22‏/08‏/2012

سلاح البحرية اللبناني يستعرض زورق الدورية السريع AMP في الولايات المتحدة



جورج نصرالله
"إنّها ممتازة...لا بل أكثر من ممتازة." هذا التعليق وغيره الكثير مما تم تسجيله على لسان خبراء متعددين الأسبوع الماضي خلال عملية تعريف للبحرية اللبنانية على سفينة الدورية السريعة البالغ طولها 43 متراً. ويشار إلى هذه السفينة رسمياً باسم "زورق الأمن الساحلي اللبناني" أو “LCSC” وهي السفينة الأولى من ضمن فئة جديدة المنصات البحرية المتعددة المهام المتقدمة AMP التي عملت على بنائها شركة ريفرهوك فاست سي فرايمز RiverHawk Fast Sea Frames (RHFSF) - في فلوريدا.

فقد علم موقع الأمن والدفاع العربي من مصادر شركة RHFSF أن فريقاً من ثمان ضباط من رتب عالية وضباط من المراتب المتوسطة بقيادة قائد سلاح البحرية اللبنانية العميد الياس بواري، قد وصل إلى مدينة تامپا في ولاية فلوريدا الأميركية في 12 آب/أغسطس لإجراء تقييم أساسي والتعرف على الزورق الذي يعتبر السفينة الأكثر تطوراً وقدرة على المستوى التقني، على كافة المقاييس، ضمن أسطول البحرية اللبنانية.

وكان قد تم تدشين زورق الأمن الساحلي اللبناني LCSC 42 رسمياً في كانون الثاني/ يناير من العام الحالي، وسمي باسم طرابلس؛ وقد تكون هذه التسمية مؤقتة بانتظار إدخالها رسمياً إلى الخدمة في لبنان. لكن عقد بناء السفينة كان قد وقع منذ حوالي 19 شهراً من قبل قيادة الأنظمة البحرية الأميركية وذلك مع شركة ماريتايم سيكيوريتي ستراتيجيز Maritime Security Strategies - MSS في تامبا، فلوريدا. وتولت شركة ريفرهوك تصميم وإنتاج هذه السفينة استناداً إلى تصميم السفن التي تمتلكها بموجب اتفاق بين الشركتين.

يبلغ طول زورق "طرابلس" 43.5 متراً، وعرضه 8.5 أقدام، ويشغله طاقم صغير نسبيا يتراوح عديده ما بين 6 إلى 22 بحاراً. أما سرعة الزورق القصوى فتحدد وفقا لطراز المحرك، فتصل إلى 28 عقدة. ويستطيع الزورق بلوغ مدى 2500 ميل بحري في التنقل، على سرعة 11 عقدة. كما يبقى فاعلا في حالة أمواج من الفئة الرابعة، بينما تتراوح قدرته على الصمود في البحر 5 و7 أيام.

تألف الوفد اللبناني في الولايات المتحدة من أفراد تقنيين مسؤولين لتشغيل الزورق، فكان على متنه مؤهّل ميكانيكي وضباط صف متخصصين في مجال الكهرباء والميكانيك والإلكترونيات والملاحة. وكان فريق البحرية اللبنانية يتضمن أيضاً ضابط القيادة والضابط التنفيذي خلال مرحلة ما قبل دخول السفينة إلى الخدمة.

واشتمل برنامج التعريف على سلسلة من البيانات الموجزة والمشاورات التقنية بالإضافة إلى مشاركة في التدريب العملي المكثّف على النظام والمعدات والعمليات.

منذ تدشين هذا الزورق في كانون الثاني/يناير الماضي، بحضور العميد البحري نزيه البارودي، قائد سلاح البحرية اللبناني السابق، خضع لسلسلة من الاختبارات القاسية. وكان العرض البرهاني الذي أجري مع الفريق اللبناني مشابهاً جداً لبرنامج اختبار القبول الذي أنجزته شركة RiverHawk لصالح قيادة الأنظمة البحرية الأميركية منذ أسبوعين.

وهكذا، بدءاً بالبناء ومروراً بالاختبارات والتجارب، تمّ برهان الالتزام بمعايير التصميم والهندسة والمعدات والمعايير التقنية الأخرى في السفينة بإشراف السلطات التقنية الأميركية الرئيسية بما فيها قيادة الأنظمة البحرية في سلاح البحرية الأميركي، ومراقب في مجال بناء السفن والمكتب الأميركي للشحن البحري، وذلك حيث أنه قد تم تصميم السفينة وبناؤها لتتلاءم مع معايير التصنيف الدولية ABS للمركبات البحرية الساحلية العالية السرعة.

تشكّل هذه السفينة التي تم التعاقد عليها بموجب عقد بيع لدولة أجنبية، خطوة مهمّة نحو تحسين قدرة لبنان على مراقبة مياهه الإقليمية، وتسيير دوريات فيها، كما أنّها تساهم في جهود الأمن البحرية الدولية في شرق المتوسّط. وتتماشى هذه الصفقة وأهداف المساعدة الأمنية لحماية شواطئ لبنان وتعزيز استقراره واستقلاله.

يُشار، على صعيد آخر، أن مواعيد شحن السفينة إلى لبنان وتسليمها ما زالت تتوقّف على القبول النهائي ونقل السفينة إلى الحكومة الأميركية، ولكّن مقرّبين من المشروع يتوقّعون شحنها خلال بضعة أسابيع، مع احتمال تسليمها في تشرين الأول/أكتوبر إلى منشأة للجيش اللبناني لم يتمّ تحديدها بعد.

ويذكر أنّ الجيش اللبناني لم يؤكّد ما هو التسليح الذي ستزوّد به سفينة "طرابلس" ولكن وبحسب مسؤولين في RiverHawk فإنّ هذه المركبة مصمّمة لتستوعب مجموعة كبيرة من القدرات ما بعد تسليمها.

هذا وقد تعاقدت شركة RiverHawk مع شركة MAI لتوفير التدريب لطاقم من سلاح البحرية اللبناني يتألف من 25 شخصاً طيلة مدّة 4 أسابيع في لبنان بعد بدء العمل بالسفينة. مع العلم أنّ الشركتين الأميركيتين قد عملتا على تطوير منهاج التدريب والمستندات الخاصة بهذه المهّمة.
ويمثّل إطلاق سفينة الدورية السريعة هذه وتسليمها خطوة كبيرة نحو الأمام في مجال صناعة سفن الدورية الأميركية من خلال برهان عملية البناء والتسليم السريعة لهذا النوع من السفن.

وفي هذا السياق، صرح مارك هورنسبي، المدير التنفيذي لشركة ريفرهوك قائلاً:" نحن فخورين جداً بفريق العمل المحترف الذي قمنا بجمعه هنا في تامپا. فنوعية الصناعة العالية تتضح للعيان في كافة أعمال اللحام والتصفيح. ويقف العديد من المحترفين المهرة الملتزمين وراء هذا النجاح ابتداءً من المفهوم الأول والتصميم ووصولاً إلى عملية التدشين التاريخية اليوم."

ومن جهته علق روبرت كوكس، العميد البحري (م) في البحرية الأميركية، والشريك في الإدارة العامة لشركة MSS بالقول بأن فريق MSS/RiverHawk يفخر بأن يلعب دوراً هاماً في دعم الأهداف الأمنية الأميركية واللبنانية والدولية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ومنطقة مسؤولية القيادة الوسطى الأميركية.

وأشار كوكس إلى أن "هذا التصميم الخاص، والهندسة المعتمدة ومجموعة الأنظمة الإلكترونية التي قمنا بدمجها في السفينة، يجب أن تكون مثالية بما يلائم المهام والأعمال التي سوف يكون على لبنان وشركائه الدوليين أن يعتمدوا على القوات البحرية اللبنانية للقيام بتنفيذها في تلك المنطقة."

وتجدر الإشارة أيضاً إلى أنّ شركة RiverHawk تعمل بموجب عقد مع قيادة النظم البحرية الأميركية لتسليم سفينتي قيادة ودعم في أعالي البحار يبلغ طول كلّ منهما 60 متراً لصالح العراق. وقد بنت شركة RiverHawk سفينة القيادة والدعم في أعالي البحار في منشأة شريكة في هوما- لويزيانا بحسب برنامج تصميم وإنتاج متزامن تقريباً مع برنامج LCSC 42.

إلى جانب حرس السواحل الأميركية وسلاح البحرية ، كانت العديد من منظمات الأمن التجارية وحراس السواحل بالإضافة إلى عدد من الأسلحة البحرية في العديد من الدول قد أعربوا عن اهتمامهم بسفينة AMP هذه وبتصاميم أخرى مشابهة من RiverHawk.
تم تعزيز بدن سلسلة سفن AMP لكي تستفيد من فوائد الأداء والكلفة التي يوفرها التقدم التكنولوجي، ونوع المواد وطرق التصنيع. ومن شأن طريقة البناء من المواد التركيبية أن تجعل سفينة AMP فائقة الصلابة، لكنها أيضاً خفيفة جداً، وتلغي قوتها هذه الكثير من وسائل وهيكليات التدعيم التي تثقل من كاهل السفن التقليدية. وتترجم خفة الوزن بشكل مباشر بالمزيد من السرعة والقدرة على المناورة، ناهيك عن الاقتصاد في استهلاك الوقود أي كلفة أقل بأداء أفضل. فالبدن المصنوع من راتينج الإيبوكسي أيضاً سهل وغير مكلف في عمليات التصليح والصيانة.

وتم بناء السفينة بما يتناسب مع قيود ITAR لمبيعات الأسلحة خارج الولايات المتحدة الأميركية. وهي تتميز بوفرة ميزات الأتمتة التي تساعد الطاقم على استشعار نظم السفينة مثل المحركات وخزانات الوقود والبيئة المحيطة، والملاحة ووضع الأسلحة.

وتضم السفينة حجرة قيادة مدمجة IBS غير معدة للعمل العسكري، فيها 4 محطات عمل متعددة الوظائف تعمل عبر شاشات عريضة خاصة بالملاحة والمراقبة، والتوجيه وغيرها من الوظائف العملانية الأخرى كالقيادة والتحكم، وهي صنع Raytheon Anschutz الألمانية التابعة لرايثيون الأميركية. وبالإضافة إلى نظم الملاحة تضم نظام الأتمتة الخاص بالسفينة، وكاميرا المراقبة بالدارة المقفلة، وكاميرا الرؤية الأمامية بالأشعة تحت الحمراء.

ويكمل عمل غرفة القيادة هذه رادارات البحث السطحية العاملة بموجات X و S من طراز ARPA وحزمة كاملة من مستشعرات الملاحة، وبرمجية لإدارة البيانات، ونظام السلامة العالمي وتلبية الاستغاثة GMDSS A3 وكافة المعدات الإلكترونية، ومعدات السلامة الأخرى التي تكمل عمل غرفة القيادة والمراقبة على سفينة "طرابلس".

وقد تم تزويد هذه السفينة بمحركي ديزل من طراز MTU 20V 4000 M93L مع نظامي النفث المائي طراز HT-1000 من HamiltonJet ، وهو أداة دفع تعزز نسبة الطاقة إلى الوزن إلى أقصى حدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق