العناية بهذه المواقع مصدر قلق رئيسي للسوريين وللحكومات الاجنبية على حد سواء.

وعلمت الصحيفة البريطانية ان رؤساء المخابرات العسكرية البريطانية يعتقدون ان نظام الاسد قد يستخدم بعض المخزون في محاولة يائسة للاحتفاظ بالسلطة.

ويوافق اللواء سيلو على صحة هذا التقييم المزعج. فخلال خدمته التي دامت عشرات السنين لصالح النظام، قال سيلو انه قابل الرئيس بشار الاسد واعضاء الدائرة المقربة منه "عدة مرات".

"اعرف الصفات الشخصية لبشار الاسد. ومن المحتمل تماما ان يستخدم الاسلحة الكيماوية ضد ابناء شعبه. وبامكانهم ان يطلقوها من الدبابات ومن الصواريخ ومن المروحيات".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن موقع "ديلي بيست" أيضا ان مسؤولين في ادارة اوباما ابلغوا الموقع ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ارسلت ضباطا الى المنطقة لتقييم برنامج الاسلحة السورية. ومن ابرز مهام الوكالة حاليا العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على ما امكن من المعلومات عن اسلحة التدمير الشامل السورية، حسب قول احد المسؤولين الاميركيين الذي يتواصل مع المخابرات السورية. وهناك تركيز ايضا على التنصت عل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصور بالاقمار الصناعية، بينما تقوم فرقة اخرى بجمع المعلومات عن المواقع الدقيقة للاسلحة السورية.

كان اللواء سيلو قد قرر التخلي عن التقاعد والانضمام الى قيادة الجيش الحر في تركيا عندما هاجمت الحكومة مدينة حمص في شباط (فبراير). فاضافة الى القصف المدفعي من الدبابات، ازدادت مخاوفه من امكان استخدام الاسد في الهجوم اسلحة كيماوية مستقبلا. ولديه قناعة بان النظام نشر مبيدات حشرية من الطائرات على سكان منطقة الرستن، مقر الجيش السوري الحر القريب من حمص.

ولا يمكن التحقق من هذه الاقوال بصورة مستقلة. الا ان المرضى الذين قامت الصحيفة البريطانية بزيارتهم في شباط وآذار (فبراير ومارس) ممن فروا من الرستن وحمص الى لبنان، تبين انهم فقدوا الشعر وعانوا من تهيج الجلد والام العضلات الحاد والغثيان. وافاد الاطباء الذين يعالجون المرضى السوريين القادمين من الرستن وحمص في لبنان انهم شاهدوا عوارض غير عادية.

وهناك مخاوف جادة انه مع ضعف الهيكل الامني في البلاد، أن تقع هذه الاسلحة خارج سيطرة الحكومة في ايادي جماعات الميلشيا، ومنها وحدات اسلامية متشددة قد تعمد الى استخدامها.

وقال لؤي المقداد، من نشطاء المعارضة "نقوم الان بفحص جميع المنشقين العسكريين السوريين. كما اننا نعمل على ايجاد وحدة تستطيع تأمين المواقع".

اما اللواء سيلو فقال ان "الاسلحة التي كانت مخصصة لحماية سوريا، تحولت الان لحماية بشار".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق