14‏/08‏/2012

دخول سفينة القيادة ديكسمود الى الخدمة لدى البحرية الفرنسية



دخلت سفينة القيادة والانتشار الثالثة ديكسمود BPC Dixmude التابعة للبحرية الفرنسية الخدمة الفعلية بعد ثلاث سنوات من أعمال البناء وأشهر قليلة من اختبارها عملياتيّاً. وقد وقّع الفريق البحري برنار روجل، رئيس طاقم في البحرية الفرنسية في 27 حزيران/يونيو على وثيقة يصرّح فيها بدخول سفينة Dixmude الخدمة الفعلية.
وتأتي سفينة (L-9015) Dixmude هذه بعد سفينتي القيادة والانتشار من فئة ميسترال Mistral (L-9013) و تونير Tonnerre (L-9014) وهما أول سفينتين من فئة Mistral تتسلّمهما البحرية الفرنسية في العامين 2006 و2007. تعدّ سفن BPC في فرنسا أكبر السفن في الخدمة بعد حاملة الطائرات النووية شارل ديغول (R-91) . وبحسب تقرير لجنة الدفاع التابعة للبرلمان الفرنسي فقد بلغت قيمة هذه السفينة 439.5 مليون يورو.
وكانت وكالة التسلح الفرنسية DGA قد طلبت سفينة Dixmude في نيسان/أبريل من العام 2009، وقد جمعت شركة STX الفرنسية المنصة الأساسية في سان نازير وركّبت شركة DCNS نظام القتال المتكامل الخاص بالسفينة، والذي يتضمن نظم اتصال واسعة بالإضافة إلى نظم الملاحة وإدارة القتال.
لقد تمت إضافة بعض التحسينات على سفينة Dixmude بما فيها داسر جانبي في مقدمة السفينة خلف الداسر الأول على عكس سفينتي Mistral و Tonnerre ، ومتن قيادة زجاجي مصقل للمراقبة، مع لوحات زجاجية مختلفة الأشكال، وكونصول تحكم عاشر مصمم بشكل أساسي للدفاع الجوي للسفينة. بعد أن أعلنت الوكالة الفرنسية للتسلّح، في 3 كانون الثاني/يناير من العام 2012 عن إتمام العمل على هذه السفينة، كان يتم العمل على تحقيق الجهوزية العملياتية لها، وقد عادت للتو من عملية اننشار استمرّت حوالي خمسة أشهر للتحقق من قدراتها العسكرية. وخلال هذه الفترة، شاركت السفينة في مهمة "جان دارك" التي تشكّل جزءاً من تدريب الضباط البحريين السنوي، ودعمت وشاركت في عمليات "أتلانتا" لمكافحة القرصنة على السواحل الصومالية وعملية "كوريمب" التي اقتضت وجود قوّة بحرية في خليج غينيا.
ستأخذ سفينة Dixmude مكان سفينة FS Foudre (L-9011) لدى سلاح البحرية الفرنسية وهي سفينة من فئة حاملة للطوافات LHD تبلغ من العمر 21 سنة تم تسليمها للبحرية التشيلية في 23 كانون الأول/ديسمبر من العام 2011 وحملت إسم سارجنتو ألديا (Sargento Aldea) . يأمل سلاح البحرية الفرنسي الحصول على 4 سفن من فئة BPC مع حلول العام 2020 بموجب قانون البرنامج العسكري المقبل (2015-2020).
ونظراً لطول هذه السفينة البالغ 199 متراً، وقدرتها على نقل 21500 طن وسرعتها البالغة 19 عقدة، توفر السفن من فئة BPC قدرة انتشار شاملة وقدرة على البقاء لمدة 45 يوماً بالإضافة إلى مدى أقصى يصل حتى 11 ألف ميل بحري، ما يوازي 20 ألف كلم على سرعة 15 عقدة. تحمل سفينة القيادة والانتشار عادة 450 جندياً مجهّزاً، مع العلم أنّ هذا العدد قد يرتفع ليبلغ 700 إلى 900 جندي أو شخص تم إجلاؤه لفترة قصيرة من الزمن. تستطيع هذه السفن حمل 70 مركبة مصفّحة أو ثلث فوج مؤلّل مع دبابات القتال الثقيلة التابعة له، أي ما مجمله 13 دبابة Leclerc و40 مركبة أخرى. يشار إلى أنّه يمكن نشر حوالي 16 مروحية نقل من طراز NH90 المتوسطة الحجم أو Tiger من Eurocopter على سطح السفينة البالغة مساحته 5 آلاف م2 .
تستطيع السفينة تنفيذ عدد كبير من المهام والعمليات الجوية والبرمائية والنقل العملياتي والدعم الصحي وقيادة العمليات البرمائية والبحرية. إن سفن القيادة والانتشار مجهزة بشكل خاص لعمليات إدارة الأزمات، بفضل تنوّع وظائفها وتوافقيتها العملانية. وتتميّز سفينة القيادة والانتشار من فئة Mistral بمركز القيادة "الإضافي" للحالة العملياتية مع 150 محطة عمل، مما يوفر لهذه السفينة الميزات اللازمة لتقود تنفيذ عمليات قوات التدخل المشتركة (CJTF) . هذا وتتميّز هذه السفينة أيضاً بسعتها إذ تحتوي على 68 سريراً وغرفتي عمليات للمهام الإنسانية الواسعة النطاق.
في العام 2011، تمّ استخدام سفينتي Mistral و Tonnerre بشكل مكثف خلال عملية هارمتان في ليبيا وأثبتت قدراتها في عمليات الهجوم البرية. وجرى نشر مجموعة طائرات مشتركة تتألف من 18 مروحية من الجناح الجوي في الجيش وتشمل: 8 مروحيات SA 342 غازيل مجهز بنظامي فيفيان/هوت ومروحيتي SA 342 غازيل مهزتين بمدفع رشاش، ومروحيتي SA 342 غازيل مجهزتين بصواريخ ميسترال المضادة للطائرات ومروحيتي EC 665 تايغر وأربع مروحيات SA 330 بوما، نشرت عملياتياً على متن السفينتين اللتين تولتا الخدمة تتابعاً في مسرح المعركة. نفّذت المروحيات 40 غارة جوية تم خلالها تدمير 450 هدفاً. أطلقت طائرات غازيل 430 صاروخاً من طراز "هوت" و1500 طلقة صاروخ من تايغر. حققت مجموعة الطائرات المشتركة 90 بالمئة من ضربات مروحيات التحالف في ليبيا، أما ال10 بالمئة المتبقية فقد نفذتها طائرات الأباتشي البريطانية WAH-64 من على متن سفينة الهجوم البرمائية HMS Ocean .

فيما يتعلّق بالعمليات البرمائية، تستطيع سفينة BPC حمل حتى 4 سفن إنزال للمؤللات قديمة أو مركبتي إنزال برمائيتين سريعتين من الجيل الجديد من نوع EDAR . تستطيع هذه المركبة البالغ وزنها 59 طنّاً وطولها 30 متراً وعرضها 12 متراً نقل حمولة زنة 80 طنّاً كما أنّها توفر قدرة إنزال أهمّ بخمس مرات من مركبة الإنزال التي تستخدمها البحرية الفرنسية حاليّاً. أضف إلى ذلك أنّ هذا الطوف العالي السرعة والذي يتميّز بقدرة على نقل المركبات البرية قادر على حمل الدبابة لوكليرك إم بي تي (Leclerc MBT) الفرنسية أو مركبتي قتال للمشاة VBCI أو 6 ناقلات جند من طراز VAB . تتميّز هذه السفينة عند تحميلها بالكامل بالقدرة على بلوغ سرعة 18 عقدة، كما أنّه من الممكن استخدامها لإنزال المركبات العسكرية والجند من على متن سفن القيادة والانتشار المتمركزة ما وراء الأفق على مسافة تصل إلى 55 كلم. إذاً فإنّ الطوف L-CAT قادر على إنزال مركبات على الشواطئ مع نسبة انحدار تتعدى 2 بالمئة. وبناء على ذلك، فإنّ هذه الأخيرة قادرة على الوصول إلى 95 بالمئة من الشواطئ حول العالم. يشار أيضاُ إلى أنّ سطح سفينة BPC يلائم قوارب الإنزال الطوافة التابعة (LCAC) لسلاح المارينز والبحرية الأميركية.
سفينة ميسترال الروسية
في حزيران/يونيو من العام 2011، وقعت شركة DCNS عقداً مع وكالة تصدير الدفاع الروسية روزوبورونيكسبورت (Rosoboronexport) لتزويدها بسفينتي قيادة وانتشار من فئة Mistral بالإضافة إلى الخدمات الخاصة بها. في الواقع، شكّل هذا العقد البالغة قيمته 1.2 مليار يورو أوّل عملية تصدير ناجحة لتصميم BPC الفرنسي. لقد جرى عرض أول سفينة أطلق عليها إسم فلاديفوستوك (Vladivostok) في شهر شباط/فبراير من العام 2012، وسيتم تسليمها في العام 2015. ويتضمن العقد خيار امتلاك سفينتين أخريين ستعمل شركة بناء السفن المتحدة الروسية (OSK) على بنائهما في حوض بناء السفن في سان بيتسبرغ.
وستحمل سفن ميسترال الروسية مروحيات بحرية من طراز Ka-52K Helix ومروحيات Ka-29K ومروحيات استطلاع/هجوم Ka-52K Alligator . أما في مجال التجهيزات البرمائية فإنّ سفينة ميسترال الروسية قادرة على نقل مركبي إنزال برمائيين من طراز Dyugon LCU أو أربع سفن إنزال من فئة Serna أو Ondatra . تستطيع سفينة الإنزال Ondatra حمل دبابة قتال رئيسية MBT واحدة. وفي حين تستطيع سفينة الإنزال Dyugon حمل زنة 120 طنّاً من المركبات والجنود، بينما يمكن لسفينة الإنزال Serna نقل حمولة وزنها 45 طنّاً أو 100 جندي.
تجدر الإشارة إلى أنّ سفن BPC الموضوعة في الخدمة لدى البحرية الفرنسية هي السفن الوحيدة المجهّزة بقاذفة صواريخ سيمباد (Simbad) مع صواريخ ميسترال سطح-جو قصيرة المدى من شركة MBDA وأربعة رشاشات M2 HB عيار 12.7 مم. تعتبر هذه السفن من قبل المسؤولين الروس غير مجهّزة بالكامل للدفاع عن نفسها، واعتبروا منذ البداية أنّه سيتمّ تجهيز سفن BPC التابعة للبحرية الروسية بنظم روسية تتضمّن "صواريخ جوالة أسرع من الصوت". وفي شباط/فبراير، أكد قائد سلاح البحريةالروسي، فلاديمير فيسوتسكي "التوجّه نحو استخدام نظم صاروخية لتوفير الحماية الذاتية لسفننا بغية تحسين دفاعها الجوي."
هذا وقد أفادت أيضاً بعض المصادر الروسية أنّه من الممكن تجهيز السفينة بمدفع أوتوماتيكي من طراز AK-630M عيار 30 ملم ذات ستة فوهات وبالنظام الصاروخي القصير المدى 3M -47 Gibka الروسي وهو عبارة عن قاذف صواريخ سطح-جو إيغلا (Igla) موجه عن بعد. وستشمل التعديلات الطفيفة الأخرى هيكل سفينة مقوّى للعمل في القطب الشمال وأجهزة تدفئة خاصة على سطح السفينة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق