17‏/07‏/2012

السلطات العراقية تتسلم جثمان 21 شخصا قتلوا في أحداث سوريا



أفاد مصدر في قيادة حرس الحدود بمحافظة الانبار، الثلاثاء، بأن السلطات العراقية تسلمت من سوريا جثمان 21 عراقياً قتلوا في الأحداث التي تشهدها، مؤكداً أن غالبية الضحايا هم من أهالي العاصمة بغداد.
وقال المصدر إن "السلطات السورية سلمت، صباح اليوم، قوات حرس الحدود العراقية في منطقة القائم (380 كم غرب الرمادي)، جثمان 21 عراقيا قتلوا في الأحداث التي تشهدها سوريا"، مبينا أن "القتلى قضوا بطلقات نارية وقصف صاروخي في مدن حمص وريف دمشق وحلب".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "غالبية القتلى من العاصمة بغداد والآخرين ينتمون إلى محافظات مختلفة"، مشيرا إلى أن "قوات حرس الحدود العراقية تكفلت بنقل الجثامين إلى العاصمة برفقة وحدة عسكرية".
وكانت السلطات العراقية تسلمت رسمياً، أمس الاثنين (16 تموز الحالي)، جثماني صحافيين هما رئيس تحرير جريدة الروراء الأسبوعية علي جبوري عبد الكعبي الذي قتل في هجوم مسلح بمنطقة جرمانة شمال دمشق، وفلاح طه وهو يعمل بصفة صحافي حر اثناء تغطيته الاشتباكات بين الجيش السوري النظامي والجيش السوري الحر.
وذكر العديد من التقارير أن مجموعات مسلحة عراقية تشارك في أعمال العنف التي تشهدها الدولة المجاورة سوريا، إما لصالح النظام أو المعارضة، فيما تضم سوريا العديد من اللاجئين العراقيين عقب الحرب الأميركية عام 2003.
وأدان رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في 14 تموز الحالي، "المجزرة" التي وقعت في قرية التريمسة بريف حماة قبل يومين وأسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص، مشدداً على ضرورة نبذ العنف والإرهاب والإسراع في إيجاد حل سلمي لإنقاذ سوريا.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من تصاعد العنف في سوريا، محذراً من أنه سيؤثر سلباً على الوضع السياسي والإنساني في المنطقة وخاصة العراق.
وكان السفير السوري في العراق نواف الفارس أعلن في شريط فيديو نشر على عدد من المواقع الإلكترونية، في (11 تموز 2012)، عن انشقاقه عن نظام الرئيس بشار الأسد، واصفاً الأخير بـ"الدكتاتور"، فيما دعا عناصر الجيش النظامي والشباب السوري إلى الالتحاق بالثورة وعدم السماح للنظام بزرع الفتنة، فيما أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في اليوم التالي عن إعفاء الفارس من منصبه على خلفية التصريحات التي أدلى بها ضد نظام رئيس بشار الأسد، مؤكدة في الوقت نفسه استمرار العلاقات الثنائية مع بغداد.
يذكر أن سوريا تشهد منذ 15 آذار 2011، حركة احتجاج شعبية واسعة بدأت برفع مطالب الإصلاح والديمقراطية وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام بعدما ووجهت بعنف دموي لا سابق له من قبل قوات الامن السورية وما يعرف بـ"الشبيحة"، أسفر حتى اليوم عن سقوط ما يزيد عن 17 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان في حين فاق عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات الـ25 ألف معتقل بحسب المرصد، فضلاً عن مئات آلاف اللاجئين والمهجرين والمفقودين، فيما تتهم السلطات السورية مجموعات "إرهابية" بالوقوف وراء أعمال العنف.
وتعرض نظام دمشق لحزمة متنوعة من العقوبات العربية والدولية، كما تتزايد الضغوط على الأسد للتنحي من منصبه، إلا أن الحماية السياسية والدبلوماسية التي تقدمها له روسيا والصين اللتان لجأتا إلى استخدام حق الفيتو مرتين ضد أي قرار يدين ممارسات النظام السوري العنيفة أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي الذي وصل إلى حافة الحرب الأهلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق