16‏/08‏/2012

مخطط إيراني - سوري لتفجير لبنان: "حزب الله" يغطي الخطف "الممنهج"



عشيرة شيعية اختطفت تركياً وسعودياً وعشرات السوريين وهددت باستهداف سفارات خليجية
كتائب الأسد استهدفت المختطفين اللبنانيين في ريف حلب تزامناً مع "حفلة الجنون" لآل المقداد
بيروت - "السياسة" والوكالات:
تحول لبنان ساحة فوضى خلال ساعات قليلة ودخل نفقاً مظلماً من بوابة الرهائن وتبادل الخطف, في إطار مخطط مشبوه من قبل النظامين الإيراني والسوري و"حزب الله", تمثل باختطاف تركي وسعودي وعشرات السوريين, وتهديدات بمهاجمة السفارات السعودية والقطرية والتركية في بيروت.
وفضلاً عن المخاوف من انفجار حرب أهلية بين المؤيدين للنظام السوري والمعارضين له, تتجه العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي إلى تدهور دراماتيكي بعد استسلام مؤسسات الدولة والحكومة في لبنان لمنطق العصابات المتلطي وراء ستار العشائر.
وفي التداعيات الأولية, دعت السعودية والامارات وقطر, ليل أمس, رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً, وسط معلومات عن تهديد قطر بطرد جميع اللبنانيين الموجودين على أراضيها في حال اختطاف أي من مواطنيها.
ويتوقع أن تتخذ باقي دول مجلس التعاون الخليجي خطوات مماثلة خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ان "الحكومة اللبنانية عليها واجب حماية المواطن الخليجي (الموجود في لبنان), لكن مع الأسف أين هذه الحكومة?
وعلمت "السياسة" أن السفارات الخليجية في بيروت طلبت من السلطات الأمنية تشديد الإجراءات الأمنية حول مقارها ومنازل الديبلوماسيين, فيما عقد الرئيس ميشال سليمان اجتماعاً لقادة الأجهزة الأمنية ليل أمس في محاولة لوقف تدهور الأوضاع.
ووسط صدمة وذهول لدى اللبنانيين وعجز رسمي من قبل مؤسسات الدولة الأمنية والحكومة, توالت طيلة يوم أمس الأنباء عن خطف سوريين في الشمال والبقاع وبيروت ومناطق أخرى, إضافة إلى مواطن تركي وآخر سعودي على الأقل.
وتبنت عمليات الاختطاف عشيرة آل المقداد الشيعية, وهي إحدى أكبر العشائر في لبنان, رداً على اختطاف "الجيش السوري الحر" أحد أبنائها وهو حسان المقداد, بتهمة الانتماء إلى "حزب الله" والتواجد في سورية مع مجموعة من 1500 عنصر من الحزب لمساندة قوات نظام الأسد, وهو ما نفته العائلة والحزب.
وبحسب المعلومات الأولية, فإن مايسمى "الجناح العسكري" لعشيرة المقداد اختطف ما لايقل عن 40 سورياً, بعضهم من المنتمين إلى "الجيش الحر", اضافة إلى مواطن سعودي وآخر تركي يدعى طوفان تيكين.
وهددت العشيرة باختطاف ديبلوماسيين ورعايا سعوديين وقطريين وأتراك, بحجة أن الرياض والدوحة وأنقرة تساند "الجيش السوري الحر", وتوعدت بمهاجمة سفارات الدول الثلاث.
وتدهورت الأوضاع ليل أمس مع قطع طريق مطار بيروت الدولي, الواقع في نطاق الضاحية الجنوبية للعاصمة حيث معقل "حزب الله".
وترافق ذلك مع تهديد آل المقداد الرعايا السعوديين وتوجيه نصيحة لهم بعدم سلوك طريق المطار, ومغادرة لبنان كما غادروه في السابع من مايو 2008, عندما اجتاحت ميليشيات "حزب الله" وحلفائه بيروت وقسماً من جبل لبنان.
ويؤكد هذا الموقف ما كشفته لـ"السياسة" أوساط ديبلوماسية رفيعة, مساء أمس, لجهة وجود مخطط مشبوه من قبل النظامين الإيراني والسوري و"حزب الله" لتفجير الأوضاع في لبنان وخلق فتنة لاتحمد عقباها, بعد فشل مخطط الوزير السابق ميشال سماحة الذي كان يحضر لتفجيرات في الشمال وبعض المناطق للغاية نفسها.
وربطت المصادر في هذا السياق بين "حفلة الجنون" لآل المقداد وبين الغارة التي شنتها أمس مقاتلات تابعة لقوات الأسد على بلدة أعزاز في ريف حلب, حيث يتواجد المخطوفون اللبنانيون الأحد عشر, ما أدى إلى تأجيج الأوضاع وتأزيم الأمور سيما بعد دخول أهاليهم مع آل المقداد في عمليات الاختطاف والاعتداء على السوريين والخليجيين في لبنان.
واستغربت المصادر توقيت الغارة الوحشية التي أدت إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات وتسوية عشرات المنازل بالأرض, رغم أن بلدة أعزاز خارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من سنة تقريباً ومعلوم أن المختطفين اللبنانيين يتواجدون فيها, ما يوحي بأن الهجوم مدبر بهدف استدراج ردة فعل من أهالي المخطوفين في لبنان تواكب ما يقوم به آل المقداد.
وبحسب المصادر عينها, فإن مواقف آل المقداد التصعيدية تؤكد انخراطهم مع العشائر الشيعية في المخطط الذي يتولى إدارته "حزب الله" تنفيذاً لأوامر دمشق وطهران.
وحذرت المصادر من تدهور الأوضاع نحو الحرب الأهلية ووقوع صدامات دامية بين المؤيدين للنظام السوري والمعارضين له, سيما بعد إقفال طريق مطار بيروت, وتصعيد التهديدات وأخذ الرعايا الخليجيين, وخاصة السعوديين والقطريين, رهائن, في إطار مخطط نقل الفتنة من سورية إلى لبنان بهدف تعويم نظام الأسد وتخفيف الضغط عنه.
وكانت المصادر تشير إلى التهديدات التي ساقها آل المقداد, سيما حاتم المقداد شقيق المخطوف في سورية حسان المقداد, حيث قال "إذا أرادت الجهات الأمنية اللبنانية أن تدخل في صدام مسلح مع عشيرة لديها 5000 مقاتل ومع عشائر أخرى لديها آلاف المسلحين فلتتفضل".
وأضاف "نتكل على الله ونسير, كرة الثلج ستكبر وإذا كان "الجيش الحر" قادرًا على حل القضية فليحلها الآن لأنَه بعد 48 ساعة سيصبح عاجزاً عن إدارة المفاوضات لأن القصة ستصبح أكبر منه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق