22‏/08‏/2012

واشنطن تتحرك في لبنان خشية انزلاقه نحو حرب أهلية

وحدة من الامن اللبناني في طرابلس بعد المواجهات التي اوقعت 10 و نحو 40 جريحا


قالت مصادر أميركية مطلعة لـ إن إدارة الرئيس باراك أوباما، وضعت مجموعة من خطط الطواريء قيد التنفيذ لتمكينها من درء خطر انفجار الحرب الأهلية مجدداً في لبنان، "كنتيجة مباشرة لتفاقم القتال الدائر في سورية بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد والمسلحين المتمردين، وتعرض لبنان لخطر تداعيات ذلك على تركيبته الهشة أكثر من أي دولة مجاورة".

وأوكلت واشنطن لسفيرتها في بيروت "مورا كونولي" وطاقمها الدبلوماسي، مهمة التعامل مع الملف اللبناني المتوتر من خلال "لقاءات وإجراءات طارئة مع القوى المختلفة في لبنان، تشمل التفاوض المباشر مع رموز الطوائف والتكتلات السياسية المختلفة، والحكومة والجيش اللبناني."

واكد مصدر من الأمم المتحدة لـ أن نائب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون للشؤون السياسية، الأمريكي جيفري فيلتمان، الذي تم تعيينه حديثاً، (كان قد عمل مساعداً لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لشؤون الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حتى حزيران الماضي، وقبل ذلك كان سفيراً للولايات المتحدة في لبنان) "يقوم بدور قيادي ومباشر في هذا المجهود بالتنسيق مع الأمين العام بان كي مون، والوزيرة كلينتون، وسفيرة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، للتنقيب عن أفضل الوسائل لإطفاء فتيل الانفجار".

وتتعرض إدارة الرئيس أوباما لانتقادات لاذعة بسبب "تخليها عن ملاحقة الأمور في لبنان، بالاهتمام المطلوب منذ عام 2009، وانشغاله بقضايا أخرى، خاصة تحسين علاقاتها مع نظام بشار الأسد التي لم تنتهي إلا بعد انفجار الثورة السورية" بحسب إدعاء "ديفيد شنكر" و"آندرو تابلر" من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

ويقر خبراء الإدارة الاميركية في الشأن اللبناني، بحتمية امتداد تداعيات الأزمة السورية على لبنان "خاصة وأن لبنان له تقاليد عريقة في الاقتتال الطائفي، ولكن بإمكان الولايات المتحدة أن تتدارك الوضع الخطير، من خلال بناء تحالفات واسعة ومدعومة من كل القوى السياسية، خاصة الشيعة الذين بدأوا يبتعدون عن حزب الله بعد أن سئموا خطابه السياسي، وضغوطاته الاجتماعية والسياسية عليهم" وفق الخبيرين.

ويقول شنكر "هناك فرصة حقيقية لتعزيز التحالفات ضد نظام الأسد، خاصة في ظل القرارات الحكومية الجديدة التي تجرأت على اعتقال ميشيل سماحة، وتوجيه تهمة نقل المتفجرات إليه، وفي الوقت ذاته منع القوى السنية السلفية، والمرتبطة بإيديولوجيات معادية للغرب والولايات المتحدة، من اتخاذ المبادرة والقيادة في مواجهة الشيعة ونظام الأسد."

وتمارس إدارة الرئيس أوباما ضغوطات جمة "في ضوء الشلل التام على المسار السوري داخل مجلس الأمن، لتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 خاصة وقف تدفق الأسلحة للمليشيات اللبنانية، وحرمان حزب الله من تعزيز ترسانته الصاروخية التي تهدد إسرائيل، ليس فقط في حال اندلاع حرب إسرائيلية إيرانية، بل أيضاً في حال قرر الرئيس السوري الأسد، إقحام المنطقة كلها في حرب غامضة النتائج لتخفيف الضغط الداخلي عليه."

وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء عن قلها إزاء الاشتباكات التي اندلعت منذ عصر يوم الاثنين بين مسلحين من السنة والعلويين في مدينة طرابلس، ووصفت من قبل السكان المحليين بأنها من أعنف المواجهات التي شهدتها المدينة منذ الحرب الأهلية اللبنانية" أواخر القرن الماضي.

ورفعت الأزمة السورية التي تزداد تفاقماً من انفجارها قبل قرابة العام والنصف ضد من حدة التوتر في لبنان، ولا سيما مدينة طرابلس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق