06‏/08‏/2012

ايران وطالبان: اعداء الامس واصدقاء اليوم

مدينة مزار شريف الافغانية


ركزت حركة "طالبان" الافغانية خلال نشاطها السياسي والعقائدي على العداء للشيعة وإيران بشكل خاص، متأثرة في ذلك بـ"القاعدة" وزعيمها اسامة بن لادن. وقد تجسد هذا العداء اثناء حكمها لافغانستان في اواخر القرن العشرين. اذ ناصبت ايران العداء وقتلت عددا من الدبلوماسيين والصحافيين الايرانيين في قنصلية الجمهورية الاسلامية بمدينة مزار شريف الافغانية في العام 1998، وكاد ان يشن المتشددون الايرانيون حربا على حكام "طالبان" في افغانستان لولا حنكة رئيس البلاد انذاك محمد خاتمي.

ويبدو ان الاوضاع قد تغيرت حاليا. وكما هو حال السياسة دائما، تغيرت التحالفات والصداقات في هذا المجال.

ونشرت صحيفتا "تلغراف" البريطانية و"وول ستريت جورنال" الامريكية تقارير تفيد بان ايران سمحت لحركة "طالبان" الافغانية ان تفتح لها مكتبا في ايران. كما تمت مباحثات بين عدد من منتسبي قوات الحرس الثوري الايراني واعضاء من هذه الحركة حول ارسال صواريخ ارض – جو لها.

جاء ذلك في العدد الصادر للصحيفتين يوم الاربعاء الماضي نقلا عن مسؤولين غربيين وافغان دون ذكر اسماءهم.

وقالت اذاعة "دويشة فله" الالمانية في قسمها الفارسي ان الجهود الايرانية هذه تتم بعد توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين الحكومة الافغانية والادارة الاميركية. كما اكد تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" ان ايران تحرص على ان تكون لديها خيارات عديدة للرد، اذا تعرضت لهجوم عسكري اسرائيلي.

وافادت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤولين افغان ومصادر غربية ان "احد الكوادر القيادية لحركة "طالبان" في مجلس مدينة كويتة الباكستانية قام في اواخر ايار ( مايو) الماضي بفتح مكتب للحركة في مدينة زاهدان". وتقع مدينة زاهدان في جنوب شرق ايران بالقرب من الحدود الافغانية – الباكستانية ويربطها طريق دولي مع مدينة كويتة الباكستانية حيث يقال بانها محل استقرار مجلس قيادة حركة "طالبان".

الصداقة والعداء بين ايران وطالبان

ناصبت حركة "طالبان"، ايران العداء عندما كانت تسيطر على معظم اجزاء افغانستان، لكن المحللين يعتقدون ان ايران وطالبان يرون نفسيهما حاليا امام عدو واحد. وفي الاونة الاخيرة ازدادت السجالات المتعلقة بهجوم اسرائيلي محتمل ضد ايران بسبب برنامجها النووي. كما تنظر الولايات المتحدة الاميركية للهجوم العسكري ضد ايران كخيار يمكن ان تستخدمه.

وقال مسؤول غربي لصحيفة وال ستريت جورنال: " تفيد معلومات تسربت من المكالمات الهاتفية ان اعضاء في فيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري الايراني تباحثوا مع متمردين في افغانستان حول ارسال صواريخ ارض – جو لهم".

واكد مسؤول في قوات التحالف الدولي لتأمين امن افغانستان (أيساف) انه يجب ان ينظر الى احتمال ارسال مثل هذه الصواريخ من ايران الى المتمردين كمخطط ايراني محتمل في حال تعرض ايران لحملة عسكرية من قبل اسرائيل.

وتعد ايران البلد الوحيد الذي اعرب عن معارضته لحضور القوات الاجنبية في افغانستان، وقد بذلت جهودا مكثفة للحيلولة دون توقيع الاتفاق الاستراتيجي بين افغانستان والولايات المتحدة الاميركية. بل وهدد السفير الايراني في كابول، رئيس مجلس الشيوخ الافغاني بان ايران ستطرد المهاجرين الافغان من ايران اذا وقعت افغانستان على الاتفاق.

افغانستان- ساحة حرب بين ايران والولايات المتحدة

حاولت افغانستان خلال السنوات العشر الماضية ان تحافظ على التوازن في سياساتها الخارجية. وقد اكدت كابول مرارا لجيرانها بانها لن تسمح باستخدام اراضيها ضد هذه الدول، لكن المسؤولين الايرانيين لن يضيعوا اي فرصة للتنديد بالحضور الغربي في افغانستان.

وقد حذرت ايران بانها ستدمر القواعد الاميركية في المنطقة خلال دقائق اذا تعرضت لهجوم عسكري اسرائيلي واميركي. اذ صرح قائد قوات الجو "فضا" التابعة للحرس الثوري الايراني اميرعلي حاجي زادة ان "هذه القواعد تقع ضمن مرمى صواريخنا ويمكن للاراضي المحتلة ان تشكل اهدافا جيدة لنا".

واضاف حاجي زادة ان 35 قاعدة اميركية تقع في مرمى الصواريخ الباليستية الايرانية، مؤكدا ان الصواريخ المتطورة الايرانية تستطيع ان تستهدف اهدافا بمسافة الفي كلم. فعلاوة على البحرين وقطر والامارات العربية المتحدة والكويت وتركيا، تملك الولايات المتحدة قواعد ايضا في افغانستان.

وذكرت "وول ستريت جورنال" نقلا عن مسؤول افغاني ان الرئيس الايراني احمدي نجاد حذر حامد كرزاي خلال احدى المؤتمرات الاقليمية في العاصمة الصينية بكين بان على الافغان الذين يقيمون بالقرب من القواعد الاميركية ان يتركوا بيوتهم من اجل الحفاظ على ارواحهم.

الدولة الراعية للارهاب

وذكرت وزارة الخارجية الاميركية في تقريرها السنوي حول الانشطة الارهابية:"بقيت ايران في العام 2011 على قائمة الدول الراعية للارهاب، بل وصعدت من نشاطاتها المرتبطة بالارهاب".

ويتهم التقرير طهران بانها تسمح لاعضاء القاعدة بإستخدام الاراضي الايرانية كمعبر لتأمين الاموال ولنشاطاتها في جنوب آسيا. ويضيف التقرير ان قوات الحرس الثوري الايراني قامت ايضا بتدريبات للمتمردين التابعين لحركة طالبان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق