18‏/07‏/2012

حيرة دولية بعد اغتيال أركان نظام الأسد


قرر مجلس الامن الدولي الاربعاء تاجيل التصويت على قرار أعدته دول غربية ويدعو الى فرض عقوبات على سوريا وذلك بناء على طلب تقدم به مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة كوفي انان، حسب مبعوثين، وذلك في أعقاب تفجير مقر الامن القومي السوري والذي قتل فيه وزير الدفاع السوري داوود راجحة وصهر الرئيس السوري ونائب وزير الدفاع اللواء آصف شوكت، ورئيس خلية الازمة، معاون نائب الرئيس السوري حسن توركماني
وقال السفير البريطاني في الامم المتحدة مارك ليال غرانت الذي ترأست بلاده صياغة قرار العقوبات بعد محادثات بين قوى كبرى "سنصوت على مسودة القرار صباح الغد" الخميس.
يأتي ذلك فيما بحث الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي الاربعاء في النزاع الدائر في سوريا، من دون ان يتمكنا من تذليل الخلافات "المستمرة" بينهما حول هذا الملف، كما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن الكرملين.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان اوردته الوكالة انه "في المحصلة اظهرت المحادثة توافقا في النظرة التحليلية للوضع في سوريا وهدف التوصل الى حل. في الوقت نفسه فان الخلافات مستمرة حول الطريقة العملية للتوصل الى هكذا حل".
روسيا: ما حدث عمل "إرهابي"
وصفت روسيا الاربعاء التفجير الانتحاري الذي وقع في دمشق واودى بحياة عدد من كبار المسؤولين الامنيين بانه "ارهابي" وطالبت باعتقال من يقفون وراءه ومعاقبتهم.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها "نتوقع التعرف على منظمي هذا العمل الارهابي في دمشق وأن يواجهوا العقاب الذي يستحقونه".
من جانبه، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاربعاء أن "معارك حاسمة" تجري في سوريا مشيرًا الى أن بلاده لن تسمح بتبني مشروع قرار في مجلس الامن يساند "حركة ثورية" في هذا البلد.
وصرح لافروف امام صحافيين على هامش لقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أن "معارك حاسمة تجري في سوريا. وتبني مشروع القرار (الغربي) سيكون بمثابة تقديم دعم مباشر الى حركة ثورية. واذا الامر يتعلق بثورة فلا علاقة للامم المتحدة بالامر".
واشنطن: الأسد يفقد السيطرة على سوريا
فيما اعلن وزيرا الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في البنتاغون ان الوضع في سوريا حيث وصلت المعارك الى العاصمة دمشق "يخرج عن السيطرة".
وقال الوزير الاميركي "انه وضع يصبح سريعا خارجا عن السيطرة ولهذا السبب من المهم جدا العمل مع الدول الاخرى التي تشاطر هذا القلق بهدف ممارسة اكبر قدر ممكن من الضغط على (الرئيس السوري بشار) الاسد لكي يتنحى ويتيح حصول انتقال سلمي".
وقال البيت الابيض الاربعاء ان الرئيس السوري بشار الاسد "يفقد السيطرة" على البلاد، وفي اشارة الى "زيادة" الانشقاقات و"زيادة قوة وتوحد المعارضة" قال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي ان الحركة ضد الاسد تتزايد.
وقال فيتور "من الواضح ان نظام الاسد يفقد السيطرة على سوريا"، مؤكدا ضرورة حدوث انتقال سياسي لتجنب "حرب طائفية واهلية طويلة ودموية".
واضاف ان "العديد من السوريين الذين كانوا موالين للنظام في السابق اصبحوا يعتبرون الاسد بمثابة المشكلة وليس الحل، كما ان المصاعب المالية التي يواجهها النظام تزداد".
وقال "نحن نعمل بشكل ملح مع شركائنا الدوليين للعمل من اجل تحقيق انتقال سياسي في سوريا".
واضاف "كلما ازدادت سرعة حدوث هذا الانتقال، كلما زادت فرص تجنب حرب اهلية طويلة ودموية وطائفية، وكلما استطعنا بشكل افضل من مساعدة السوريين على ادارة انتقال مستقر الى الديموقراطية".
فرنسا تدين التفجير
وادان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الاربعاء "الارهاب" بعد تفجير دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع ونائبه صهر الرئيس السوري داعيا الى "ضرورة حصول انتقال سياسي" في سوريا.
وقال فابيوس امام اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسيين ان "الحكومة الفرنسية ومن دون معرفة ظروف هذا الهجوم، لطالما ادانت الارهاب. ونظرا الى درجة العنف يبدو ضروريا وماسا حصول انتقال سياسي يجيز للشعب السوري ان يكون لديه حكومة تعبر عن تطلعاته العميقة".
وفي وقت سابق أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاربعاء أن باريس تعتبر أن تشبث الرئيس السوري بشار الاسد بالسلطة "غير مجد"، ودعت آخر جهات داعمة للنظام السوري "الى أن تنأى بنفسها عن القمع".
وقال برنار فاليرو ردًا على سؤال عن المعارك العنيفة الدائرة في دمشق: "على بشار الاسد أن يدرك بأن تشبثه بالسلطة غير مجد وأن لا شيء سيوقف مسيرة الشعب السوري نحو مستقبل ديموقراطي يتماشى مع تطلعاته. وعلى آخر الجهات الداعمة للنظام أن تدرك بأن القمع لا يؤدي الى نتيجة وندعوها الى أن تأخذ مسافة من القمع الدامي المستمر منذ 16 شهرًا".
وتدور معارك تعتبر الاعنف منذ بدء حركة الاحتجاج في اذار/مارس 2011، منذ مساء الاحد في عدة احياء في العاصمة السورية. وقتل وزير الدفاع السوري داود عبدالله راجحة في انفجار استهدف اليوم الاربعاء مبنى الامن القومي في دمشق، بحسب ما ذكر التلفزيون الرسمي السوري. وتأتي اعمال العنف هذه قبل ساعات على تصويت لمجلس الامن حول مشروع قرار يهدد سوريا بعقوبات ترفضها موسكو.
هيغ يحذر من دخول سوريا مرحلة من الفوضى
قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ان العملية الانتحارية التي اسفرت عن مقتل عدد من كبار المسؤولين الامنيين السوريين الاربعاء تثبت الحاجة الى قرار دولي لانهاء الازمة.
وقال هيغ في بيان "نعلم عن تقارير بان وزير الدفاع السوري ونائبه قتلا واصيب عدد من المسؤولين في عملية انتحارية في دمشق".
واوضح "هذا التفجير الذي ندينه يثبت الحاجة الملحة لاصدار قرار في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا تحت الفصل السابع" الذي يجيز استخدام القوة.
وقال هيغ إن سوريا تنزلق نحو مرحلة فوضى وانهيار ومن الضروري التوصل الى موقف حازم في مجلس الامن الدولي لتشكيل حكومة انتقالية.
وصرح هيغ للصحافيين خلال زيارة لليتوانيا "من الواضح ان الوضع يتدهور بسرعة" في سوريا.
واضاف ان "حدة الاشتباكات تتكثف وهناك تقارير عن معارك تدور كل ليلة في دمشق والدليل على ذلك ارتفاع عدد اللاجئين" السوريين.
وتابع "ان سوريا مهددة بحالة من الفوضى والانهيار اسوأ من الوضع الذي كانت عليه في الاشهر الماضية".
واوضح "لهذا السبب من الملح ليس فقط اصدار قرار في مجلس الامن بل قرار يفضي الى حل للمشكلة للتقدم نحو عملية سياسية وتشكيل حكومة انتقالية في سوريا".
ميركل تشدد على ضرورة صدور قرار دولي عاجل حول سوريا
هذا وشددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء على ضرورة استصدار قرار عاجل حول سوريا عن مجلس الامن الدولي بعد الاعلان عن تفجير انتحاري في دمشق.
وقالت ميركل في مؤتمر صحافي مع رئيسة وزراء تايلاند ينغلوك شيناواترا "هذا يثبت ان تبني الامم المتحدة قرارا جديدا ضرورة عاجلة". واتى تصريحها ردا على سؤال حول التفجير الانتحاري في دمشق الذي قتل فيه وزير الدفاع وصهر الرئيس السوري ومسؤول خلية الازمة بحسب التلفزيون الرسمي السوري وناشطون.
وافادت ميركل انها "قرأت معلومات" حول الهجوم من دون تاكيد القتلى مباشرة في المؤتمر الصحافي في برلين.
وقالت "ادعو جميع الاطراف في مجلس الامن الدولي الى الاتفاق على قرار مشترك".
وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعا طارئا الاحد في الدوحةمن جهته قال الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا طارئا الاحد المقبل في الدوحة لبحث الاوضاع في سوريا عقب التفجير الذي وقع في مقر الامن القومي بدمشق الاربعاء والذي وصفه بانه "تطور مؤثر".
وصرح العربي للصحفيين ان تفجير دمشق "تطور مؤثر في مسار الاحداث التي تشهدها سوريا" مضيفا "حذرت مرارا من ان العنف يولد دائما عنفا مضادا".
وأكد على أن الجامعة "تتابع باهتمام تلك التطورات ويؤدى الى اتساع دائرة الدمار ويهدد بانزلاق سوريا الى حرب أهلية، تؤدى الى انفجار الأوضاع، ليس فى سوريا فحسب وانما فى المنطقة بأكملها".
واكد العربي ان "المخرج الآمن الوحيد من الأزمة يتمثل فى التجاوب الفورى مع المطالب المشروعة للشعب السورى فى الانتقال السلمي الى نظام ديمقراطى سليم، يحقق للشعب السوري الحرية والعزة والكرامة".
واوضح العربي ان وزراء الخارجية سيعقدون اجتماعا طارئا الاحد في الدوحة لبحث التطورات في سوريا عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الذي كان مقررا سلفا عقده في ذلك اليوم في العاصمة القطرية.
ايران تدين التفجير الانتحاري في دمشق
ودان وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي التفجير الانتحاري كما ذكرت الاربعاء وكالة الانباء الايرانية.
واضافت الوكالة ان "علي اكبر صالحي دان خلال اتصال هاتفي مع وليد المعلم (وزير الخارجية السوري) هذا العمل الارهابي الذي وقع اليوم في دمشق".
وقتل وزير الدفاع السوري داوود عبدالله راجحة ونائب وزير الدفاع اصف شوكت صهر الرئيس السوري ووزير الدفاع السابق العماد حسن توركماني رئيس خلية الازمة في تفجير انتحاري استهدف وتدعو ايران، ابرز حلفاء نظام الرئيس بشار الاسد الى الحوار بين السلطة والمعارضة لانهاء النزاع.
من جهة اخرى، طالب وزير الخارجية الايراني ب "الوقف الفوري ... للتدخلات الخارجية وعمليات ارسال الاسلحة الى سوريا (عن طريق التهريب) ودعم بعض الاطراف الاقليمية والدولية للاعمال الارهابية"، كما جاء في بيان نشرته الوكالة الايرانية.
واكد البيان الرسمي ان "جمهورية ايران الاسلامية تدين كل عنف وعمل تخريبي وتعتبر ان الحوار هو الحل الوحيد لانهاء الازمة السورية".
وتتهم ايران بعض البلدان الغربية والعربية بدعم المقاتلين السوريين عسكريا عبر تزويدهم بالاسلحة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق