فوجئ الإعلاميون العرب والإيرانيون بفضيحة كاملة يسقط فيها الإعلام الإيراني عندما أقدم على "تزوير" كلمة الرئيس المصري على شاشة التليفزيون الرسمي ، فقد حرص الرئيس المصري في مقدمة كلمته على ذكر حمد الله والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وأصحابه ، وذكرهم بالاسم ، أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، إلا أن التليفزيون الإيراني حجب هذا الدعاء كاملا ، ورفض ذكر الثناء على أبي بكر وعمر وعثمان ، وذكر أن كلمة الرئيس المصري تصلي على النبي وآل بيته ، لم يكن هذا هو السلوك الفج الوحيد ، بل إن التليفزيون الإيراني تعمد إخفاء صوت الرئيس المصري وهو يتحدث عن سوريا ومذابح بشار الدموية وأنه فاقد للشرعية ، وعندما أتى الرئيس المصري على ذكر الربيع العربي مؤكدا أنه تمدد من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا ، ألغت الترجمة ذكر سوريا ضمن الربيع العربي ووضعت مكانها "البحرين" ، وهو ما لم يرد في كلمة الدكتور محمد مرسي من قريب أو بعيد .
الفضيحة التي ارتكبها التليفزيون الرسمي الإيراني أثارت استياءا واسعا لدى قطاع واسع من الإعلاميين داخل إيران وخارجها ، واعتبرها نشطاء إيرانيون إهانة لإيران والإعلام الإيراني .
فتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن تلاعب هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني (الرسمي) في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب الرئيس مرسي في المؤتمر وذلك خلال بث ترجمة خطابه بواسطة القناة الأولى باللغة الفارسية ليتطابق مع مفردات خطاب النظام الإيراني، حسب ما أوردت "العربية.نت" اليوم الخميس.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية تقارير متطابقة تؤكد تحريف خطاب الرئيس المصري من خلال إقحام عبارات لم يتطرق إليها مرسي، وحذف بعض من كلامه عن سوريا من قبل المترجم الذي كان يترجم خطابه للقناة الأولى الإيرانية.
وكتب موقع "دجربان" المختص بشؤون وسائل الإعلام المحافظة الإيرانية بهذا الخصوص قائلاً: "قام مترجم الإذاعة والتلفزيون وفي إجراء غير مسبوق بتحريف قسم من خطاب الرئيس المصري، حيث امتنع عن ترجمة هجوم مرسي الحاد على نظام بشار الأسد".
ونشرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية التي تتبنى التوجه الرسمي الإيراني الخطاب المحرّف للرئيس المصري، حيث تعمد موقعا "جهان نيوز" و"عصر إيران" إبراز مقتطفات من كلمة مرسي دون ذكر الأهم فيها وهو ما يتعلق بموقفه من الوضع في سوريا.
وذهب موقع "جهان نيوز" الأصولي المحافظ أبعد من ذلك فنعت مرسي بـ"الرئيس الناشئ"، ووصف حديثه عن سوريا بالغريب وغير الناضج، واصفاً موقفه "بالمتشدد وغير المنطقي تجاه سوريا".
إقحام اسم البحرين
وقال أميد مقدم الناشط الإعلامي الإيراني في حديث نشرته "العربية.نت" إنه سمع ثلاث مرات اسم "البحرين" في الترجمة الفارسية الفورية لخطاب مرسي، والذي تم بثه من القناة الأولى للإذاعة والتلفزيون.
وأضاف "كان المترجم الفارسي مرتبكاً، ما يدل على أنه كان متعمداً إقحام بعض التعبيرات في خطاب مرسي، كما تعمّد استخدام مسمى "الصحوة الإسلامية" بدلاً من "الربيع العربي" التي قالها في الخطاب، وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا إذا كانت هناك أوامر من جهات عُليا طلبت منه ذلك، لأنه تزوير واضح على خطاب علني ورسمي لرئيس دولة سمعه العالم مباشرة بلغته العربية دون أن تكون فيه أي من هذا التعبيرات الدخيلة.
ويشير إلى أن هذا التزوير لا يعكس اهتمام القيادة الإيرانية بالمضمون الحقيقي لخطاب مرسي، وإنما الهدف من ذلك هو الاستهلاك المحلي لخداع الرأي العام الإيراني وإيهامه بأن الثورات العربية – ومصر في مقدمتها – تتماشى مع خطاب طهران الرسمي.
وبخصوص إقحام اسم البحرين والذي لم يذكره د. مرسي بتاتاً في خطابه، قال موقع "بازتاب إمروز" إن المترجم غيّر كلمة مرسي عندما استبدل اسم البحرين بسوريا، في حين لم يشر مرسي إلى البحرين إطلاقاً.
وكان د. مرسي ذكر في خطابه الثورات العربية في كل من تونس وليبيا ومصر وسوريا، واستبدل المترجم الإيراني سوريا بالبحرين.
ويرى موقع "بازتاب إمروز" أن السلطات كانت تتوقع مثل هذا الخطاب للرئيس المصري فحاولت ترجمته للرأي العام الإيراني بالطريقة التي تراها مناسبة.
وفسّر ذلك متهكماً بأن السلطات الإيرانية استطاعت أن تحل معضلة ما تناوله مرسي بتقنية الترجمة.
حذف أسماء الخلفاء الراشدين
ووصف موقع "تابوشكني" الناطق بالفارسية تحريف خطاب الرئيس المصري بالإجراء السخيف، مضيفاً: "لقد استهل محمد مرسي كلامه بالصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه والخلفاء الراشدين أبوبكر وعمر وعثمان وعليّ، لكن المترجم امتنع بصورة مرتبكة عن ذكر أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة في الترجمة الفارسية التي كانت تبث مباشرة عبر القناة الأولى للتلفزيون الرسمي الإيراني".
وبينما انتقد مرسي النظام السوري ووصفه بالظالم، قال المترجم الإيراني على لسان مرسي: "هناك أزمة في سوريا وعلينا جميعاً أن ندعم النظام الحاكم في سوريا، وينبغي أن تستأنف الإصلاحات في سوريا ومنع أي تدخل أجنبي. هذا هو موقفنا".
كما أكدت وسائل إعلام إيرانية تحريف خطاب كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ناصر عبدالعزيز حول الأزمة السورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق